الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

على ضفاف (حمزة شحاتة)
*نايف فلاح:

(1)
هذا العنوان، عنوان مسامرة ولن أقول محاضرة، منبهاً إلى رأي أبي تراب الظاهري، عليه رحمة الله، الذي يرى أن لفظة (محاضرة) على أنها من سقطات الكتاب.. مسامرة كنت بسطتها في قاعة نادي المدينة المنورة الأدبي، فوددت أن ألقيها على أنظار القراء كما ألقيتها على أسماع النظارة، بل إنني - ولحصار الوقت الذي أخدجها -.. لم استطع عرضها كاملة.. ولعلكم تقدرون كونها كتابة مدفوعة بدعوة خارجية؛ وهذا الضرب من الكتابة سبيله أن يخلو من أهم مؤسس له، وهذا المؤسس غالباً ما يكون (الوسوسة) التي نسبتها إلى النثر مثل نسبة الشيطان إلى الشعر: فالوسوسة هي التي تركز موضوع الكاتب وتؤطر أفقه، بل وربما تخط له خطوطاً وهمية ليس على اليراعة سوى أن تمشي عليها فتحيلها من النوايا إلى التنفيذ.. وتقدرون أيضاً أنها ذات خطاب شفاهي له أديم وأجواء، يباعد الأديم الذي تتأرضه الكتابة المقالية والأجواء التي تشغلها.. فرابط العرض والتسلسل في المقالة أمكن وأفصح من الخطابة.
بداية.. استمنح منكم صبركم لآخذكم لا (على ضفاف حمزة شحاتة) كما اقترح العنوان.. وإنما لآخذكم إلى الطريق المؤدية إلى هذه الضفاف.. أي أنني سوف أقف بكم قليلاً على ضفاف الضفاف.. ومن المحتم أن ليس لهذه الوقفة أن تهم أحداً، بل ليس لها أن تدخل في مطلوب أحد ومبالاته.. وهو أن تعلموا أنني بت مدفوعاً إلى هذه المسامرة دفعاً لم يكن في ميسوري الوقوف ضده أو الصمود حياله.. وكذلك لم يكن في مرجوعي إعادة النظر والتنحي عن موقف قد صار اليوم أمراً مقضياً، إذ لم يجعل لي أخي وصديقي الناقد محمد الدبيسي، في الأمر مخايرة.. مخايرة أمام إلحاحه الذي ركبني من كل اتجاه نافضاً السبل في استمالتي حتى انه أعادها جذعة أو كاد لولا وازع من الثقافة ورادع من الوعي يعصمانه عن مثل هذا الخوض... استمالني أخي الدبيسي غير فاتئ، والحق أنه استمال حيائي منه، ولم يفته تنضيداً لموقفه أن يطلب المدد من صاحب السطوة عليّ والعقل النضيج؛ أخي الشاعر المبدع عيد الحجيلي.. الذي هو منّا كأحمد أمين في جيله، دقة.. وعمقاً.. ووقاراً...
إذن، فالذي بين أيديكم اليوم أخيذ الحياء، مما حدا بي أن أؤمن على قول المالكية أصحاب المذهب.. مذهب أهل المدينة «وعد سيفة - أي سيف الحياء - كسيف الغصب».. فما عساكم ترتقبون من رجل مغصوب رأيه، وماذا تنتظرون منه سوى الإعياء.. والفهاهة.. والارتجاج...
وفي قبالة هذا الذي أظهرته ثمة أمر خافٍ يضعف موقفي ويعين غاصبي.. وهو أنني ظللت، كلّما راح الحديث أو غدا نحو الأدب السعودي، وبات يتشقق في وجوه مختلفة.. ظللت ألوية سلاسة أو قسراً نحو (حمزة شحاتة) ليتحصل له شطر في الغدو وشطر في الرواح.. فنأتي على آراء وتعليقات لعلها غررت أخي الدبيسي، فظن أني في إبرام محادثة أو مسامرة عن شحاتة لا أتكلف مشقة ولا أحتاج إلى استعداد وروّية..
تعليقات ضاعت في أغوار الذاكرة، أيام كان شحاتة لماظة في فمي أو لفاظة في لساني، بل إنه كان تهيامي وتهداري، فاستعضت عن تلك التعليقات الحسرة والأسى.. وليت أخي محمد وقف وتملّى ما قاله (حمزة شحاتة) ضمن كلام ما صفوة معناه؛ إنك إذا ما كنت تغني لنفسك في خلوتك.. أو كنت تغني لبعض من خلصائك.. كل هذا لا يمنحك الحق أن تعد نفسك مغنياً أو أن تقوم في الناس كمغنٍ.فالمسامرة، إذن مبدؤه بمخالفة صريحة لتوجيهات موضوعها، فأحسني منغوزاً بقول (شحاتة) لابنته، وهو في مسرد التأذي والتضرر من جهل من يكتبون عنه؛ (ابنتي شيرين... المشكلة المعقدة أني لا زلت لا أكتب ولا أقرأ..
إذن فلا مهرب من أن يكون بيني وبينك وسيط، وبيني وبين هذا الوسيط دائماً ما بين الأرض وزحل من البعد.. أنا أعيش في داخل هذه المشكلة منذ أعوام طويلة.. وطبعاً لمن يقرؤون ويكتبون عني مشكلة أسوأ ملايين المرات من مشكلتي )، ولن يكون كلام (شحاتة) هذا بدياً حتى نعلم أن بصره أخذ في آخر عمره يتناقص حتى تكامل عدمه..


nf1392@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved