الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th July,2003 العدد : 19

الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

عبد الله الماجد ينثر النجوم في سماء الرياض
محمد بن عبد الرزاق القشعمي

بعد أن بدأ الشيخ حمد الجاسر يدعو إلى تأليف معجم جغرافي حديث لبلادنا في الاعداد الأول من "مجلة العرب" منذ منتصف عام 1386هـ/1966م.
فكر الفتى عبد الله الماجد في أن يكتب عن مسقط رأسه وملاعب طفولته الأفلاج وحتى يضمن لها مكاناً في هذا المعجم، إلا وكتب مرحباً بهذا المشروع ومتجاوباً بالكتابة عن "الهيصمية: حاضرة الأفلاج القديمة مستعيناً بما سبق إليه الهمداني "بصفة جزيرة العرب".
ولكونه صغير السن ولم يسبق أن كتب مثل هذه الدراسات أو البحوث فقد وضع هذا المقال الجغرافي التاريخي عن منطقة الافلاج وذهب غير متردد إلى شارع الوزير فعمارة الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز صاعداً الدرج للدور الثاني حيث مكتب "مجلة العرب" وطرق الباب ففتح له وسلم مدير المكتب المقال قائلاً له: عمي عبد الله الماجد يسلم عليك ويقول لو سمحت وصل هذا الموضوع للشيخ حمد، فوعده مدير مكتب العرب بالرياض خيراً. وسبق أن كان قد بعث للمجلة بمقال عن "الحارث بن كلدة" حكيم العرب، وتأخر نشره، وما ان اطلع الشيخ على البحث الخاص ب"الهيصمية" إلا ونشر الموضوع السابق أولاً في الجزء السابع، للسنة الثانية لشهر محرم 1388ه. ويليه موضوع "الهيصمية" إذ نشر بالعدد الصادر لشهر صفر 1388ه بالجزء الثامن من السنة الثانية من المجلة وإذ به ينشر بالصفحة الأولى ص "673 679" فأعطته هذه اللفتة الجميلة من علامة الجزيرة العربية دفعة معنوية لا تضاهى.
وهكذا استمرت علاقته بالشيخ الجاسر لينشر له مواضيع أخرى عن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة، في نهاية العام، وبحثاً مطولاً عن "الربان النجدي" أحمد بن ماجد وفي العام التالي 1389هـ ينشر له بحثاً عن "الصحافة في جزيرة العرب" وفي عام 1390هـ ينشر في الجزء الأول من السنة الخامسة موضوع "الربان سليمان المهري.. ومؤلفاته في علمي الملاحة البحرية والفلكية"، وقبلها في شهر محرم 1390هـ نجده يستعرض "الرحلة الملكية" التي سبق أن نشرت في جريدة أم القرى عام 1343هـ بقلم رئيس تحرير الصحيفة وقتها يوسف ياسين، وتعليقه على المواقع الجغرافية التي يمر بها الموكب الملكي من مكة إلى الرياض، والرحلة الملكية بدأت من اليوم الأول من شهر ربيع الثاني عام 1343هـ وانتهت في الثامن من شهر جمادى الأولى.
كان وقتها يدرس في الثانوية الصناعية صباحاً ويأتي عصر كل يوم مشياً على الأقدام عدا الجمع من سكنه بشارع الخزان إلى المكتبة الوطنية بعيد تأسيسها بشمال شارع الوزير مع تقاطع شارع الخزان والتابعة لوزارة المعارف ليطالع ما يحلو له من كتب ودوريات وصحف.
حتى أنه الوحيد المتأخر عن الخروج دائماً مما يستدعي الحارس أحياناً إلى قفل الباب واطفاء ا لكهرباء وهو داخل المكتبة، فينبهه لذلك. بعد أن أنهى دراسته "دبلوم" الصناعية الثانوية واختياره مع بعض الزملاء للابتعاث لايطاليا للتخصص رفضت والدته سفره مما جعله يضحي من أجلها بالبعثة. ويتوظف بوزارة المعارف ويختار العمل بالمكتبة ذاتها ليواصل القراءة إلى جانب عمله الرسمي، وهكذا بدأت علاقته بجريدة الرياض محرراً ثقافياً ومسؤولاً عن صفحة "الملحق الأدبي" الأسبوعي ثم يضاف إليه القسم الفني ليصبح "الملحق الأدبي والفني".
اعتباراً من عام 1391هـ عندما كانت تصدر الجزيرة بثماني صفحات، وممن يكتب في الملحق الأدبي آنذاك "الأساتذة محمد الحمدان، حمد الجويعد، فاروق ابن زيمة، محمد عبد الواحد، علي العمير، معيض البخيتان، راضي صدوق، خالد الدخيل، محمد صالح الشنطي.
يغامر بسفر خارج المملكة بصحبة "مسافر" الشاعر أحمد الصالح ولتكون إلى القاهرة، فقد سبق لمسافر أن سافر لها قبل ذلك، يندمج بالمجتمع الأدبي القاهري والسكندري ويتصعلك مع أمل دنقل ويتعرف إلى كوكبة من الأدباء والشعراء كجلال عشري وحسن توفيق ومهران السيد ومحمد إبراهيم أبو سنة وغيرهم. وتأتيه فكرة تأسيس "دار المريخ للنشر والتوزيع" ويبدأ بنشر ديوان صديقه مسافر "عندما يسقط العراف" ويقدم له الناقد المصري جلال العشري ثم يتبعه بالمجموعة القصصية "الخبز والصمت" للأستاذ محمد علي علوان في العام التالي بتقديم من الأديب الناقد يحيى حقي ويطبعهما بمصر، وتعرف بعد ذلك "دار المريخ" في الوسط الثقافي بشكل جيد، وينتقل عمله في هذه الأثناء إلى جامعة الملك سعود.أقول إن عبد الله الماجد قد دخل دائرة الوسط الثقافي بقوة من خلال بدايته مع علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر مند عام 1387هـ ونشره له بمجلة "العرب"، ويشارك الماجد بكل ثقة في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين الذي عقد في مكة المكرمة عام 1394هـ بدعوة من جامعة الملك عبد العزيز عندما كان الدكتور محمد عبده يماني مديرها ، وكانت مشاركته وهو الأصغر سناً في هذا المؤتمر ببحث عن "الشعر العربي الحديث" أو ما يسمى "بالشعر الحر" وكان مجازفاً إذ ان التيار المعارض لهذا اللون كان وقتها متشدداً وقوياً.. لقد فرح الماجد وهو يعتلي منصة الخطابة إذ وجد أمامه أستاذه محمد حسين زيدان، وكان حديث عهد بمعرفته وكان به معجباً، وتأكد أنه لن يتركه لوحده لو سلت عليه السيوف.. ولهذا فعلاً أخذ زمام المبادرة فمجرد أن انتهت آخر كلمة في البحث الا ووقف الزيدان منتصباً وقائلاً بصوته الجهوري أمام الحضور: "أما بعد هذا فلا" وخرج من القاعة ليعطي فرصة للآخرين للخروج حتى لا يأخذ بعضهم بخناق بعض كالمتبع.
وبهذا تعمقت علاقته بأستاذه الزيدان.. وتأسست دارة الملك عبد العزيز واختير الزيدان رئيساً لتحرير مجلتها والذي اختار بدوره ابنه عبد الله الماجد كسكرتير ثم مديراً لها ورشحه بعد ذلك لمنصب "الأمين المساعد للدارة" رغم عدم تفرغه فهو ما زال يعمل بالجامعة ويداوم بجريدة الرياض محرراً للملحق الأدبي والفني.
وكانت علاقته بالأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري علاقة بحث وتدارس في المناحي الأدبية المختلفة مما جعلهما يتشاركان في تأليف كتاب "الفناء الباقي" في رباعيات الخيام وغرامه أو فلسفة الكوز عام 1398هـ.
وعندما اختير الأستاذ عبدالله بن خميس عام 1395/1396هـ كأول رئيس للنادي الأدبي بالرياض، كان الأستاذ الماجد من بين اعضاء المجلس إذ كلف بسكرتاريته.
قلت فيما سبق إن لدى الماجد طموحاً لا يحد وأنه رغم مشاغله العملية والعلمية إلا أنه فكر في دخول عالم التجارة من خلال الثقافة والأدب أيضاً ولهذا جاءت فكرة "دار المريخ" منذ عام 1390هـ، تعمقت الفكرة واختمرت في ذهنه وهو بالقاهرة حيث طبع أول بواكير انتاج هذه الدار بديوان شعر لصديقه أحمد الصالح "عندما يسقط العراف" ومجموعة الأستاذ محمد علوان القصصية "الخبز والصمت"، وتضطره ظروفه العملية لحضور المعارض العربية والعالمية وينشغل بطباعة الكتب الدراسية العلمية الأكاديمية ويترك عمله بجريدة الرياض رغم وصوله إلى مركز مدير التحرير اعتباراً من العدد 3322 بتاريخ 27/4/1396هـ (بعد انتقال الأستاذ محمد العجيان لرئاسة تحرير جريدة اليوم بالدمام" اضافة لزاوية يومية كان يكتبها تحت عنوان "آفاق" مع تحريره للملحق الأسبوعي "أدب وأدباء" بمشاركة الأستاذ محمد رضا نصر الله أخيراً.
ويترك الدارة ومجلتها.. وتتسع أعمال "دار المريخ" ويفتتح لها فروعاً في جدة والدمام وفرعاً آخر بالرياض.. وكذا في أرض الكنانة "القاهرة" حيث يتخذ له بيتاً هناك.
ونجده من خلال الملحق الأدبي بجريدة الجزيرة الذي يشرف عليه صديقاه حمد القاضي وصالح الصالح، بتاريخ 1/1/1400هـ ينشر له مقابلة أثناء اقامة معرض الكتاب الدولي بفرانكفورت بألمانيا وتحت عنوان عريض يقول:
* "الماجد" بعد غياب طويل.. يتحدث عن النشر. ويصمت عن الأدب.
* سأصدر سلسلة جديدة للطفل السعودي.. تحت اسم "اعرف بلادك".
* الكلمة المطبوعة ستبقى أهم وسائل الاتصال.
* مشكلة الكتاب في بلادنا أنه لا توجد شركة توزيع محلية قادرة.
وبعد ثلاثة وعشرين عاماً على هذه المقابلة وإذ برسالة هاتفية تصلني منه حيث يشارك بمعرض الكتاب بفرانكفورت أيضاً في العام الماضي 1423ه يبشرني باختيار "دار المريخ" للنشر، كدار نموذجية في المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت بألمانيا ولمرور خمسة وعشرين عاماً على مشاركتها المستمرة دون مخالفات.. ويقول إن الخبر قد نشر في أغلب الصحف الألمانية وأقيم احتفال بالمناسبة وسلم له درع بذلك وقدم له صحن من الحلوى بشعار الدار وتعلوه 25 شمعة.. وأنه يأسف بأن هذا الخبر لم يجد له أثراً في صحافتنا ومنها على سبل المثال المجلة العربية والجزيرة والرياض وعكاظ والأربعاء واليوم. ووجدت الأستاذ اللماح إبراهيم التركي مدير القسم الثقافي بجريدة الجزيرة يأخذ زمام المبادرة وينشر خبراً متضمناً التهنئة وداعياً أبا عادل للعودة إلى صاحبة الجلالة ممتطياً صهوة جواده للركض في بلاطها، الذي ما ان سمع بالدعوة حتى لباها.. فها هو يعود منذ خمسة أشهر كاتباً مواظباً في جريدة الجزيرة سواء في المقال السياسي الاجتماعي أو من خلال ما يشارك به في المجلة الثقافية التي بدأت منذ بداية هذا العام 1424ه كملحق مستقل ل"الجزيرة"، فمرحباً بأبي عادل وأقول ان سيرتك ومسيرتك مثل يحتذى.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved