إلى رحمة الله
عاشق عيسى الهذال *
|
إنه الألم الذي ما بعده.. حين هاتفني أحد الإخوة بموت الأستاذ المربي الفاضل المؤرخ والفيلسوف عبدالرحمن البطحي، هذا الإنسان بكل معنى.. زرته برفقة أستاذي فهد العلي العريفي - رحمه الله- في مكانه العالي (الرفيقة) بعد ليلة حفل التكريم لمعالي الأستاذ عبدالله النعيم في 17 صفر 1423 هـ.. وكان مجلسه حافلاً بالأفاضل - من أدباء وطلاب معرفة - من أبناء عنيزة الحبيبة.. بعدها كان الاتصال بالهاتف والنقاش من وقتها.. وكانت أقصر صداقة فقد عشت مع أكثرهم روحاً من الزمن.. وكان رحمه الله يلح وأنا ألح بالزيارة لعنيزة أو لحائل... وكانت مفاجأة سارة لي أن أتى لحائل قبل منتصف المحرم 1425 هـ وأحرجني بعدم القيام بالواجب.. وأهداني مجموعة تاريخية عن راعي البندق والخياط رحمه الله... وسافر بعد قليل ولم يفد إلحاحي معه بالبقاء... المجموعة رصد تاريخي موثق في ثناياه.. أو ما بين السطور روحه الطيبة تنفح بعبير الصدق.. ولمحة لعنيزة.. ومعه الحق بذلك.. فعنيزة وإنسانها الخيّر العطوف المتناهي الأريحية الصابر على ما تأتي به الأيام المبتسم للحياة.. من خلال تاريخها تعرض أصالة إنسانها والأستاذ عبد الرحمن البطحي من أبنائها الكرماء.. فهو المعلم القائل في حوار معه في صحيفة الاقتصادية (السنوات التي قضيتها مع براعم عنيزة أعظم عندي مما لو كنت حاكماً مطلقاً لجزر المالديف).. وقوله أفتخر أنني أتتلمذ الآن على الذين تخرجوا من يدي من أبناء عنيزة... وفي الحوار الصور المتكاملة تنم عن شخصية علمية واعية تتفاعل مع الحياة.. بفلسفة راقية قل نظيرها في هذه الأيام.
إنه الشخصية الفذة التي تعطي ولا تأخذ.. بل إنها الشخصية اللامتناهية في الحق وقول الحق.. نعم يقول الحق ولا يخشى لومة لائم.
فرحمك الله أيها المعلم الكريم التي ينشد الحكمة أنى وجدها.. حتى مع الراعي إنه الإنسان بمعنى الإنسانية التي دخلها من بابها الواسع والتاريخ الذي عرفه.. وعرفه.. إن الأستاذ عبدالرحمن البطحي باقٍ وآثاره باقية (ولم يمت من كان بالخير مذكوراً).
فالأمل بالله ثم بالإخوة الأوفياء في عنيزة في أن يبقى مكانه ومنتداه ... تتناول فيها فنون المعرفة بأنواعها.
كما آمل أن يطلق اسمه على أحد الشوارع في عنيزة تخليداً لذكراه العطرة. رحمه الله رحمة واسعة.. وأسكنه فسيح جناته.
* حائل
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
