الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

أقيم في مركز الملك فهد الثقافي
الفنانون الشباب يتألقون ويتفوقون في المعرض الثامن عشر للفن المعاصر

* الثقافية محمد المنيف:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب افتتح الأستاذ منصور الخضيري وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب الأسبوع الماضي في قاعة المعارض بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض المعرض الثامن عشر للفن السعودي المعاصر والذي تنظمه الإدارة العامة للنشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.
والذي شارك فيه ثمانون مبدعاً من الفنانين والفنانات من مختلف مناطق المملكة قدموا فيه مئة عمل تنوعت فيها الخامات وأساليب التنفيذ والأحجام ما بين تصوير زيتي وحفر جرافيك ورسم وأعمال تطبيقية ونحت وقد خصصت للمعرض جوائز قيمة منحت لمجموعة من الفنانين على أقسام أربعة قسمت أيضاً إلى فئات كان نصيب التصوير التشكيلي منها ثلاث فئات وفئتين لبقية الأقسام الأخرى منح في كل فئة منها الجائزة لاثنين من الفنانين إضافة إلى جائزة الجرافيك التي منحت لثلاثة فنانين وجاءت الجوائز على النحو التالي:
أولا: عن التصوير التشكيلي وهي ثلاث فئات وفاز بها كل من الفنان علي الصفار و ناصر الموسى صديق واصل وعبد الله المرزوق منير الحجي وعبد الناصر العمري.
ثانيا: الرسم وهي فئتان فاز بها كل من منصور الشريف ومحمد السديري وعلي ناجي وعلي صديق.
ثالثا: جائزة الفنون التطبيقية وهي فئتان فاز بها الفنانون كمال المعلم ونبيل نجدي.
رابعاً: الجرافيك فقد فاز بها الفنانين سامي الباز وأحمد البار وأحمد عبد رب النبي.
تنوع في الخامات والأساليب
لا يمكن أن نخفق حق العمل الجيد ولهذا فالمعرض الثامن عشر للفن السعودي المعاصر كان بحق نموذجاً رائعاً لمستوى المعارض التشكيلية التي تتطلبها الساحة في هذه الفترة والفترات القادمة فغالبية الأعمال كانت بمستوى يحق لنا أن نعتز به ونسعى إلى نقله عالمياً وما قدم من أعمال متميزة كانت جديرة بأن تغطي بل تذيب الأعمال الضعيفة والتي لم تكن تشكل إلا النزر القليل من المعروضات ما يجعل الزائر يعود من المعرض محملاً بالكثير من الإعجاب إضافة إلى أن هناك أعمال تجبرك على الوقوف والتأمل وأعمال تعيدك إلى مراجعة ذاكرتك البصرية المفعمة بالكثير من المشاهدات العالمية لتحدث المقارنة وتخرج بنتيجة إيجابية.
أسماء جديدة وأعمال متميزة
من حسنات هذا المعرض أن جمع فيه منتخب رائع من الأسماء والأعمال فهناك أسماء أبقت فينا الكثير من الإحساس بقدرتها على الريادة وتمكنها من الإبداع والابتكار كما أعادت فينا محاولة البحث عن جيدها وكيفية مقارنته بين حال سابقة وبين ما استجد إضافة إلى أن هناك أعمالاً تؤكد إصرار فنانيها على أن المنافسة لا تزال هي المحك الحقيقي للبقاء أمام أي مستجدات تطرأ على الساحة فالزخم الكبير من الشباب المبدعين يثير فينا الاندفاع ويدفع بنا إلى الحماس والسعي لتقديم ما يجمع بين الخبرات وبين مسايرة العصر وهذا ما تكشفه بعض الأعمال بين شباب واعد بدأ يتسلم مهامه في الساحة وبين مبدعين قدموا ما عليهم مع ما ينتظر منهم من الجديد فخرج لنا المعرض بمزيج رائع ومتجانس لا يفصل بعضه عن بعض سوى مساحة لا ترى بالعين بقدر ما تستشعر بالوجدان ولهذا قلنا ولا زلنا نقول إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أصبحت في مرحلة قطف وجني الثمار وما نشاهده في غالبية الأعمال هذا المعرض خير شاهد على ما تحقق من نتائج للفن التشكيلي وبهذا لم يعد هناك خوف عليه بقدر ما نشعر بالثقة في أجياله القادمة.
جولة سريعة
عند مرورنا بالمعرض نقف عند الكثير من الأسماء والأعمال وأحيانا كثيرة نعود لجولات متعددة لإشباع العين قبل العقل ونستكشف زوايا تتجدد مع كل جولة أو مرور على تلك الأعمال مع ما يسبقها من تساؤلات حول غرابة الأسماء وحداثتها ورغم ذلك كانت واثقة الخطوة تسير نحو التواجد الجاد ومع أننا قد شاهدنا بعض من تلك التجارب إلا أن في المعرض ما يضيف الجديد للساحة ومنها ما قدمته الفنانة حنان حلواني من تقنية ومعالجة للعمل إضافة إلى إبداعات الأخوين أبناء البار في مجال الجرافيك وفي مجال الرسم برزت لنا أعمال الفنان علي صديق في لوحة حزن وأعمال الفنان منصور الشريف والتي تحمل عنوان حائط الذكريات والتي استحق عليها الجائزة كما نجد أيضا إطلاله رائعة من عبد الرحمن الغامدي بمعالجته تشكيل الخشب وإضفائه الإيحاء اللوني ومن الفنانات أيضاً كما عرفناها في معارض سابقة تبرز لنا أعمال الفنانة ريم الغرم كما نجد في أعمال الفنان وليد الوايل والفنان سعيد الوايل خصوصاً اللوحة مدينتي متى أعود ولوحة صمت خلف الجدران قدرة واعدة بمستقبل إبداعي في حال الاستمرار في البحث وتطوير القدرات.
النحت والخزفيات
أخذت أعمال النحت والخزف مساحة متميزة في المعرض وقدمت الكثير من الأعمال وبرز فيها تجارب تستحق التقدير والفوز أيضاً بأن تخصص لكل منهم جوائز مستقلة أسوة بالرسم والجرافيك فلكل منهم أهميته العالمية وله معارضه المتخصصة ولهذا كان لهما الحق في تحكيمهم بشكل مستقل وقد يكون أيضاً في وجود أسماء كبيرة مثل الفنان المتألق دائماً نبيل نجدي والفنان كمال المعلم ما حجب الرؤيا عن البقية فالمعلم كما عرف عنه فنان رائد ومعلم في مجاله مبتكر وباحث عن أبعاد العمل الجديد المثير للتساؤل والمحقق للقيم الجمالية بتعامل مؤطر بالثقافة والوعي بكل ما يجب أن يحيط بالعمل ويخرجه للمشاهد بمستوى يرتقي بذائقته.
أعود للنحت والخزفيات فقد قدمت الكثير من الأعمال لشباب وأسماء جديدة بينما تغِّيب أصحاب التواجد المعهود مثل الطخيس والدحيم والرويضان إلى آخر منظومة الأسماء المعروفة على الساحة ومن الأعمال نذكر بعضاً منها مع احتفاظنا بكل التقدير والإعجاب للبقية نجد الفنانين فهد الدبيان منصور الشريف ونهار مرزوق في النحت والفنانين عمار سعيد ومنصور الأعجم وخلود الفرج وخالد الريحي في الخزف.
أسماء وأعمال تعيد نفسها
وحول الأعمال الأخرى التي تحمل أسماء معروفة بصولاتها وجولاتها في مختلف المعارض الجماعية نجد أن هناك الكثير منها من لا يزال فنانوها يعودون للتعامل مع تجاربهم بشكل هادىء وتحول نحو التجديد والتطوير بشكل مدروس فأصبحت تلك الأعمال كالعناوين الثابتة لهم وهي سمة لا بأس بها مع أن الإطالة في التعامل معها قد يصيب أصحابها بالملل والتراجع وأحيانا التوقف خصوصا اذا لم يكن لديهم القدرة على تجاوز المرحلة الحالية إلى مرحلة أخرى ومع هذا يبقى أن لهم مكانتهم ولأعمالهم موقعها في الذاكرة وفي الساحة نعود للتعرف على ما قدمه لنا الفنانون المعروفون في مجال التصوير التشكيلي ومنهم الفنان هاشم سلطان بعملين متقاربين في الطرح والتقنية وهي تجارب متميزة تحسب له خصوصاً إذا استعدنا تجربته في معرضه الذي أقامه مع الفنان الحجيلان في قاعة شذا وجاء بصرعة وأسلوب قد لا أجد مبرراً له إذا ما وضعنا أمامنا أهمية إيجاد سبل التلاقي بين الفنان وجمهوره الذي يشكله الجمهور المحلي، أما الفنان غازي الجعيد فأصبحت أتوقع له تجارب متعددة في كل معرض وهي مسألة لا خلاف عليها إذا كانت بالفعل تحقق له الوصول إلى نتيجة أما إذا كانت عائدة من إعجاب بأساليب أخرى فالأمر يختلف خصوصاً أن مثل هذا التعامل سيجعل تجاربه ومحاولاته سريعة الذوبان ولن يستطيع العودة إلى أصل إحساسه ومنبع امكاناته التي يمكن من خلال تطويرها بهدوء أن يحقق النجاح مع أن الفنان غازي من الفنانين المتمكنين من توظيف تلك القدرات، الفنان محمد الغامدي رغم محدودية تعامله مع الخشب وتكرار تشكيلها بأنماط متقاربة إلا أنه يفرض عليك الإعجاب ففي إبداعه بساطة وقوة وجمال وتحكم في العناصر مهما اختزلها، أما الفنان حمد المواش وبحثه الجاد في المنعطف اللوني الصريح دون أدنى تفعيل أو تفاعل معها عبر ملونه والتعامل مع معطيات العمل المتكامل إذ يشعر المشاهد أن هناك شيئاً ما مفقود سيكون له شأنه في حال توظيفه ليساهم بإيقاع جديد طالت مسافته وأضعفت بقية العناصر وأبقت السيادة للإيحاء السريع، أما أعمال منير الحجي فلازلنا نرى فيها إشعاراً بأن قادم الأيام حُبلى بالكثير خصوصا أنه صاحب تجربة لونية وتجارب واقعية يمكن احتسابها متكأ لجديده، كما تبرز لنا لوحة الفنان أحمد عبد رب النبي الجرافيكية بحس حالم وإيقاع خطي متواتر يشكل في مجمله تعبيراً سريالياً جاذباً للعين نحو البحث عن التفاصيل في فراغ لم يعد ثقلا على العمل كما نجده في أعمال أخرى فقد أوجد الفنان في هذه اللوحة توازناً بين العنصرين عبر تحريك الشكل من اليمين إلى اليسار أو العكس، الفنان كمال المعلم كما أشرنا لا يمكن أن نتحدث عنه بإيجاز فتجربته ستكون مادة دسمة لكل من يعد بحثاً أو دراسة عن فنان يعرف كيف يتعامل مع إبداعه ومن أهم ما يتعامل معه الفنان كمال المعلم جانب الفكرة فهي أصل ومنطلق العمل لديه، الفنانة سلوى العثمان شاركت بعمل واحد نفذ بتقنيات الطباعة إلا أنني غير مقتنع به مقارنة بما نعرفه عن هذه الفنانة من قدرات عالمية في مجال الرسم بالألوان المائية جعلت لها من خلاله اسماً وريادة محلية، الفنان زمان جاسم اعتقد أن ما شارك به في هذا المعرض جزءاً من تجربة ومرحلة سابقة في أعماله مع أنني توقعت جديداً كما عهد منه، الفنان حسين المحسن قدم نموذجين من أعماله الورقية المتميزة بالجرأة وتحريك العناصر والبحث عن وسائط تعبير مساندة لما تعود عليه المشاهد ومع هذا تبقى تجربة ننتظر فيها الكثير، الفنان سليمان باجبع يذكرني بمذنب هالي يغيب كثيراً وحينما يعود يلفت إليه الأنظار فنان لديه الكثير من القدرات ويفتقد الكثير من الوقت ويحب أن تطول غيبته ومع هذا نجد في أعماله عمق التجربة وفي العمل الذي شارك به باسم عودة الروح نقلة لا باس بها حينما نغض الطرف عن ما تشعرنا به من تشابه مع أعمال لفنان عربي إلا أن بامكان باجبع أن يستخلص منها ما يحفظ خصوصيته التي عرف بها سابقاً.
معرض مستقل للشباب
أما الأعمال الفائزة فالحديث عنها لن يكون محققاً لرضى البعض ولن يحل قضية أزلية لا زلنا نعيشها وتعيشها مختلف المعارض العربية وهي مشكلة التحكيم فقد أسمعنا أو نادينا أحياء ولكن لا حياة لهم. وقد أكون مخطئا في فهمي لمستوى أو الآلية التي اعتمد فيها التحكيم مع أنها مفقودة ولكن ما أود الإشارة إليه أن هناك أعمال لفنانين شباب يمكن لكل زائر أن يراها وخصوصاً الزائر المتخصص كانت تستحق الفوز بالجوائز المتقدمة إلا أن الأسماء المعروفة كانت أكثر ترجيحاً لحسم الجائزة وأعطيت لفنانين لم يعد للجائزة عندهم أي اثر كما لو منحت لشاب يبحث عن تحقيق موقعه فالفنان علي الصفار مع تهنئتي له بالجائزة الأولى كان من المفترض أن يكون عضوا للتحكيم بناء على خبراته الطويلة وتواجده المكثف وحصده للكثير من الجوائز كما أن الفنان كمال المعلم أيضا علم من أعلام الإبداع المحلي وهناك أيضا الفنان عبد الله المرزوق وما عرف عنه من أسلوب وتجارب مؤثرة ومحققة للريادة. وفي هذه الحال نعود لما طالبنا أو اقترحنا إقامته في موضوع سابق من حلقات واقع الفن المحلي التي نشرت ولا زلنا ننشر اجزاء منها في هذه المجلة نتطرق فيها للكثير من شؤون وشجون هذا الإبداع ونعني بالمطالبة أن يقام معرضاً خاصاً للشباب يحدد فيه العمر ومستوى المشاركة وحجم مشاركة الفنان وأن يقام معرضاً مماثلاً للفنانين أصحاب التجارب والتواجد ليعود الكثير منهم إلى هذا الإنجاز الكبير للرئاسة في حال استمرار تواصلها ودعمها ولنا أن نتساءل عن غياب الكثير منهم فأين فرسان هذه المعارض السابقين عبد الله الشيخ و محمد سيام وعبد الرحمن السليمان وسمير الدهام وفؤاد مغربل خالد العويس وعبد الجبار اليحيا إلى آخر المنظومة ثم ألا يستحق هؤلاء وغيرهم إقامة معارض جماعية لهم تحدد فيها الأسماء ويمنحون فيها الجوائز ففي مثل هذه المعارض ما يعيد للساحة توازنها بين عطاء متجدد وبين أعمال مفعمة بالخبرات.
وفي حال وجود مثل هذه المعارض المصنفة للأجيال ما يمنح الفرصة لحصولهم على الجوائز التي يستحقونها كما أنني أجزم بأن غالبة الفنانين ممن فازوا بجوائز متقدمة في هذا المعرض (باستثناء من نعرف بحثهم عن الذات) لو منحت لهم فرصة التحكيم لقدموا تلك الجوائز للمشاركين المتميزين من الشباب دعماً لهم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved