الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

قراءة نقدية لمضمون رواية (بنات الرياض)
*د.عبدالله بن فهد الغانم:
في بداية القراءة النقدية أود الحديث عن اختيار هذا العنوان والذي أعتقد أنه هو الذي سبب كثيراً من الضجة والإثارة بين مؤيد ومعارض لهذه الرواية، وفي حقيقة هذه الرواية - من وجهة نظري أن الأمر لا يعدو كونه مذكرات شخصية، وخبرات عاطفية يستطيع أي مراهق أن يأتي بمثلها، وهي رواية ذات مستوى فني هابط ومضمون عادي جداً وسوف أوضح تفصيلاً أسباب هذا الهبوط.
وكلمة رواية أرى أنها كبيرة عليها، وأن الهدف من نشرها هو الشهرة على حساب المجتمع السعودي المثالي المحافظ ولله الحمد، وأن الكاتبة استخدمت أسلوب الكثير من المنتديات من أجل تحقيق الشهرة وذلك باستخدام عناوين مثيرة مثل (سعودية فعلت، وصورة سعودية... الخ) وأنا أنصح جميع من قرأها أو من لم يقرأها إلى الآن بالابتعاد عنها، لأنها في الحقيقة هي دعوة إلى السفور والتبرج، ونداء إلى الشباب والفتيات في العالم العربي بعامته، والسعودي بخاصته إلى الخروج على التعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد التي تعلمناها في مجتمعنا السعودي المحافظ.
وهذه الكاتبة الناشئة قد تجاوزت تجاوزات شنيعة فأدعو لها بالهداية والرجوع إلى الطريق الصواب.. ومن خلال قراءتي للرواية أسجل مجموعة من الملاحظات من أجل إيضاح الخافي وكشف المستور، وإحقاقاً للحق، وإنصافاً مع النقد العلمي، وهي كالتالي:
1- في بداية الرواية صورت الكاتبة الزواج بأنه سجن النساء، أو أن الزوجات مثل السبايا تشترى وتباع، والحقيقة خلاف ذلك، فالله قد بين أن الزواج سكن، وأنه مودة ورحمة قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(21) سورة الروم.
2- التبذل الواضح في تصوير أجساد النساء بألفاظ غير لائقة مع مجتمعنا المحافظ.
3- صورت الكاتبة الزواج السعودي بأنه خليط من الرجال والنساء في قاعة الاحتفال، والله يشهد أنها كذبت في ذلك.
4- تحاول الكاتبة إغراء الفتيات والدعوة إلى قيادتهن للسيارة وأنى لها ذلك إن شاء الله ما دام أن الأمر بيد المصلحين من ولاة الأمر.
5- تصور الكاتبة كثرة معاكسة الشباب للفتيات في الطرقات والأسواق والمراكز التجارية الكبرى وأن ذلك الأمر منتشر بشكل كبير ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فرجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - أعانهم الله ونصرهم - منتشرون في الأماكن العامة بشكل واضح.
6- جعلت الكاتبة معظم الفتيات السعوديات يتناولن الشيشة أو ما يسمى ب (المعسل)، والحقيقة أن الفاجرات قليل ولله الحمد.
7- تقول الكاتبة بأن الآباء يعلِّمون بناتهم شرب الخمور والكحول في المناسبات، ولكن الأمر مخالف لما تقول.
8- تدعو الكاتبة إلى خروج الشباب والفتيات مع بعضهم البعض وأن الأمر طبيعي في المجتمع السعودي، والعاقل هو الحكم في ذلك. يقول تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(33)سورة الأحزاب.
9- صورت الكاتبة أن الفتيات في المدارس يتبادلن أشرطة الفيديو، والتعليمات الصادرة من وزارة التربية والتعليم تشدد على هذه المخالفة.
10- فرقت الكاتبة وبشكل صارخ بين الأوساط الاجتماعية في السعودية وأن هناك اختلافاً في المعيشة وأن الطبقية منتشرة في المجتمع السعودي، ولكن الأمر في حقيقته ليس كما صورته.
11- تدعو الكاتبة إلى الاختلاط في الجامعات وأن ذلك تلبية لرغبة الطرفين، وهو في الحقيقة فشل، فالجامعات الغربية بدأت الآن بعملية الفصل بين الجنسين في الجامعات ورأوا نتائج ذلك ناجحة.
12- تتحدث الكاتبة عن الأبراج وعن قراءة الفنجال، وهما من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كذب المنجمون ولو صدقوا).
13- تدعو الكاتبة إلى إقامة عيد الحب, وإلى تبادل الورود الحمراء بين الشباب والفتيات.
14- قسمت الكاتبة وصنفت الرجال في المجتمع السعودي تصنيفات بعيدة عن الواقع، وأطلقت ألفاظاً على بعض
التقسيمات لا يليق ذكرها هنا.
15- جعلت الكاتبة أغاني الحزن هي الوسيلة من أجل أن يبوح القلب ببعض أحزانه، وهي في الحقيقة لا تزيد الطين إلا بلة، ولا تزيد القلب إلا حرقه، وأن القرآن والذكر هما اللذان يزيحان الهم والحزن عن القلب.
16- تطلق الكاتبة على المحافظة والاحتشام والتعفف في المجتمع السعودي بأنها تقاليد صارمة وأنها قيود توضع على الفتيات وهي في الحقيقة لم تفرق بين معنى القيد ومعنى الحد.
17- صورت الكاتبة بيوت العهر والفساد على أنها بيوت الحب الصادق والعفيف التي يجتمعون فيها.
18- تطلق الكاتبة ألقاباً وتقول بأن الرجال (تماسيح) وأن النساء (سحالي) والله سبحانه وتعالى يقول : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}(70) سورة الإسراء، فكيف تصور هذه الكاتبة الرجال والنساء بهذا التصوير السافل.
19 - تبنت الكاتبة مقولة وهي: (أن الجميع يدرك أن الفتاة السعودية ترتاح للاختلاط بالرجال غير السعوديين أكثر من الرجال السعوديين) فأي حقيقة تلك؟ وأي عرف تنقله؟ وفي الحقيقة إنما هي تنقل ما تراه ثقافتها الغربية الملوثة.
20- أطلقت الكاتبة على المجتمع السعودي المحافظ بأنه مجتمع معجون بالتناقضات وأنها تبحث عن مجتمع أكثر تحرراً يضمن لأفراده حياة أكثر استقلالية، وفي الحقيقة أن المجتمع المنفتح الذي تدعو إليه يضمن لأفراده حياة أكثر فجوراً.
21- تُضمِّن الكاتبة بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ولكنها تناقض هذا التوجه بإيرادها لبعض القصائد والأغاني الغرامية وخصوصاً قصائد (نزار قباني).
22- أساءت الكاتبة إلى مدينة (جدة) حيث قالت بأن مدينة جدة غير المدن السعودية وأن كل شيء فيها مباح، ولكن الأمر خلاف ذلك.
23- تركز الكاتبة على سوء استخدام الانترنت من قبل الشباب والفتيات وأنه وسيلة لكسب العلاقات والصداقات المحرمة من قبل الطرفين.
24- أساءت الكاتبة لشخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين وضعت أحد شخصيات روايتها في موقفين محزنين في عام واحد وقالت إن هذا العام للشخص مثل العام الذي سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عام الحزن، فانظر إلى هذه المقارنة العجيبة.
25- تركز الكاتبة في جميع حواراتها بين الشخصيات على قضية الخيانة الزوجية وأن كل الزيجات لا بد أن وراءها أمور خفية لا يعلمها كلا الطرفين.
26- اعتبرت الكاتبة أن ارتداء الحجاب للمرأة يعد تخلفاً عن الموضة، وأن شكل المحجبة يعتبر رديئاً، وفي الحقيقة ما أجمل نساء المسلمين بالحجاب الشرعي.
27- اعترفت الكاتبة في نهاية الرواية بأن الحب الذي يكون قبل الزواج لن يدوم، وأما الحب الذي يكون بعد الزواج فهو الحب الصادق العفيف الذي يكتب له الاستمرار بعد مشيئة الله.
وبعد.. هذه ملاحظات حاولت أن استخرجها من هذه الرواية، والتي لا أظن عاقلاً وأكرر على كلمة (عاقل) يمكن أن يرضى عن مضمون هذه الرواية، ولكن مع الأسف انتشار الخير بطيء وانتشار الشر أسرع منه بكثير، وفي الختام أدعو للكاتبة بالهداية والرجوع إلى الطريق الصواب، فكثير من الفنانين والفنانات ضلوا في بداية طريقهم ثم عادوا إلى طريق الحق والصواب ودونوا اعترافاتهم بضياعهم في أول مشوارهم ولكن منَّ الله عليهم بالهداية ووجدوا طعم اللذة الحقيقية والتي هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
وفي الختام أوجه النداء إلى كل من ساعد هذه الروائية إلى نشر روايتها بأن الله لهم بالمرصاد وأن الله يمهل ولا يهمل وهو على كل شيء قدير، وأدعوهم إلى قراءة هذه الآية الكريمة وتدبر معناها وهي قوله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}(17)سورة الرعد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved