الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

هل توأد الثقافة البصرية في القرن 21؟

مما لا شك فيه أنّ الثقافة تُعد الطريقة الكلية لأيِّ مجتمع، إذ إنها لا تخص طبقة دون غيرها، كما أنها تشير إلى مظاهر عديدة في الحياة فقد تحوي السلوك والمعتقد والمعرفة والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد والأعراف، فالثقافة مزيج مركب الخصائص .. تميز جماعة عن جماعة أخرى، من حيث السلالة والدين أو الاجتماع، لذا نقول: إن هذه أو تلك الأمة لها ثقافات كثيرة.
فبالأمس القريب كان الاحتفاء بولادة صرح من الصروح الثقافية التي تهتم بالثقافة البصرية كرافد من الروافد الثقافية التي تصب في نهر ثقافة المجتمع، ألا وهو بيت الفنانين التشكيليين بجدة، فغدا الحلم حقيقة ملامسة أرض الواقع، رفعت أركانه سواعد البناء، إلى أن طالته معاول الهدم، فزعزعت أركانه، وتصدّعت جداره، وأفرغت بنيانه، وأوصدت أبوابه، فأصبح روحاً بلا جسد وجسد بلا روح.
واليوم بدأنا نلتمس زورق النجاة، وكان الرجاء بعد الله متعلقاً بوزارة الثقافة الإعلام، كجهاز رسمي يعمل على الارتقاء بالمستوى الثقافي من أبناء هذا الوطن الغالي المبدعين، حيث تُعد الثقافة البصرية جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع بصيغة العموم.
***
أهم قضايا الساحة
طرحنا اليوم يتمحور حول قضيتين من قضايا الهم التشكيلي الذي أنهك كاهله الإحباط، نتيجة لاستمرارية الأوضاع المتردِّية لوسطه المشتمل على مشاهد متنوعة من مسرحيات هزلية، فالقضية الأولى: متعلِّقة بتكليف من هو غير أهل بمهام إجازة الأعمال الفنية للمعارض التشكيلية المختلفة، لا من حيث المستوى الثقافي أو الفكري أو المعرفي أو الإبداعي، ليقوم بعملية التحليل والنقد والتفسير والتأويل دون وعي أودراية، معتمداً في ذلك على المزاجية والأهواء، فكما نعلم أن فاقد الشي لا يعطيه، فكيف ينصب أمثال هؤلاء لهذه المهمة لتقرير مصير ثقافتنا البصرية، فمن أبسط حقوق الفنانين التشكيليين المطالبة باستشارتهم عن أهلية الشخص المعيّن للقيام بتلك المهمة، دون فرضه قسراً على الوسط التشكيلي.
أما القضية الأخرى، فتتعلّق بتضافر الجهود لتشجيع المواهب الإبداعية في المجال التشكيلي، من خلال فتح أبواب التواصل لنصل إلى التكامل في معطياتنا، فوزارة التربية والتعليم على سبيل المثال، جهة رسمية تعمل جادة على تشجيع ودعم المواهب الإبداعية في حدود، وسعياً للتكامل الموجب للتواصل كان لا بد من المشرف على صرح ثقافي كبيت الفنانين التشكيليين أن يحقق ذلك المطلب الحضاري، ويقوم بمد الجسور وتعبيد الطرق لتقريب المسافات، إلاّ أنه فضّل تسيير الأمور بثقافة الرول أند رول، موصداً الأبواب، وقاطعاً عرى التواصل بحج واهية لا يقبلها عقل أومنطق.
وحيث إننا نتحدث عن الإبداع أقول: الإبداع لا يخرج عن كونه وظيفة من وظائف الدماغ، ولا بد من توافر عوامل ثلاثة لتناميه وهي: دماغ سليم، وبيئة اجتماعية (ثقافية) ملائمة، وحافز ذاتي يدفع الفرد إلى استثمار طاقاته وقدراته الكامنة إلى الحد الأقصى في شيء معين، يجنح إليه الفرد منذ زمن مبكر، والإدارة أو الإشراف الإداري هو في ذاته إبداع، إذاً فهو بحاجة لتلك العوامل الثلاثة لتستقيم الأمور بعد اعوجاجها. فهل من المنطق أن يطلب منا .. وأد أفكارنا، لتبقى أجسادنا دون روح في القرن الحادي والعشرين ؟ إنه تساؤل بريء يبحث عن إجابة شافية لوقف حالة النزف، فهنالك مهمتان شاغرتان، الأولى: تتعلق بالجانب الثقافي وأرشح لها كل من: د. سامي المرزوقي، بكر شيخون، عبد العزيز عاشور، عبدالله إدريس، أمّا الثانية: تتعلّق بإجازة الأعمال، أرشح لها كل من الفنان: بكر شيخون، ضياء عزيز ضياء، أحمد فلمبان، يوسف جاها، طه صبان، عبدالله إدريس. فهل نجد بعد ذلك .. أُذناً صاغية ونفساً مراعية، لنتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأون، فقد لا يصلح العطّار ما قد أفسده الدهر. والله من وراء القصد.


الفنان والناقد أحمد طيب منشي
mushaks2@hotmail.com

***
تعليق المحرر
مع أنّ ما يكتبه الفنان أحمد منشي يصب في مصلحة الفن التشكيلي، ومع أنّ المقال تضمّن وجهات نظر نتمنى أن تكون مفيدة، إلاّ أنّنا أيضاً نقبل الرأي الآخر بكلِّ سعادة في مساحة من الحوار المفتوح.
 
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved