الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

نريد أن يقرأ الآخرون أدبنا كما قرأنا أدبهم
بهية بو سبيت
اقترح القاص الأستاذ عواض شاهر في كلمته عن مئوية المجلة الثقافية تخصيص ميزانية مالية خاصة باستكتاب واستضافة كتاب ومفكرين وشعراء ونقاد الخ.. وبمبالغ مجزية لنقل المجلة الثقافية من موقعها الحالي إلى موقع أدبي إبداعي إلى آخر ما جاء في اقتراحه ولي هنا تعليق على اقتراحه إذا كان يقصد استكتاب أدباء غير سعوديين لإثراء مجلتنا الثقافية بأصوات وأدب غير سعودي بآداب دول أخرى أخذت نصيبها من حظ النشر والتسويق والانتشار بجميع فئاته خارج موطنه آملة أن لا يثير رأيي غضب الأستاذ عواض.
يا أستاذ عواض إن أرض مجلتنا هذه الفتية أحرى بأن تكون مثلها مثل الأم الحانية التي تكون مسؤولة عن حضانة أبنائها ورعايتهم وتربيتهم حتى يشبوا ويعتمدوا على أنفسهم ليتخرجوا رافعين رؤوسهم إلى أعلى ومن ثم يعملوا على رد الجميل لها.
لا أن تتنكر لهم وتحتضن غيرهم وتعمل على رعايتهم وإعانتهم تنشر أدبهم في حين أنهم غنيون عن ذلك لأنهم أخذوا حقهم من الرعاية في موطنهم ولا أقول ذلك حسداً لهم بل لأنهم إذا تحدثوا عن أدبهم فسيظل أدبنا وأدباؤنا وكتابنا مغمورين وأيضا إذا استكتبوا من أجل النقد فإن نقادنا ستكون الفرص أمامهم قليلة مما يسبب الإحباط للجميع ولا أنكر الدور الذي قام به وما زال يقوم به الإخوة من الدول العربية لإبراز أدبنا السعودي ولا أقصد منعهم من الاستكتاب بتاتاً ولكن تترك الفرصة الأكبر لأدبائنا على مختلف أصنافهم وتكون لهم الأولوية لإثبات جدارتهم وإبداعهم لا أن تتجاهل أبناءها الذين يعملون جاهدين وبكل صدق وأمانة وحرص وحب للعمل على رفعتها الأدبية والثقافية لتساوي الدول الأخرى أو تصل إلى مستوى أعلى منهم في حين أن أدب غيرنا لن ينفع وطننا لأنه لا يؤرخ لنا ولا يكتب عن واقعنا ولا يسجل نجاحنا ويعمل على إظهار إبداعاتنا في جميع المجالات المختلفة.. إننا بحمد الله وشكره وتوفيقه لدينا أصحاب قلم على اختلاف أنواعهم الأدبية مبدعون ومبدعات يملكون أدباً نقياً خالصاً يستمد مادته من ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء ويرتكز على أسس المبادئ والأخلاق الإسلامية ويخاطب فئات المجتمع المختلفة بأسلوب نظيف راق يدعو للتمسك بالتعاليم التي جاء بها إسلامنا من حفاظ على الدين الذي نحن منه والمحافظة على العادات الطيبة والأخلاق الإسلامية في ديننا من بر وصلة رحم وتعاون وتسامح وحب للوطن ولقادته والرضى والقناعة بالمكتوب الخ..
إن رجالنا من علماء وأدباء ومؤرخين وقادة وأطباء الخ، شهد لهم من عهود قديمة بالنجابة والعبقرية والفطنة والشجاعة والقوة في التعبير سواء عن طريق قرض الشعر أو أصناف الأدب الأخرى، وتاريخنا يشهد بذلك لأنهم ولدوا وترعرعوا على هذه الأرض الطيبة فتشربوا من طبيعتها كل جماليات وفنون الأدب وأساليبه المختلفة، إن النجاح الذي ينظر له الآخرون بتعجب وافتخار ويسافرون لدراسته والتزود من مناهله، إنما أصله من منابع جزيرتنا العريبة التي اشتهر شعراؤها وكتابها بالنبوغ والبلاغة في جميع الأشكال الأدبية ونقلت عنا، وعن طريق الترجمة فأخذوا منها واستفادوا بما جاء فيها ومن ثم اشتهروا عن طريق الاهتمام بالترجمة وتسويق مؤلفاتهم لدول العالم أجمع وكان الانتشار سبباً في شهرتهم.
ما الفرق بين أديب سعودي وآخرين من دولة عربية وآخرين من دولة أجنبية؟ غير أن هؤلاء منذ بداية إبحارهم بأقلامهم في بلاط صاحبة الجلالة أو غيرها من وسائل النشر المختلفة قد وجدوا أرضاً خصبة ويداً حانية وفكراً نيراً عملوا على رعاية بذورهم وسقايتها بالاهتمام والرعاية وتغذيتها بالتعاون والتشجيع حتى كبرت ونمت شيئاً فشيئاً ثم ازدهرت وغطت احتياج كل عقول مواطنيها حتى إذا عرفت لدى الجميع وظهرت فائدة ذلك صدرت إلى دول أخرى.
إن كثيراً من ملاحقنا الأدبية الثقافية في صحفنا السعودية تفسح مساحات شاسعة لأدباء غير سعوديين يكتبون عن أوطانهم أو أوطان أخرى في حين تعطى للكاتب السعودي مساحة قليلة، وكثيراً ما نقرأ قصصاً مترجمة لكتاب قدماء جداً أو مقال يتحدث عن كاتب أجنبي رحل منذ سنوات لا يستفيد منها القارئ الشيء الكثير. نريد أن تكون أرض ثقافتنا بيتاً كبيراً يحتضن أدبنا المحلي نريد أن يقرأ الآخرون أدبنا كما قرأنا أدبهم لسنوات طويلة مضت وما زلنا، نريد أن يعرف بعضنا بعضاً كما نريد أن يحلق أدبنا خارج وطننا ليكون سفيرنا الذي يعرف بقدراتنا ومواهبنا وإبداعاتنا من قرأ قصة البؤساء وغيرها من القصص الأجنبية الشهيرة وكذلك قصص وروايات بعض الكتاب العرب كالأديب نجيب محفوظ ممن نالوا جوائز أدبية أوصلتهم للعالمية يدرك أنهم لم يخرجوا عن الكتابة عن بيئتهم وواقعهم الاجتماعي ولم يتبعوا أساليب ملأى بمصطلحات لا يفهمها إلا فئة قليلة من الناس بل كتبوا لجميع الفئات على حسب مستويات تعليمهم مما زاد في كثافة قرائهم إننا لا نقرأ إلا القليل من أدبنا الذي يطبع ونسمع عن صدوره، لسوء التوزيع أو عدم تواجده في مكتبات عديدة قريبة من يد القارئ، كما أن المشكلة الكبرى التي يعاني منها جميع الأدباء والأديبات وهي مشكلة عدم التشجيع والانتشار وعدم القدرة على الطباعة سواء في الداخل أو الخارج، وكثيراً ما شكى أدباؤنا على صفحات الجرائد عند إجراء حوارات معهم من عدم إمكانيتهم من الطباعة لقلة المادة، وغلاء تكاليف الطباعة، وأن الكثير من مؤلفاتهم لا تزال مسجونة في أدراج مكتباتهم إلا القليل الذي حالفه الحظ بعد سنوات من الانتظار وتفضل ناد أدبي أو جمعية ثقافية بطباعة كتاب له ثم ألحقه بكتاب آخر أو اثنين، وهناك من كان عضواً في أحد النوادي أو تربطه صلة قرابة أو معرفة برئيس النادي أو المسؤول عن إجازة النص، أو ترشيحه الكتاب، أو.. أو.. هذا بالطبع في السنوات الماضية غير البعيدة منا، من منا يستطيع أن يطبع كتاباً على نفقته الخاصة؟ أو حتى بمساعدة أحد ما؟ وإذا حاول وطبع كتاب ولم يجد التشجيع الكافي أو لم يجد رواجاً بسبب نقد ما لا يستطيع طباعة كتاب آخر خوفاً من الفشل، ومع ذلك قمت بطباعة أحد عشر مؤلفاً على حسابي الخاص، بعد أن طرقت عدة أبواب فلم أجد أي تجاوب بل وجدت ما يساعد على الإحباط، قد يكون نتيجة لأني امرأة لم يعرف قيمة ما يكتبه قلمها في ذلك الوقت؟ أو لأن البعض لم يزل يجد في ذلك عيباً، وإيماناً بأهمية وقيمة وفائدة ما كتبه قلمي أسفت أن أدفن حروفي في قبر مظلم، فقررت أن أغامر وأخوض التجربة بنفسي فاستقطعت مبلغاً من راتبي الوظيفي شهرياً لأجمع تكاليف الطباعة حتى خرج الكتاب الأول وتبعه الثاني والثالث ومن ثم وجدت تعاوناً بتوفيق الله من بعض أصحاب دور النشر لمشاركتي في تكاليف الطباعة في بعض المؤلفات لعلمهم بجودة مادة الكتاب وأنه سيحقق ربحاً مادياً جيداً، وكان هذا دافعاً مشجعاً لي زاد من ثقتي في نفسي وإصراري على طباعة مؤلفاتي الأخرى على حسابي الخاص، أما بالنسبة لكتابنا الشباب فحظهم كان أوفر لأنهم جاءوا في وقت بدأت فيه الصحوة الفكرية واللسانية التي رفعت صوتها بالمطالبة بحقها وبضرورة إعطائها فرصة الظهور وحديثها عن دور الأندية الخ، ولا يزال العديد من الأدباء العمالقة القدامى لديهم نصوص تحتاج إلى طباعة لكنها تنتظر يداً حانية يداً تقدر الأدب وأهله وتدرك قيمة الحرف وفائدة الكلمة التي تقود الإصلاح وتحث على الوطنية والتمسك بالأرض التي هي أغلى من الانسان نفسه، لأن الانسان بلا أرض ووطن آمن ليس له أية قيمة أو فائدة ولا يستطيع البناء وهو مقيد.
أكاد أجزم بأن أدبنا لن يقل مستوى عن الآداب الأخرى، لأن ما قرأ منه خارج وطننا قليل وقليل جداً، وأعتقد أن أي متابع لوسائل الإعلام قد عرف بأن أدبنا يأخذ مساره الصحيح بعد طباعة وتسويق بعضه في الخارج فبدأ يعرف خارجاً وتعرف قيمته ولنا آمال كبيرة في رابطة الأدب السعودي التي تم مناقشة إخراجها إلى حيز الوجود برئاسة فضيلة الشيخ والدكتور الفاضل صالح بن حميد، والاستاذ الأديب حمد القاضي على سرعة إنشاء هذه الرابطة التي أتمنى أن تكون فاتحة خير لجميع أصحاب القلم والعمل على تخصيص لجنة مسؤولة عن اختيار النص الأدبي الجيد لترجمته ونشره وتسويقه خارجاً للتعريف بأدبنا الإسلامي الراقي الهادف.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved