Culture Magazine Monday  09/04/2007 G Issue 194
تشكيل
الأثنين 21 ,ربيع الاول 1428   العدد  194
 

وميض
هل حقق الفن التشكيلي في المملكة شخصية مستقلة؟
عبد الرحمن السليمان

 

 

الشخصية الفنية

هل حقق الفن التشكيلي في المملكة شخصية مستقلة؟ سؤال يُطرح باستمرار وفي كثير من المناسبات، لكنه ليس من السهولة تناول موضوع كهذا بسهولة وفي ظل عمر محدود للممارسة التشكيلية.

الشخصية الفنية أو الثقافية لا تتحقق في عمر قصير حتى وان كان اجتهادنا ومثابرتنا مضاعفة وقفزاتنا سريعة، أتوقف أمام مثل ذلك السؤال لأعود إلى الفنون التشكيلية عامة فنرى مقدار الحراك التشكيلي الذي عاشته كثير من عواصم الفن التي احتضنت الفنون القديمة أو الحديثة حتى تشكلت المدارس والتيارات والتوجهات الفنية

الفن التشكيلي في المملكة لا يتعدى عمره الخمسين عاما هذا اذا أخذنا في الاعتبار أن أساساته تعود إلى التربية الفنية وأن معظم الدراسات المبكرة أو حتى التالية كانت متجهة إلى التربية الفنية إذا استثنينا القلة ممن اتجهوا إلى الفنون عامة والديكور على وجه الخصوص.

لا أريد أن افصل في هذه الفقرة لكني وددت الإشارة إلى أن الفن في المملكة قام بجهود الرسامين وجديتهم ومثابراتهم الشخصية التي دعمتها الأنشطة التي كانت تنظمها المؤسسات والجهات ذات العلاقة أو غيرها، وأن الدراسات الداخلية التالية لم تتعد التربية الفنية سواء في معهدها بالرياض الذي كان أكثر المراكز التي وجهت الهواة والموهوبين أو في كليات المعلمين وأقسام التربية الفنية في بعض الجامعات.

بالتالي فإن ما حققه الفنان التشكيلي السعودي يعتبر إنجازا كبيرا مبنيا على طاقته الفنية وملكته الإبداعية التي منحته القدرة على التفاعل مع المعطيات العالمية في مجال الفن التشكيلي العربي و العالمي، بل واستطاع الاندماج فيهما وتحقيق تواجد واضح على المستوى العربي على الأقل، ومعه كان نتاجه الفني مبنيا على جهده وطموحه واستيعابه للمتغيرات الفنية والثقافية التي يشهدها العالم، لسنا معنيين بان نواكب أي حدث في العالم بقدر قدرتنا على فهمه وبالتالي التعامل معه وتحديد موقفنا منه.

عندما اتجه بيناليان هامان هما(بينالي القاهرة الدولي وبينالي الشارقة الدولي) إلى الأحدث في الفن التشكيلي استطاع أحد فناني المملكة أو أكثر من فنان تشكيلي سعودي اقتناص مراكز متقدمة فيهما، ومع أني لا أؤمن كثيرا بتحديد الجوائز لمقدار أصالة المنتج الفني إلا أنه يتقابل هذا مع القدرة على لفت الأنظار إلى نتاج متميز كسب رهانا ما، بالتالي فإننا متفاعلون ومتواصلون مع الحركة التشكيلية العالمية او لنقل العربية على أقل تقدير.

هل هذا يعني تحقيق الشخصية الفنية التي يمكن المطالبة او الاستفسار عنها؟

بعض الفنانين حقق جانبا شخصيا في ممارسته الفنية وأكد على طريقة فنية واحدة في الرسم والمعالجة الفنية أو صياغة أفكاره، من خلال نتاجاته الفنية المتلاحقة، لعلنا نلمس ذلك في أعمال عبدالحليم رضوي ومحمد السليم وعلي الرزيزاء وعبدالله الشلتي وعبدالله حماس وفؤاد مغربل وغيرهم، وبالتالي ربما نخلط بين مثل هذا الأمر والشخصية الفنية التي نتحدث حولها.

الأساليب الفنية الشخصية أو الممارسة الفنية التي تمثل صياغتنا هي أسلوب فني يجد الفنان نفسه فيه، يتابع معه معظم نتاجاته الفنية التالية، ربما هذا يوقعه كثيرا في فخ التكرار وهو تكرار غير محسوب لأن الفنان هنا لم يجد مخرجا من هذا الذي وقع فيه سوى تكريسه، قد يكون الأمر مقبولا في البداية والبداية لا تعني معرضا او معرضين او سنة او سنتين، ربما أكثر من ذلك بكثير لكنه من الصواب أن يدرك الفنان مقدار التحول الذي يأخذه لاكتشاف جديد من خلال سياقات ما ينتجه.

أيضا لا أريد خوض موضوع التحولات الفنية عند الفنانين لكني بالمقابل وددت الإشارة إلى أهمية تعميق الشخصية الفنية وفق مكتسبات وإضافات جديدة محتملة.

من هنا فلنترك مسألة الشخصية الفنية في عموم حركتنا التشكيلية إلى ما هو أهم في المرحلة الحالية بأن نتفهم كل المتغيرات الطارئة في الفن، ونسعى أن نحدد مواقفنا منها وان نتعامل مع ما يمكننا من التعبير عن طموح وتطلع لا يتخلف عن ما ينجزه العالم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة