نصوص عربية في رثائك والدي
|
سكون
عواصف صمت
يعلو عويل الآهة
وأنا أتوسط فواجعي
أوشوش أُذن مواجعي
القي بالزفرة على نبضاتي
في صخب أناتي المتتابعة
بيني وبين وسائدي
مدن محترقة
شوارعها اختناق
أرصفتها أقفاص مشتعلة
حتى أصل الى النوم
عليَّ أن أجتاز تلك المدن الموحشة
موحشة إلا من اللهاث
عليَّ أن أعبر بحورها وبراريها
أتعثر بعقباتها
أشاك بشوكها القاسي
أتوسل نوافذها
أناجي ليلها الطويل
موتك أبي
جسر ظننت أن لن أعبره
كان يهتز تحت قدمي بعنف
كنت أنت الأقوى دائماً
وعدتني أن تبقى
حرصت ألا تتركنا بدونك
قاومت كل شيء من أجلنا
لكنك استسلمت للموت
رفعت له رايتك البيضاء
همست في أذنيه
أن يرفق بنا بعدك
كنت أرسم من خطواتك
خرائط مستقبلي
أنسج من حسرتك
رداء الجرح
ثوب البعد الذي أخشى سطوته
كنت ألقيه في ركن مهمل
ظننت أنني لن أرتديه بهذه العجلة
أبي
أنت معي بروحك مهما رحلت
ستفرض بقاءك على حواسي
تكون لها الداعم والسكن
سأظل أدعو
ألح على ربي
أن يرعاك ميتاً
يمهد خطوات برزخك الى الجنة
يجعل بين قبرك وبينها
جسراً لا ينقطع
سأعبر رحلة انتظاري للقائك
بخطوات الثقة
برب رحيم
ولن يخذلني
لن ي خ ذ ل ن ا
السبت الساعة 30 ،2 صباحاً
بعد وفاة والدي بـ31 ساعة تقريبا
أمنة بنت محمد آل علية
مكة المكرمة
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|