الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 07th August,2006 العدد : 165

الأثنين 13 ,رجب 1427

لن يغيب..!
إبراهيم عبدالرحمن التركي

(1)
** سنتجاوز الرثاء، فما فقده بهيّن،ولن يسعده البكاء، ونثق أن ما كتب عنه في الصحف والمنتديات كافٍ لتعريف من لم يعرفه بمكانته وإمكاناته..!
**رحمه الله..! ثم يجيء مفصل الحكاية..
(2)
** دار الحديثُ طويلاً مع (أبي إبراهيم) حول توثيق مرويَّاته مما انفرد بها أو كاد، وبخاصةٍ ما يتصل بالتاريخ الشفهي لشبه الجزيرة العربية بعامة، ولنجد على وجه التقريب، ولمنطقة القصيم وعنيزة على وجه التخصّص الدقيق...!.. ولم تتجاوز إجابتهُ التسويف دون إتاحة مجالٍ لحوارٍ أطول ينتهي بإقناع واقتناع..!
** ومع أنه أذن لصاحبكم بأخذٍ ورد في جلساتٍ خاصة جمعتهما وحدهما، فإنه قد اكتفى بوعده أن يُهيِّئ ما لديه من أوراقٍ ومخطوطاتٍ وقصائد، وسيأتمنهُ عليها قبل أن يحين الأجل..!
** لم يفهم صاحبكم معنى إشارته؛ ولم يقف عندها، فقد واصل طلبه عارضاً التفرغ معه داخل مكتبته أياماً في العام وخلال إجازات الأعياد لترتيبها وتبويبها ووضعها في صورة مشروعات بحثية قابلة للاستكمال، ونشر ما تهيّأ منها ولو على صورة (مخطوطات)، ولم يتجاوز السجال مرحلة التأكيد بأنه سيوصي بما لديه.. واستمر التذكير في محاولةٍ للتأثير..!
(3)
** لا جدل أن آخرين قد بذلوا السعي نفسه، وربما حظوا بالإجابة ذاتها، غير أننا (القريبين منه) لم يتوقعوا هذه النهاية السريعة لحياته، فقد كان يختفي أياماً في السنة ليكتشف محبوه أنه كان مريضاً، وهو -وإن زار المرضى واستفهم عن أحوالهم- فلم يكن يقبل سؤالاً عن صحته حتى من إخوته وأحبته، وجاء الناعي فأدركنا أنه عانى على مدى السنوات القريبة الماضية من أمراضٍ عصيَّة وتحامل على نفسهِ فأخفاها، وكنا نرى وهنه وذبوله، ونستحثُّه على الاهتمام بنفسه، وصدّقنا بأن أمراضه الوحيدة هي كسر الرجل وفتقُ البطن وتصلب الرقبة، وما كانت وحدها، فليرحمه الله ويجعل ما أصابه تكفيراً وتطهيراً.
(4)
** غادرنا أبو إبراهيم دون وداع، وأسرع صاحبكم فور عودته من الخارج إلى العناية المركزة لزيارته، وتم ذلك مرتين دون عِلمه أو استئذان إخوته وأبنائهم، فقد عرف أن وصيَّته الأخيرة حين نُقل إلى الرياض ألا يعلم أحدُّ بمكان نقله أو ظروف مرضه، وكان في غيبوبة تامة، ولم يأذن الأطباء بتقبيل رأسه ويده، ولم يُتح أن نسأله، أين الوعدُ يا صادق الوعد؟.
(5)
** (البطحي لن يغيب)
** هكذا يؤمن صاحبكم مقتنعاً أن ثمة إمكاناتٍ لتنظيم منتدى ثقافي دائم في (مطلة)- إن ظلت على حالها وفي غيرها إن تغيّرت - وتُضمُّ إليه مكتبتهُ وأوراقه ومخطوطاته وأشياؤه، وقد جرى بحث الموضوع مع بعض مريديه ممن نحتاجُ إلى تضافر جهودهم، فقد انتهى زمن الرثاء وحان وقت العمل، وإجابة من سأل: كيف نزور عنيزة دون وجود عبدالرحمن البطحي؟!
** نتمنى أن يظل (مجلس البطحي) موئلاً للحوار الحر المستنير، فقد مثّل - على مدى نصف قرن - معادلة مهمةً في التوازن الفكري، وتخرجت منه أجيال لم ترتهنْ لتيّار أو تستجبْ لاحتكار..
* هكذا نَفِي!
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved