الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 8th December,2003 العدد : 38

الأثنين 14 ,شوال 1424

محمد العلي كما رأيته أول مرة
سعد البواردي

هذه المرة كانت في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية لعام 1408هـ تقريبا وفي فندق قصر الستين بالرياض حيث أقام النادي الادبي بالرياض أمسية شعرية على هامش المهرجان واشترك بتلك الامسية بعض الشعراء اذكر منهم اسم الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي والشعراء السعوديين محمد العلي وعبد المحسن حليت وعبد الله الصيخان. لقد اعجبت بهذه النماذج الشعرية واكثر ما اعجبني القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد العلي وعنوانها «لا ماء في الماء»، وهذه القصيدة من الشعر الحديث، وأنا طبعا بطبعي وبحكم مطالعتي لا اميل الى هذا النوع من الشعر، بل انني قد لا اسميه شعرا وانما اسميه نثرا اذا كان فيه شيء من الصور والتخيلات.
وكنت في هذه المناسبة لاول مرة التقي بالشاعر العلي وأسمعه وقد اعجبت بهذه القصيدة وبقائلها وأعجبت اكثر بطريقة الالقاء الذي شد انتباه جميع الحاضرين وألهبهم وصفقوا له كثيرا، وتمنيت في هذه المناسبة ان يكون تعرفي واجتماعي بهذا الشاعر قبل ذلك بوقت طويل ولكن هكذا اراد الله.
وقد التقيت بالاستاذ محمد العلي عدة مرات بعد ذلك في مناسبات متعددة في سوريا والقاهرة ولبنان والدمام، وكنت اذا نظرت اليه لم اتصور ان لديه هذا العمق وهذا الانطلاق في الحديث الذي يأتي بالمطرب والمعجب.
ان حديث الاستاذ الشاعر محمد العلي لا يمل ومجالسته راحة للنفس وهو جليس محبوب من جميع النواحي، من ناحية مخاطبته ومجاذبته اطراف الحديث، ومن ناحية تواضعه الجم الذي يعطيك ولا يشعرك انه يعطيك، يعطيك الاحاديث الطرية التي ترتاح لسماعها حتى انك في بعض المناسبات تتمنى الا يسكت. وهو عادة لا يتكلم الا اذا اتيحت له الفرصة، وأحاديثه في كثير من المناسبات التي التقيت فيها به ليست من اسلوب واحد فهو يعطي لكل مناسبة ما يناسبها من الحديث، فقد تتاح له بعض الفرص فيتغنى ببعض القصائد التي يعجب بها سواء من شعره او شعر غيره. وهو اذا تغنى بصوته الاجش الشجي أطربك وأعجبك بصوته وبأسلوبه في الغناء، الذي ليس به ليونة ولا يتملق السامع للاعجاب به وانما هو صوت الرجولة الذي يجسد الشعر ويعطيه نكهة محببة.
وباختصار فهو شخصية واحدة متعددة الابداع، وهو فوق ذلك انسان له مبادئ معينة لا يحيد عنها.. واكثر ما اعجبني فيه هو هذا الخلق.. وشيء آخر اعجبني فيه هو معرفته بنفسه واعتزازه بشخصيته وثقته الكاملة بما يخوض فيه من احاديث سواء كانت هذه الاحاديث جادة او هازلة فلكل مقام مقال.
كما ان لكل زمان دولة ورجالا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved