الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

صدى لون
الفنان والحاجة لفضاءات التعبير!!
محمد الخربوش
كنت في حديث جانبي مع أحد الزملاء التشكيليين في أحد المعارض التشكيلية التي أقيمت قبل فترة، وكان بطبيعة الحال حديثاً يدور حول الخطاب التشكيلي السعودي وما يشهده من نقلات متسارعة هذه الأيام خاصة من حيث كثرة المعارض الشخصية أو الثنائية أو الجماعية وغيرها وان هذا يعتبر ظاهرة صحية سوف تساهم في رفع مستوى الذائقة الجمالية لدى شريحة كبيرة من المجتمع، وبالتالي تساهم أيضاً في رفع معنويات الفنان نفسه عندما يشعر أن المجتمع يتفاعل معه ومع ما يقدمه من معطيات جمالية وتقنية، إلى ان وصل مسار الحديث الى تمنع بعض الفنانين عن المشاركة في المعارض التي تقيمها الجهات ذات العلاقة والتي يأتي معظمها على شكل تنافسي أي أنه قد تم تخصيص جوائز تقديرية للفائزين من المشاركين، وقد أبدى هذا الفنان تحفظه حيال دعوة الفنانين وكذلك الفنانات الى المشاركة في معرض محدد الأهداف والتوجه كما في المعرض التشكيلي الكبير الذي أقيم مؤخراً في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف والذي جاء على هامش فعاليات دورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى التي احتضنتها المملكة وحققت نجاحاً وإشادة على كافة المستويات، هذا النجاح غير المستغرب على أبناء هذا الوطن العظيم، أعود لمسار الحديث والذي أبدى فيه صاحبنا عدم حماسه وهو وشريحة كبيرة من الفنانين كما يقول لهذا النوع من المعارض المحددة بموضوع معين والذي من خلاله يتعامل الفنان مع أدواته وخاماته ومعطياته وفقما يريده الغير لا وفق ما يريد هو.. يقول محدثي ان تحديد التعبير في موضوع معين وحصرالمشاركة في هدف واحد معين قد يؤدي إلى تقييد حرية الفنان في التعبير وبالتالي إلزامه بإنتاج مقنن لأنه في هذه الحالة يسير وفقما حدد له، بينما هو يجد نفسه عندما يقف أمام سطح لوحته وامام ادواته وخاماته وهو يتمتع بالحرية الكاملة للتعبير لأن الفنان وكما تعلم يعبر عن عوالمه ودواخله، وعقله الباطن يعبر له عن أحلامه ورغباته ورؤاه أي أن الحالة السيكولوجية للفنان هي التي تحدد نوعية التعبير ومضمون النتاج، وبالتالي فإن الفنان وهو بهذه الحالة من التعبير يجد نفسه كما يريد هو لا كما يريد الغير..
قلت لصاحبي ألا ترى معي أن من واجب الفنان وهو عنصر مهم في المجتمع ان يساهم في هذا المجتمع ويتفاعل مع همومه وآلامه وجراحه وأفراحه وأتراحه كما هو الحال مع أمته ومجتمعه ووطنه الكبير؟ قال بلى.. لكنني
ما زلت عند قناعتي بأن التعبير المطلق هو أصدق التعابير لأنه يأتي من الأعماق ومن العوالم الداخلية للفنان يأتي بعد صراع داخلي مثير بين العواطف والانفعالات والأحلام والرؤى إضافة إلى ما يختزله الفنان من ثقافات مختلفة تلعب دورها في نتاج الفنان وعطائه.
خلاصة القول إن الفنان بحاجة ماسة إلى مناخات وفضاءات للتعبير وفقما يراه هو ووفق الالتزام بالمبادئ والقيم الراسخة لكنه من واجب الفنان أيضاً أن يكون حاضراً متفاعلاً مع كل ما يستجد من معطيات حياتية مختلفة ليؤكد الدور البارز لهذا الإنسان المبدع، هذا المسكون بمقومات العطاء بما حباه الله من موهبة ومقدرة تمنحه الفرصة للإبداع والتجلي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved