الاقتصادية عالم الرقميمجلة الجزيرة نادي السياراتالرياضيةالجزيرة
Monday 08th January,2007 العدد : 181

الأثنين 19 ,ذو الحجة 1427

قصيدة
حاتم أحمد الجديبي - الرياض
خِطْبَةُ أُمِّي
يَلْطِمُ البَرْدُ.. مِعْطَفِي وضُلُوعِي
ثمَّ يمضي.. كَسَارقٍ مفجوعِ
بات يعوي على الجدار.. كذئبٍ
ما تعشَّى.. يخافُ لُؤْمَ القطيعِ
الشَّبابِيكُ صامداتٌ.. ولكن
بين أهْدَابها.. ظلامُ الخُضُوعِ!
يا لحافي: جَبُنتَ.. لا.. لم تكُنْ لي
حاضناً.. وانكمشتَ مثلَ الرضيعِ!
حُلماتٌ.. تناثرت فوق جلدي
مِنْ بعوضٍ.. ينقضُّ مثلَ الجوعِ
يا عُيونَ المساءِ.. يا.. خبِّئوني
فالرَّوابي.. تشتاقُ حُضنَ الرَّبيعِ
يا جُرُوحَ الآهاتِ.. قالت: سَمِعنا
وأتيْنَا.. مع الصَّدى المسمُوعِ
تاهَ في زَحْمةِ الخلايا.. فؤادٌ
يحتسي قهوةَ الأسَى.. من ضُلوعي
كادَ يغفُو.. وكيفَ يغفُو؟.. وأَمْسِي
كَغَدي.. يشتهي طُيُوفَ الهُجُوعِ
قامَ يَبْنِي على البِحَارِ.. خيالاً
مِنْ جُنُونٍ.. من صرخةٍ.. من دُمُوعِ
رُبَّما.. صادَفَ الدَّلافينَ يوماً
فامتَطَى ظَهْرَهَا.. لظَبْي منوعِ
فانثريني.. على الهِضَابِ.. وُروداً
تَرْضَعُ العِطْرَ.. من نُهُودِ الفُروعِ
واطرَحيني.. على الفِراشِ.. مساءً
يحضنُ النِّجْمَ.. في عتابٍ وديعِ
كيفَ لا تذْكُرينَ.. همسةَ كَفِّي؟
فوقَ جِفْنَيْكِ.. فوقَ ثَغْرٍ بديعِ
كيفَ لا تَذْكُرينَ.. خِطْبَةَ أُمِّي؟
ألأنِّي الفقيرُ.. وابنُ القُنُوعِ!
إنَّها طَلْقَةُ الفِراقِ.. فَوَيْلي!
يَذْهَبُ المُسْتَطيعُ بالمسْتَطيعِ
ربَّما.. تُنْبِتُ الأصابعُ حِبْرَاً
فأبُثُّ الشَّكْوَى.. لِرَبّ سَميعِ
وَعَلى الغُصْنِ.. ذِكرياتُ طُيورٍ
أخْمَدَ الموتُ.. حُلْمَهُم بِرُجُوعِ
يَرْتَخِي الوَصْلُ كالإزارِ.. إذَا مَا
أَسْرَعَ العاذلُونَ.. في التَّقْطِيعِ
(فَجَمَالٌ بلا حياءٍ.. كوَرْدٍ
دُونَ عِطْرٍ).. يُرْمَى بِغَيْرِ مَبِيعِ
* (ما بين القوسين مقتبس من عبارة: «جمال بلا حياء.. وردة دون عطر» لبوشكين).
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
أوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved