الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

رَجعٌ عِرَاقيّ
*شعر: عيسى جرابا:

بعث إليَّ صديقي الحبيب الشاعر العراقي الكبير: يحيى السماوي من أستراليا ديوانه الأخير (قليلكِ... لا كثيرهُنَّ) فوجدتني أدندن وفاء لمن يستحق الوفاء...
(قَلِيْلُكِ...) فِيْهِ مِنْ شَجَنٍ كَثِيْرُ
أَتَى كَالـمُسْتَجِيْرِ وَمَنْ يُجِيْرُ؟!
سَمَوْتُ بِهِ إِلَى الـجَوْزَاءِ زَهْواً
وَهَنَّأَنِي بِهِ القَمَرُ الـمُنِيْرُ
بَسَطْتُ لَهُ فُؤَادِي قَبْلَ كَفِّي
كَمَلْهُوْفٍ وَقَدْ ذُهِلَ البَشِيْرُ!
عَلَى ظَمَأٍ أَتَى وَالرَّوْضُ ذَاوٍ
يُقَهْقِهُ فِي جَوَانِبِهِ الـهَجِيْرُ
أَقَلِّبُهُ الغَدَاةَ فَفَاضَ نَهْرٌ
مِنَ الإِحْسَاسِ وَانْسَكَبَ الشُّعُوْرُ
وَلِلنَّجْوَى كُؤُوْسٌ مُتْرَعَاتٌ
هَوَىً وَالبَوْحُ رَقْرَاقٌ نَمِيْرُ
أَمُرُّ عَلَى السُّطُوْرِ وَلَيْتَ شِعْرِي
أَيُدْرَكُ مَا تُخَبِّئُهُ السُّطُوْرُ؟!
كَأَنَّ تَلاحُقَ الأَنْفَاسِ نَارٌ
تَلَظَّى وَالرُّؤَى البَيْضَاءَ نُوْرُ!
(قَلِيْلُكِ...) بَعْضُ نَزْفٍ صَارَ عَزْفاً
يُعَزِّي مَنْ بِهِ شَطَّ الـمَصِيْرُ
وَلَمْ أَرَ فِيْهِ إِلاََّ ذَوْبَ قَلْبٍ
لَهُ فِي كُلِّ مُنْعَطَفٍ زَفِيْرُ
يُوَقِّعُ نَبْضَهُ المَشْبُوْبَ لَحْناً
(سَمَاوِيًّا) صَحَا فِيْهِ الضَّمِيْرُ
تَسَاقَطَ لَوْعَةً وَالكَوْنُ يُصْغِي
لَهُ طَرَباً وَمَنْ يُصْغِي ضَرَيْرُ
مَشَاعِرُ مِنْ شَغَافٍ القَلْبِ شَعَّتْ
بِنُوْرِ الصِّدْقِ لا كَذِبٌ وَزُوْرُ
وَلَو أَصْغَى لَهُ حَجَرٌ تَشَظَّى
أَسَىً وَذَرَتْ بَقَايَاهُ الدَّبُوْرُ
عِرَاقِيَّ الـهَوَى مَا أَنْتَ إِلاَّ
غَرِيْبٌ شَاقَهُ الأَمَلُ الكَبِيْرُ
هُنَالِكَ فِي دَيَاجِي البُعْدِ تَرْوِي
حَكَايَا حَرْفُهَا قَاسٍ مَرِيْرُ
كَأَنَّكَ بُلْبُلٌ لَمْ يَلْقَ دَوْحاً
وَدَوْحُكَ كَمْ بِهِ أَنِسَتْ طُيُوْرُ!
شَدَوْتَ مُضَرَّجاً وَشَكَوْتَ حَتَّى
سَرَى لِقَصَائِدِ الشَّكْوَى هَدِيْرُ
أَتَبْكِي؟ مَا عَلَى النَّائِي جُنَاحٌ
يُبَلِّلُ خَدَّهُ الدَّمْعُ الغَزِيْرُ!
عِرَاقُكَ مَا يَزَالُ رَهِيْنَ أَسْرٍ
وَأَنْتَ بِهِ عَلَى نَأْيٍ أَسِيْرُ
(وَدِجْلَةُ) مِنْ فُؤَادِكَ كَمْ تَسَاقَى
شُمُوْخاً (وَالفُرَاتُ) بِهِ يَمُوْرُ
وَتَمْتَدُّ الـجُسُوْرُ دَماً وَدَمْعاً
وَمَا لِسِوَاكَ تَحْمَرُّ الـجُسُوْرُ
وَتَحْتَشِدُ الطُّيُوْفُ وَفِي الـحَنَايَا
تُثِيْرُ مِنَ الصَّبَابَةِ مَا تُثِيْرُ
تُلَمْلِمُ غُرْبَةَ الـجَسَدِ الـمُعَنَّى
وَغُرْبَةُ رُوْحِكَ الثَّكْلَى سَعِيْرُ
وَمَا شَيَّبْتَ مِنْ كِبَرٍ وَلَكِنْ
مِنَ الأَرْزَاءِ يَكْتَهِلُ الصَّغِيْرُ!
عَرَاقِيَّ الـهَوَى رِفْقاً بِمِثْلِي
يُقَيِّدُ حَرْفَهُ بَذْلٌ يَسِيْرُ!
فَكَيْفَ يَكُوْنُ وَالـمَبْذُوْلُ سِفْرٌ
مِنَ الأَشْوَاقِ لَيْسَ بِهِ سُفُوْرُ؟!
وَأَهْلُ الهَمِّ بَعْضُهُمُ لِبَعْضٍ
سَمِيْرٌ حِيْنَ تَحْتَلِكُ الصُّدُوْرُ
وَلَوْلا الشِّعْرُ يَمْنَحُ كُلَّ نَاءٍ
مَدَىً لاسْتَوْحَشَتْ مُهَجٌ وَدُوْرُ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved