الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

أدوات النفي
تصافح النسمات وجهي، تسرع قليلا فأحسها تخترقني تسحب شعري للوراء فأشعر بشيء من الانعتاق.. أتوهم الركض لمسافة طويلة في مكان خال.. السير إلى لا غاية تحت غابة من النجوم.
لم يبق لي سوى هذا الحلم أن أظل في المساحات الشاسعة مفردة. ربما تكون العزلة أقل وحشة حين تأخذ شكلها المنطقي. تعبت من الإحساس بالعزلة في هذا الصخب.
ما جدوى أن نحلم.. نتمنى .. ننتظر.. وحين نصل إلى حواف الحلم نجد بريقه قد تلاشى.. غطى وهجه الخوف من إفلاته ثانية فيعود الزمن إلى الوراء مكرراً سيره البطيء نحو وهج آخر يترمد قبل الملامسة.
سأبعثر في الريح كل بقع الضوء المختبئة في ذاكرتي محولة ببساطة الإيجاب إلى النفي فتصبح هكذا أكثر معقولية.. فأنا لا أرغب ولا أحلم ولا أنتظر.
كنت خبرت سطوة أدوات النفي قبلا إذ كانت تمارس من الخارج على الذات المترقبة لما لا يمكن ولا يجوز ولن يتحقق. وقد أدمت قدميي وعورة المسالك التي وطأتها في محاولة لنزع الادوات وتحويل الجمل وكلما نقبت بيدي صخرة لأحول السلب إلى إيجاب شمخت أمامي قامة عنيدة تسخر من ضآلتي. كنت دائماً أعوض ضعف جسدي بأساليب أخرى، ربما خربشت هذه الجدران مستلهمة تجربة الماء في التعرية، لكنني لا أملك عمره المديد.. لا ولا صبره ومثابرته أو رتابة حركاته أنا أشبهه في حالة جنونه وثورته ليتحطم على ذرا الصخور ويتبعثر في كل الاتجاهات.
ربما كانت اللغة هي لعبتي الأكثر حذقا في محاولة السيطرة على جهامة الخارج بتحويله إلى كلمات قد أكون حققت بعضا من الانتصارات الصغيرة بتقييد وحوش متمردة لبرهة من الزمن حين يكونون في غفلة عن إدراك هشاشة القيد الذي طوق أيديهم، وإذ يتنبهون أكون قد لجأت إلى الحيلة الأكثر جدوى وهي الفرار مخلفة ما قد غنمته في لحظة غفلتهم.


آمال بيومي

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved