قلت: ذلك هاجس شاعر، وتلك رؤى حكيم، دعا بالسقيا لدياره، ومسقط رأسه ففيه تجتمع أحبته، وفي محيطه تسعد نفسه، ولا ضير فقد تقدم العمر، ووجب التنبه، والزمان ذو سعة، وهو مجبول على البخس والألم، فالمآخذ جمّة والقصور واقع، والتحول وارد، قد يند عن: الصفاء، والإسعاد. |
عناصر جمّة تناولها هذا القائل فهو طرب لشبابه يدرك فواته، ويتأسى عليه، وهو ذو حكمة يعلم البخس، وما قد يقع من الصِّحاب، وذوي المماثلة، وهو أيضاً يعرف زمانه وما يتوقع منه، فالتوفيق والفلاح بيد الله، والأقدار مقننة مكتوبة، والتحول وارد كما قيل: |
(فا)لرهر يعثر بالفتى ويريشه من بعد قِلَّهْ |
ثم يمضي هذا الشاعر ليقول: |
ويخونه ويمله أهل البطانة والدُّخُلَّهْ |
وهو صادق، فالمشارب متفاوتة، والناس يختلفون، وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح. |
|
(1) الحسين بن علي بن الحسين الوزير المغربي |
(370428)، لإيناس ص 260، 261 . |
* جامعة الملك خالد أبها |