الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 8th March,2004 العدد : 49

الأثنين 17 ,محرم 1425

القومية العربية في شعر العثيمين

القومية العربية ليست قصة.. أو شتيمة.. يتبرأ منها المبدعون الشعراء بل هي إن قيل الحق وسام شرف على صدر من يحملها فأن تكون قومياً عربياً.. خير لك من ألا يكون لك انتماء الى العروبة.. وليس من المنطق أن يكتب الشعر المؤثر شاعر غير عربي أصلاً وفصلاً فالشاعر العربي الصميم العروبة لابد أن يفخر بلغته العربية لغة القرآن الكريم فهي لا تمنح شعره القبول والسيرورة بين الناس فحسب.. بل تجعل شعره خالداً خلود الليل والنهار.. وقلّما كان العربي غير مسلم.. بل الغالب الأعم إسلامية العربي.. وإنْ وُجدت أقلية عربية غير مسلمة.. فهي تشترك معنا في هذه اللغة الخالدة.. ولا عبرة بالشاذ المنحرف الذي يكيد للعروبة ويمهد للغازين احتلال الأرض والفكر فهذا أبعد الخلق عن الإسلام والمسلمين.. فضلاً عن أن يكون قومياً عربياً!
من هذا المنطلق فقد استوقفتني أبيات متفرقة جادت بها قريحة الشاعر السعودي عبد الله العثيمين في إحدى كتاباته الصحفية قبل شهر تقريباً.
أبيات العثيمين الشعرية كتبها كما يقول هو:(خلال عهد الصبا بعدما نمت لديه المشاعر الوحدوية وأواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الميلادي الماضي).
ويتابع العثيمين بلا مواربة أو وجل قائلاً:(فهذه أبيات تعبر عن مشاعر الاعتزاز والافتخار بصمود مصر قيادة وشعباً أمام قوات العدوان الثلاثي عام 1956م):
لا تحسبوا شبح المنون يخيفنا
نحن الحِمام لكل باغ.. معطبُ
إن رُمْتمُ أن تستبيحوا أرضنا
فالأسْد تثأر للعرين.. وتغضب
وللعثيمين قصيدة أخرى في هذا الإطار تدور حول قطرٍ عربي آخر هو (الجزائر) حيث يقول مفتخراً ببطولة الشعب الجزائري وشجاعته:
هبّت طلائعنا كالأسْد غاضبةً
في عدوها غمغمات الموت تضطرب
تواثبت من ذرا الأوراس هائجة
في وجهها صولة الطاغين تنتحب
أفواج شوسٍ من الثوار يربطهم
بالمكرمات جلال الفعل.. والنسب
وأمة العرب ما زالت وما برحت
في أرضها للغزاة الموت.. والعطب
وروح الثورة والتمرد تبدو واضحة على الأبيات السابقة.. وكيف لا يثور الأسد حين يهاجم في عرينه.. بل كيف لا يتمرد مَنْ سِيْم خسفاً أو ذلاً؟
ولما قامت الوحدة الشهيرة بين مصر وسوريا عام 1958م فَرِحَ الشاعر فرحاً شديداً لأنه كغيره من الأحرار العرب كان يتطلع الى وحدة الأمة واجتماعها وإن كانت هذه الوحدة جزئية أو كان ذلك الاجتماع محدوداً.. ومن هذه القصيدة الأبيات التالية:
يا روابي الخلْد حيِّي أمةً
شغفت بالوحدة الكبرى هياما
أمةً ذَفّت الى هام العلا
وحدة رفَّتْ على القطرين عاما
يخفق النصر على آفاقها
باسم الثغر.. طروباً.. مستهاما
نفحات النيل هزّت بردى
فمضى يلقي على العرْب الخزامى
الى آخر هذه القصيدة.. والتي يبدو أنها جاءت صدى تفاؤل مفرط من قبل الشاعر العثيمين.. إذ سرعان ما انفرط عقد الوحدة.. وسقطت معه كل الآمال والتطلعات.. فهل ما يزال عبد الله العثيمين وهو الشاعر الرقيق والمؤرخ المسؤول باقٍ على تفاؤله القديم.. أم أن الواقع الدامي للعرب اليوم حوّله الى النقيض من ذلك خصوصاً أن تلك الأبيات التي مرّت والقصائد التي ذُكرت غير موجودة في دواوينه المطبوعة؟
وأخيراً.. لِمَ يتعمد شاعرنا العثيمين إخفاء قصائده القومية؟ أخوفاً من تهمةٍ قلنا في أول الكلام إنها في الحقيقة ليست إلا وسام شرف على صدر حاملها تدعوه الى الاعتزاز والفخر لا الى إنكارها والتنصّل منها؟!

بدر عمر المطيري

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved