الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

(التفحيط) أيها التشكيليون!!

*محمد الخربوش:
تفحطون أيها التشكيليون ولا أحد يمكم!! قالها صاحبي مداعباً.. قلت له باستغراب شديد كيف؟ قال: أنتم يا طقة الرسامين ومن يعنيكم أمره (صاجيننا) هكذا قالها معارض ولوحات هنا وهناك وكتابات واقتراحات وندوات ومسوين (زحمة) وما أحد جايب خبركم!! هكذا سمعت من صاحبي وهو البعيد كل البعد عن عالم الفن التشكيلي وأجوائه وهو الذي أعرف عنه عشقه الكبير للرحلات البرية والقنص وتتبع مناطق الربيع إينما كانت.
حقيقة دهشت من الصديق على هذا الطرح المفاجئ بالنسبة لي وغير المتوقع، دهشت لهذه المتابعة وهذه المعلومات عن صخب الحركة التشكيلية ولو عن بعد لكن أن تجد من تعتقد أنه أبعد الناس عن نشاط معين يتابع أو يحس بوجود هذا النشاط وحركته, فهذا هو الأمر الأكثر غرابة وأكثر دهشة، ولو أمعنا النظر قليلاً بالعبارات التي أطلقها متهكماً هذا الصديق لوجدناها رغم قساوتها تمثل حالة أو مساراً موجوداً بين ظهرانينا شئنا أم أبينا، فالحركة التشكيلية ومن خلال هذا الكم الهائل من المعارض والفعاليات المختلفة التي تقام هنا وهناك إضافة إلى تنامي المعطيات الإعلامية تجاه الفن التشكيلي وناسه ساهمت أفضل من ذي قبل وأكدت بأن الحركة التشيكلية موجودة وأنها لا تتثاءب لأنها نشاط جمالي متجدد، إلا أن غياب المتلقي عن هذه الفعاليات وقلة الوعي بما يجري في الساحة التشكيلية وضعف الذائقة الجمالية كل هذه السلبيات موجودة أيضاً وبالتالي أدى ذلك إلى تنامي مثل هذه النظرة المتشائمة، وقد أجد العذر لمثل هذا النوع من الناس والذين قد يكون لثقافتهم الجمالية والتشكيلية دور في ذلك إضافة إلى عدم قبولهم شخصياً لمثل هذا النوع من الجهد الإنساني أقول قد يكون لأحد هذه العوامل أولها مجتمعة الدور الأكبر في هذه النظرة (المشفقة) التي قالها من منظور شخصي لكنها في واقع الحال تعطي مؤشراً قد يكون سلبياً لبعض النظريات القاصرة مع احترامي تجاه ما يقام من معارض وفعاليات تشكيلية متنوعة بما فيها الإعلام والنقد وخلافه من هنا أيضاً فإنه على الرغم من كل العوامل المساعدة وكل البيئات والمناخات الإعلامية المستجدة من خلال الفضاء والتي أدت إلى تلاقح الثقافات وتنوعها وتنوع مصادرها وانصهارها في بوتقة واحدة مما أوجد نوعاً من (ثقافة العلومة) ومعطياتها المختلفة إلا أنه وعلى الرغم من كل ذلك لا تزال نظرة البعض من الناس تجاه الفن التشكيلي وعالم الجمال لا تزال بكل أسف مختلفة عن الركب وبالتالي لا تزال الذائقة الجمالية هي الأخرى غير مشجعة. وعلى الرغم من كل هذه المعطيات السلبية فإن الفن التشكيلي سيظل رافداً مهماً من روافد الثقافة والذي يتم من خلاله رصد وتوثيق كل الحقب التاريخية للأمم والشعوب وهو المعيار الأهم الذي يقاس به مدى تقدم وازدهار حضارة من الحضارات من خلال شموليته لكافة الصور التراثية والمعمارية والشعبية والاجتماعية وصور الحياة وأشكالها المراحل والأرهاصات المختلفة للحياة.
أما نحن أيها الصديق فسنظل (نفحّط) في عالم الجمال حتى نصل إلى ما نصبو إليه جميعاً، لكننا بالتأكيد لن نمارس (التفحيط) بمفهوم المفردة السلبي الذي يمارسه بعض الصبية المراهقين والأحداث في شوارعنا وطرقاتنا كنوع من العبث الترفي الذي تطال سلبياته الروح والمال وإيذاء عباد الله.. تحية لهذا الصديق البعيد عن التشكيل لكنه في الوقت نفسه استفزني من خلال التشكيل أيضاً..
 
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved