وميض
الفن التشكيلي السعودي في مرحلة جديدة
عبد الرحمن السليمان
|
تشهد الحركة الفنية التشكيلية في المملكة العربية السعودية تحولاً مهماً في مسيرتها وقد تجاوزت الأربعين عاماً، وبعد أن أشرفت عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمدة ثلاثين عاماً لتنتقل أعمال الفن التشكيلي منها إلى جهة أخرى هي وزارة الثقافة والإعلام. الفترة الحالية هي فترة انتقالية تم تكليف أو انتداب بعض المسئولين السابقين في الرئاسة إلى الوزارة ربما لفترة إعدادية للعمل القادم لكنا قبل ذلك شهدنا اللقاء الأول للمثقفين السعوديين (11 13 شعبان 1425هـ) في مدينة الر ياض، الذي كان من أهدافه وضع تصور للمرحلة القادمة في ظل وزارة الثقافة والإعلام لأكثر من فرع من فروع الثقافة ومن بينها الفن التشكيلي.
كنت واحداً من المشاركين في الملتقى وقد طرحنا في ذلك اللقاء أوراق عمل تضع تصورات المشاركين المرحلة القادمة وكان الفنان الدكتور محمد الرصيص أعقب الفنان ضياء عزيز في الهيئة الاستشارية التي شكلتها الوزارة للجانب التشكيلي.
مرت المرحلة السابقة (أربعة عقود) وقد حقق عدد من الفنانين التشكيليين العديد من الإنجازات وتبنت الرئاسة العامة لرعاية الشباب الكثير من المهام التي تحقق معها وصول النتاج التشكيلي السعودي إلى كثير من بقاع العالم كما ازدادت بفعل التشجيع الأسماء, لكنا في الواقع لم نزل في انتظار تحقيق الكثير من الإجازات التي طمحنا أن نعيشها منذ عقود، لقد لامس الفنان الدكتور محمد الرصيص في كتابة له بصحيفة الاقتصادية التي يشرف على تحرير صفحتها التشكيلية، العديد من الرغبات والمطالب المهمة التي لم تزل الساحة التشكيلية تفتقدها وعلى نحو من الإعداد الذي يكفل دعماً منظماً للأنشطة التشكيلية على المستوى الداخلي والخارجي, وأؤكد في الواقع على أهمية أن توضع هيكلة جديدة للعمل التشكيلي بحيث يكون بمقتضاه تفعيل العديد من الجوانب التي لم يتم وضعها على أجندة المرحلة السابقة، ومن ذلك العناية بطباعة الكتب التي تختص بالفن التشكيلي المحلي بأشكاله وتوجهاته وأسمائه وتاريخه، ولعل الكتاب الوحيد الذي استقبلته الساحة المحلية عنها هو كتاب (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب، العناية بتنظيم جديد للمعارض المحلية وتصنيفها وفق معايير معينة ووفق ما يكفل استمرار مستوى واضح لها بدل الخلط الواضح في كثير منها ما بين الفنانين والمبتدئين بل كل الفئات، ووضع الجوائز والمحفزات المساعدة على الإقبال عليها وما يكفل تواجد الفنانين بكل أطيافهم ضمنها، ومن ذلك عملية الاقتناء المجزية التي تخلق تنافساً متصلاً في الساحة.
العناية بالعروض الخارجية من حيث المستوى وكذلك من حيث المواقع المناسبة للعرض والتهيئة لذلك منذ وقت مبكر وكافٍ معه يحقق المعرض أهدافه، وأهمها الوصول إلى فناني ونقاد وجمهور الدولة التي يقام فيها، العناية بعملية اقتناء الأعمال المتميزة من المعارضة الداخلية الرسمية ومن المعارض التي تنظمها القاعات الخاصة بحيث يتم وضع آلية لذلك يتم من خلالها اقتناء أبرز نتاج الفنانين التشكيليين السعوديين وبأسعار مجزية تكون بمثابة المكافأة للفنان على بعض جهده، ومن الممكن أن يمتد هذا الأمر إلى دعم المعرض مادياً وطباعة دليله وفق آلية سهلة يخف معها الإجراء الرسمي البيروقراطي الذي يكفل للفنان أهميته في الحركة الثقافية السعودية، تشجيع العروض الخارجية ودعمها مادياً ومعنوياً والتقليل من إجراءاتها الكثيرة التي تكون بمثابة الشاغل الأكبر للفنان من العمل للمعرض، التخفيف من إجراءات إجازة المعارض أو أن يتم إسنادها إلى فنانين تشكيليين مختصين، تخصيص العمل التشكيلي بحيث يتم إنشاء جمعية للفنانين التشكيليين السعوديين أو رابطة أو ما يضع لنشاطهم الفني استقلالية أو مرجعية، تسهم في تنظيم العمل وفق معرفة ودراية بجوانبه لبعث مزيد من الحيوية والاندماج به على الساحة العربية والدولية والتكريس للتعريف به على المستوى المحلي، ونشره من خلال العديد من البرامج والأنشطة، مثل إصدار الكتب والمجلات، والنشرات الشهرية، وطباعة الأعمال الفنية، وإيصالها للناس، وللأماكن الهامة داخل المملكة وخارجها، والعناية الإعلامية التلفزيونية والإذاعية..)
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
