الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 8th December,2003 العدد : 38

الأثنين 14 ,شوال 1424

الصحّاف
الشبح، الأسطورة

تأليف: شادي فقيه، حنان يموت
الناشر: دار العلم، 2003م
ما من شك أن الحروب ليس فيها ما يضحك، فكل ما فيها ويحيط بها يسرق الفرح والسعادة ويقضّ المضاجع. الدماء والدموع وأشلاء الضحايا والجوع والخوف والمرض.. لكنهم قالوا: مع ذلك هنالك جوانب مضحكة في كل حرب، وفي حرب أمريكا على العراق. وجدوا في محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام للنظام العراقي السابق وأقواله ومضمون كلامه مادة للضحك والتندر. لن تذكر حرب حواسم العراق في التاريخ إلا مترافقة مع اسم سعيد الصحاف الذي اختزل في شخصه كل القصة، وكل القضية وكل العصر العربي الحالي. سيتقدم اسمه على جميع أسماء رجال النظام البائد في العراق وكل نشامى العالم العربي وأركان حرب بوش من مدنيين وعسكريين، ووقفات توني بلير الفتوية في مجلس العموم البريطاني، والخاشعة في كامب ديفيد.. وإذا كان هناك من رشّحه لجائزة الأوسكار، إمعاناً في السخرية، فالأرجح أنه كما يقول محبوه سيرفض جائزة «علوج» هوليود و«مرتزقة» ال«CNN» وأخواتها و«أوغاد» المال اليهودي! في عصر صناعة الأخبار، قدم الصحاف خطابه السياسي الهش وواظب على الوتيرة ذاتها. ولم يكن في الواقع إلا ممثلاً أجاد الدور لدرجة الإضحاك بل والقهقهة، ومع أن كل الحقائق كانت ملء عيون العالم قاطبة، إلا أن الصحاف أصر على تمثيل دور المهرج إلى النهاية. يقال عنه أنه تمكن من جذب الانتباه إلى تصريحاته اليومية وسط دهشة وإعجاب العالم من هكذا وزير يقلب الحقائق ويكذب بجرأة لا تصدق، حتى أن بوش قال عنه، ساخراً: إنه رجل رائع، كنت أقطع اجتماعاتي لأستمع إلى مؤتمراته الصحفية» وكانت عباراته التي يدلف بها إلى معالجة الوقائع هي الأكثر جاذبية واستهواء من كل كلامه الذي دأب على وصفه ب«المصادر الموثوقة». قيل عنه إنه كان ممثلاً، مجنوناً، اتقن أداء دوره في مسرحية عبثية. كان سماع روايته عن الحرب مسلياً، واعتقد الكثيرون أن الرجل الذي يتقلد منصباً يعتبر من أخطر المناصب في زمن الحرب هو إنسان أحمق. ولكن المنصفون قالوا عنه إنه اكتسب مصداقية في الأسبوع الأول للحرب وربح معركة الإعلام بكل جدارة، والجميع يذكر كيف ادعت قوات التحالف احتلال مدينة أم قصر وجزيرة الفاو في اليوم الأول للحرب، وتبين فيما بعد، أنهم يكذبون، بينما كان الصحاف يقول الحقيقة وبأن أم قصر والفاو لم تسقطا، إلى أن سقطت البصرة.. وهنا كانت بداية ابتعاد محمد سعيد الصحاف عن الواقع.
وبعبارات تهكمية مريرة، صدر الناشر هذا الكتاب بقوله:
لا تصدقوا: أننا توخينا من إصدار هذا الكتاب أن نؤرخ لهذه الحقبة الخطيرة من تاريخ العراق والمنطقة والتحولات التي طرأت على هذه المجتمعات، أو أننا.. في الواقع.. أردناه رسالة حضارية وقومية لشعوبنا المقهورة وإظهارا للسلبيات في الوجدان العربي.. أو أننا رغبنا في أن يكون عظة لمن يتعظ ودرساً لمن يريد أن يتعلم.
أو أن حالنا تقول، لتخسأ الهيمنة الأمريكية والصهيونية العالمية وعملاء الاستعمار. أو أننا أقسمنا بالثلاثة أن الإعلام الموجه والذكي سوف يهزم أعداءنا.. إن شاء الله.
كل ذلك كذب وكذب.. فهدفنا من نشر هذا الكتاب هو الكسب المادي والمعنوي، وانتهاز فرصة اهتمام الناس بظاهرة الصحاف، وتقديم ما يسلي ويشغل أوقات القراء لبضع ساعات.. علهم ينسون فجيعتهم السوداء وهمومهم اليومية.. ويتكلون على الله، لنصرتهم.
فمن هو الصحاف؟ وما حقيقة الدور الذي قام به هذا الرجل؟.
في هذا الكتاب كشف لخطاب الصحاف، واستعراض لقاموسه «اللغوي» الجديد على المحافل السياسية والإعلامية ولعل فيه عرضاً، «لقدرة» جديدة على قراءة أحداث الحرب وخلفياتها وتفاصيلها. هذا وقد أعطى هذا الكتاب سمة نقدية لتلك الرسوم الكاريكاتورية والتعاليق الساخرة التي تمّ جمعها من صحف عربية وعالمية شتى عن الصحاف وحوله.
يقع الكتاب في «239» صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved