الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

إعادة الاعتبار للفكر الخلدوني بدار الكتب
مثقفون وباحثون عرب يطالبون بقراءة ابن خلدون عربيا (وليس غربياً)
* القاهرة-محمد الصادق:
رغم وفاته منذ اكثر من ستمائة عام إلا أن عالم الاجتماع الأشهر في العالم العربي عبدالرحمن بن خلدون استطاع أن يثير العديد من القضايا الملحة في عالمنا العربي المعاصر التي تشغل بال المثقفين اليوم ففي الندوة التي عقدتها دار الكتب والوثائق القومية في ذكرى مرور 60 عام على رحيله استعاد باحثون ومفكرون عرب القضايا التي طرحها ابن خلدون في أعماله التي اسس بها علم الاجتماع وخاصة العلاقة بين الثقافة والاستبداد والمثقفين والسلطة وغيرها كما أثار الباحثون قضية رؤية الغرب لابن خلدون ومدى استفادتهم منه على عكس عجز العرب وعدم قدرتهم على الاستفادة وقال د. عبادة كحيلة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة أن ابن خلدون لو عاد إلى زماننا فلن يقول جديدا بل سيشير إلى ما سجله من قبل مثل اشتغال القادة السياسيين بالتجارة إلى جانب عملهم الأصلي في مراحل تدهور الدولة وأضاف أن كلام ابن خلدون لايزال صالحا لعصرنا خاصة ما يتعلق منه بإصرار الأثرياء على أن تكون لهم مناصب.
فيما قال قاسم عبده قاسم أستاذ تاريخ العصور الوسطى: إن الندوة لا تعيد تفسير آراء ابن خلدون بأثر رجعي ولا تستنطق أعماله بما ليس فيها وأشار قاسم إلى أن الهدف ليس اخراج ابن خلدون (من صمته لنواجه به العالم وإنما تغيير أنفسنا نحن العرب في لحظة تاريخية تشبه السياق الذي عاش فيه ابن خلدون).
وقال الباحث التونسي مصطفي خياطي: إن علماء الاستعمار اكتشفوا أعمال ابن خلدون قبل أكثر من مئة عام لكنهم لم يعترفوا بالثقافة العربية التي أنتجته ونظروا إليه باعتباره حالة استثنائية (وكأنه نتاج نفسه).
وأشاد خياطي بأول (مهرجان رسمي) عربي عن ابن خلدون في القاهرة عام 1962 واصفا إياه بأنه إعادة الاعتبار للفكر الخلدوني وقراءته عربيا بعيدا عن القراءات الغربية التي قال: إن الطابع الاستعماري غلب عليها. وأضاف أن المثقفين الفرنسيين قدموا ابن خلدون باعتباره عبقرية لا مكان لها في سياق الفكر العربي الاسلامي. مشيرا إلى أن عميد الادب العربي طه حسين في رسالته للدكتوراه التي أشرف عليها عالم الاجتماع اميل دوركايم عام 1917 لم يعتمد النص العربي لمقدمة ابن خلدون موضوع دراسته وانما اعتمد الترجمة الفرنسية (وكانت تحليلاته بها الكثير من الخطأ والخلط والاستعلاء... نال من ابن خلدون وأنكر عليه أنه ابتدع علم الاجتماع). ولكن محمد صابر عرب رئيس دار الكتب المصرية رجح أنه لو عاش طه حسين حتي نهايات القرن العشرين لبادر إلى تعديل كثير من أحكامه على ابن خلدون (1332 - 1406) خاصة فيما يتصل بالعلاقة بين العلوم الاجتماعية حيث (أخذ طه حسين على ابن خلدون أنه يدرس المجتمع ليشرح التاريخ بينما علم الاجتماع لكي يكون علما يجب أن يكون مستقلا).
جدير بالذكر أن ابن خلدون ولد في تونس واستقر في مصر 22 عاما إلى أن توفي ودفن بالقاهرة.
ويشار إلى انه منذ عشر سنوات اشتعلت حرب كلامية بين مثقفين عرب حول مقدمته حين قال الكاتب المصري محمود اسماعيل أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس: إن مؤلفها اطلع على رسائل اخوان الصفا واقتبس منها نظريته في علم الاجتماع وأصدر كتابين هما (نهاية الاسطورة.. نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا) ثم سجل حصاد ذلك السجال في كتاب (هل انتهت فلسفة ابن خلدون). ويري باحثون عرب أن الاهتمام العربي بابن خلدون تأخر كثيرا كما أن بعض أعماله لا تحظى بما تستحقه من اهتمام الدارسين وليس لها شهرة كتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) الذي كانت (المقدمة) جزءا منه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved