الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

قدمتها فرقة مسرح الطفل بالجمعية
مسرحية (الوطن أغلى) حب بكل المقاييس

ثلاثة عروض هي عمر مسرحية الأطفال (الوطن أغلى) أولى فعاليات المسرح بمركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي للشباب هذا العام، تأليف وإخراج الفنان سعد المدهش، جسد أدوارها الفنان القدير على المدفع في دور الأب، ولعب أدوار الأولاد (هاني الصفيان، شعيفان محمد، نايف العنزي، حسين البيشي، وسعيد المالكي) بالإضافة إلى مجموعة من الأطفال الصغار (تغريد المزيعل، مي المزيعل، عبدالملك المزيعل وتركي المزيعل) وإلى جانب الممثلين قدمت فرقة الاستعراض الشعبي الأوبريت برقصات فلكلورية ضمن مجريات أحداث المسرحية والتي حكت قصة الأب الذي قدم لأبنائه خمس جوائز (الذهب، الألماس، البترول، الحديد، التراب) وعندما تناول كل واحد منهم جائزته بدأ يسعى جاهداً لتطوير ما امتلكه وفق قدراته العقلية والجسمية، لكنهم يصطدمون بواقع المكان المفقود حيث يجدون أن أفعالهم ومكتسباتهم تحتاج إلى جزء من الأرض ليبنوا عليها آمالهم وطموحاتهم لكن صاحب التراب يرفض إعطاءهم شبراً واحداً من أرضه إلا في حالة تنازلهم عما أخذوه من ممتلكات بالكامل له، أي لصاحب التراب والأرض، وعندما لا يجدون تفهماً من والدهم نتيجة تعنت أخيهم مالك الأرض، يكتشفون خطأ اختيارهم الأول، ويتفقون على أن البداية لابد أن تكون من اختيار المكان وهو الأرض للانطلاق نحو آفاق العلم والمعرفة، أي أراد أن يقول المؤلف على لسان أبطال مسرحيته أن التراب هو المرجعية (الوطن) ومن ثم تأتي بعده الاحتياجات الأخرى.
العرض المسرحي بكل عناصره النص والإخراج والتمثيل والاستعراض الفلكلوري المؤطر باللحن الأوبريتي، شحن مشاعر المتلقي الصغير حب الوطن، وحب العمل وحب المسرح أيضاً الذي ينقل الفعل الحياتي إلى الخشبة باختصار درامي جذاب، لذا كل الحب للمسرحية بكل المقاييس حباً صادقاً خاصة للذين قدمتهم خشبة مسرح الطفل بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون من خلال قسم مسرح الطفل كما هو معتاد كل عام.
المؤلف وهو المخرج نفسه اختار موضوعاً وطنياً مستمداً مادته من الإنجازات الوطنية منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى يومنا هذا في الوقت نفسه ظهر العرض اجتماعياً بفكرة تربوية ذات صياغة درامية بسيطة وهادفة، مشيراً إلى بعض القيم والمبادىء الإنسانية التي يجب غرسها في وجدان الطفل كالتعاون والتآخي واحترام الآخرين. وقد استطاع المؤلف بهذه الأرضية الوطنية أن تصل أفكاره ومواقفه الاجتماعية إلى المشاهد الصغير عبر حوار بسيط جميل مؤثر، والحوار عنصر ذو أهمية كبيرة في أي عمل مسرحي، وفي رأيي المشهد الخاص إن المؤلف صاحبه التوفيق في صياغة حواره وذلك باعتماده على الحيوية والحركة والصوت والتي تشكل أسلوباً مهماً في مخاطبة عقل ووجدان الطفل حيث اعتمد المؤلف على مفردات بسيطة تشبه الحوار المألوف بين الناس من حيث قصر العبارات ووضوحها وإن كان في بعض المواقف حواراً أقرب ما يكون إلى الوعظية المباشرة، وهو أمر طبيعي ومعتاد في كثير من النصوص الموجهة للصغار وذلك لأن المسرح للأطفال هو المسرح القادر على تقديم قيم فنية وإيجاد التوازن بين المضمون وعناصر المرح والفكاهة بالمباشرة ويبقى الممثل القادر على توصيل فكر المؤلف والمخرج إلى المشاهد الصغير استناداً على الموهبة والفهم الناضج للأفكار الواردة في قلب النص والتعامل مع الخشبة المسرحية والمشاهد في آن واحد وهذا ما رأيناه حقيقة في المسرحية ومما زاد إعجاب الأطفال بالعرض هو وجود بعض الممثلين في المسرحية ممن لديهم أجسام توحي بأحجام الأطفال وإن كانوا في الواقع بالغين نسبياً وأيضاً الأطفال الصغار جداً عن الممثلين لا أستطيع أن أميز أحداً أو أستثني ممثلاً دون الآخر فكلهم أبطال ورائعون وقد أدوا أدوارهم بإجادة كل حسب طاقته وخبرته، وأود أن أهمس بكل تواضع إلى زملائي الموهوبين بألا تعتبروا هذه الانطباعات نقداً أو تقويماً أو توجيهاً فوقياً، ولكن يعلم الله أنه الحرص عليكم النابع من حسن الظن بقدراتكم ومواهبكم الخلاقة التي أرجو أن تكبر وتنمو مع ازدهار تجربتكم في هذا الفن الجميل الشاق، وقبل وبعد ذلك هو حبي للمسرح في بلادنا وهو حب لو تعلمون عظيم.. ولكن يبقى العملاق عملاقاً اسمه على المدفع. كذلك أشيد بمهندس الديكور الذي وفق جيداً في تجسيد الحارة وإظهار تفاصيل المعمار القديم والجديد مع الاهتمام الجيد بالإكسسوارات إضافة إلى الألوان الجميلة الزاهية المبهجة. وأحييه تحية خاصة لتمكنه من كسب التحدي الذي فرضته عليه مساحة (المركز الثقافي) الصغيرة وليحقق ما أرادته المسرحية ومخرجها. بالنسبة للموسيقى فالمعروف أنه من المناسب في مسرح الطفل أن الموسيقى تستهدف تربية الأذن قبل كل شيء للأطفال الصغار لأن التذوق الموسيقي يعتمد على خبرة حاسة السمع وأن تتلاءم ألحان الأغاني وأذواق جمهور الأطفال مع العمل على الارتفاع بمستويات أذواقهم شيئاً فشيئاً، وكثيراً ما يستمتع الأطفال إلى أغان ذات ألحان جميلة رغم أنهم لا يفهمون معاني الكلمات.. وأعتقد أن الموسيقى والألحان أدت هذا الغرض المنشود.. وأرى أن الملحن الموهوب تركي السلطان قد أجاد صياغة ألحان المسرحية.. وقد تميزت موسيقاه بالحركة لأن الأطفال عادة يستمتعون بالحركة والإيقاع وقد صاغها بأسلوب شعبي وطني جميل يتوافق مع مواقف المسرحية وأحداثها وشخصياتها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved