الحضور ومثقفو المنطقة خلف ضعف نادي الباحة
غرم الله حمدان الصقاعي الغامدي*
|
للأندية الأدبية دور فاعل في الحركة الثقافية في بلادنا من خلال ما تقدمه برامجها الثقافية المنبرية أو الإصدارات التي ساعدت على إثراء النتاج الفكري والثقافي والأدبي وربما يكون الأمل فيها أكبر من واقعها حيث يرى فيها المثقفون والأدباء وطلاب العلم أنها منارات للفكر والأدب ومراكز إشعاع تنتشر في كل مناطق المملكة ولهذا كان هناك الكثير من الكتابات عن أوضاع النادي الأدبي بالباحة مثلاً وجميعها تطالب بما تراه حقاً غافلين عن دور الأندية وأنظمتها وقوانينها فالعمل المؤسسي أكثر التزاماً وأقسى قيوداً من العمل الفردي لأن العمل الفردي يعتمد على الرغبة الذاتية والثقافة الشخصية، بينما يعتمد العمل في الأندية على ثقافة المجتمع وعلى التواصل مع كل ما يتعلق بحياتنا اليومية لذا كان الأقل حضوراً من الإبداع الثقافي والفكري والإنتاج الفردي الأدبي والثقافي.
ونادي الباحة كغيره من أندية الوطن يعيش في سبات عميق إذا استثنينا بعض الأندية العاملة مثل نادي جدة ونادي الرياض الأدبي فالبقية لها أنشطتها الموسمية وإصدارتها المتواضعة والقليلة جداً، ولعل هناك أسباب يجب التوقف عندها قليلاً أثرت في مسيرة النادي الأدبي بالباحة غير الأسباب الإدارية وهي تمثل في المواقع عقبة في تطور النادي في رأيي المتواضع ومنها تكرار الأسماء والمواضيع وتوحد الاتجاه وعدم التنوع فيما يقدم من خلال الأطياف الفكرية والقيادات الأدبية وهذا له أثر في عدم تفاعل المثقفين وطلاب العلم والأدب بالمنطقة مع مناشط النادي الأدبي وكذلك عدم تواجد والتفاف المثقفين والأدباء بالمنطقة حول النادي رغم ندرتهم وقلة عددهم.
وسبق للنادي أن استضاف عدداً غير قليل من رموز الفكر والأدب بالمملكة ولكن الحضور كان هزيلاً وغير مشجع لغيرهم بالحضور إلى النادي بالباحة.
علماً بأن الأمسيات والمناسبات الشعبية يتوافد إليها الكثير من كل محافظات المنطقة وذلك يعكس ثقافة المجتمع وربما يكون النادي في حاجة إلى المتلقى الواعي والمتفاعل والمشارك في أنشطته أكثر من حاجته إلى الأعضاء.
ولعل عدم وجود جامعة بالمنطقة كان سبباً في ضعف النتاج الفكري والأدبي والثقافي للنادي حيث إن الجامعات هي الروافد للأندية تستمد منها قوتها من خلال علمائها وأساتذتها وباحثيها وطلابها.
ويظل الدور الإعلامي هو الأكثر تأثيراً في سيرة النادي حيث العجز الواضح في تغطية مناشط النادي إذ يقتصر ذلك في الأخبار عن النشاط دونما قراءة لما قدم أو نشر ما يدور فيها من نقاش وحوار حضاري يعكس مدى تفاعل الحضور في كل ما يقدمه النادي.
نعم قدم النادي جهوداً يشكر عليها فيما مضى ولكن الجميع يبحث عن التميز ولذا فإننا في حاجة إلى التطوير والتجديد والتغيير لتحقيق المأمول والمرجو من النادي بصفته الممثل الوحيد لثقافة المنطقة ولأنه مسؤول عن نشر ثقافة وأدب المنطقة وليس التجديد والتغيير للأعضاء فحسب، ولكن يجب أن يصل إلى التوجهات والأفكار التي تسير النادي حيث فتح الباب لكل الأطياف الأدبية وكل التيارات الفكرية والاستفادة من تجارب الآخرين كعلم وفكر.
لذا وجب أن يكون هناك منتديات ولقاءات ثقافية وأدبية وتظاهرات فكرية وندوات يدعى لها أعلام الفكر والأدب في الوطن العربي ويجب أن نعترف بقصورنا في تحقيق كل ما يتمناه الجميع والمجال الثقافي والأدبي عرضة للنقد لاختلاف المشارب والأفكار والرؤى..
وما هي الحلول التي يمكن أن تحقق للنادي الرضا من الجميع ؟ هل استقالة مجلس الإدارة هو السبيل لذلك؟ وأين البديل؟ أم هل قبول كل ما يتقدم به للنشر؟
أم هل يظل النادي مغلقاً طوال العام لعدم وجود الحضور المتفاعل والمشارك ونكيل التهم لمجلس الإدارة ونحن لا نعرف باب النادي؟
هل يعيد النادي النظر في توجهاته ويحاسب أعضاءه على التقصير ومكافأة العاملين الفاعلين لكي يتفانى الجميع في خدمته؟
هل في انتقال النادي ببرامجه إلى المحافظات والأماكن العامة، حل لهذا العزوف من الناس عن حضور مناشطه؟
ربما تكون جميعها وربما يكون الحل الوحيد اجتماع الجميع في مقر النادي؛ المدافع عنه، والمنتمي له، والمعارضين والبعيدين عنه على طاولة الحوار لكي يصل الجميع إلى حلول لقضية موت النادي الذي يتنفس الحياة من خلال أعضائه فقط، فأين الجمهور وأين رجال الفكر المشاركين الفاعلين؟.
والله من وراء القصد.
* عضو اللجنة الثقافية بالنادي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
