الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 8th December,2003 العدد : 38

الأثنين 14 ,شوال 1424

العلي.. الأب والراعي..!
منصور الجهني
لست مؤهلاً للكتابة عن تجربة بعمق وعراقة تجربة الاستاذ محمد العلي أولا لأنني لست مطلعا بما فيه الكفاية على كافة جوانب تلك التجربة، بما فيها السيرة الذاتية والعلمية. ثم من الصعب على مثلي النفاذ إلى عمق تجربة بهذا الثراء والتنوع.
ويبقى أن أعبر عن بعض الانطباعات، التي تكونت من خلال قراءة القليل المتاح الذي أبدعه قلم وفكر استاذنا محمد العلي، إضافة إلى الكتابات الاحتفائية التي حاولت أن تضع هذه التجربة في اطارها الريادي ضمن سياق الحداثة الشعرية في المملكة، ربما اعتمادا على البعد الزمني المبكر لبدايات العلي، والمتزامنة تقريبا مع بدايات تشكل الحداثة الشعرية في العالم العربي، مما يجعل للحداثة الشعرية هنا في تصور البعض بعدا محليا، يؤسس لذاكرة ومرجعية خاصة. تستند إليها حركة الحداثة المحلية، إضافة الى بعدها الأشمل طبعا، واستنادا أيضا إلى تفرد الرؤية عند هذا المبدع ومغايرتها للسائد والعادي.
كل ذلك ربما يشكل مبررا منطقيا أن يتقمص العلي دور الأب أو الراعي للحداثة المحلية، وهو ما حاولت أن تؤسس له تلك الكتابات الاحتفائية، إلا أن ذلك لم يحدث.. فقد ظل هذا المبدع والناقد والمنظر، غير قابل للأدلجة، أو التأطير، وعصيا على الاحتواء ضمن تيارات وأدوار محددة، ولم يكن ممكنا اختزال تلك الرؤية المنفتحة على آفاق الثقافة الإنسانية، والمتطلعة الى مستقبل أفضل.. ضمن هذا الإطار، الذي يناقض ربما رؤيته حول مسألة الإبداع، والكتابة. لم يكن ممكنا بصورة أخرى تعويمه، على سطح الإعلام الثقافي، ذلك أنه في الحقيقة بحار يهوى الغوص الى قاع المعرفة، والفكر الإنساني، بحثا عن الجوهري والعميق، وكندرة لآلئ الخليج، تكون كتاباته، إلا أنها أيضا تكتسب ذات القيمة عند محبيه.
كانت هذه الكتابات هي الحافز للبحث عن المزيد من نتاج ذلك المبدع الريادي، إلا أن المتاح كان قليلا، وربما كانت تلك الندرة، التي تعاند لهفتنا، هي ما أضفى بريقا خاصا لم يكن بالتأكيد مزيفا على مجمل نتاج ذلك المبدع سواء الشعري أو النثري، وربما في كل ذلك كانت السمة البارزة، هي تلك الرؤية العميقة والمكثفة، التي تنفذ الى عمق الأشياء بالقليل من الكلمات، أو الإيماءات.. التي تقول أكثر بعيدا عن الثرثرة والاستطراد، التي تشير، ولكن الى حيث يجب أن ننظر، والتي تقترح أكثر مما تقرر.. كل ذلك أيضا يضع القارئ على أعتاب أفق مفتوح، مثقلا بكوامنه المستثارة، وتساؤلاته التي لا تنتهي.. كل ذلك يضعنا على أعتاب الدهشة.
كيف تمكن المزاوجة بين هذا الفضاء اللغوي بكل جمالياته وايحاءاته، وبين الواقع بكل احباطاته وتعقيداته، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved