الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

عود إلى الصحة اللغوية

تأليف: عبد الله التطاوي
القاهرة 2004م
***
شيأتي هذا الكتاب رداً على كتاب شريف الشوباشي (لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه) الذي هاجم فيه اللغة العربية وحمَّلها مسؤولية تخلف العقل العربي نظراً لتعقيدها وصعوبة قواعدها، وطالب بإعادة النظر في تركيبة الجملة وإلغاء المثنى ونون النسوة والبحث عن صيغ جديدة للغة حتى يتمكَّن العالم العربي من التقدم. وحاول المؤلف في كتابه هذا تقديم قراءة في كتاب (لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه) للشوباشي، مورداً بعض النقاط والنصوص والتعليق عليها ومنها:
النص: (حول ما طرحته مطبوعة (الالمناك) التي تعتبر العربية لغة قائمة بذاتها على أساس أنها صارت لغة لقراءة الكتب والمراجع، أما لغة التفاهم فهي اللهجات مثل المصرية والسورية والمغربية، ولذا قرروا اعتبار العربية لغة ميتة لا تستخدم في التعامل اليومي).
التعليق: الحق ان المطروح هنا غير جيد وغير صحيح ولا يدعو إلى الانزعاج أو القلق.. فقد تجاهل القول، أو الادعاء حميمية العلاقة بين الفصحى والعامية وان أكثر من 80% من جذور العامية مرده إلى الفصحى دون انفصام أو خصومة الميسرة بينها وبين الفصحى والعامية الراقية حتى لتتقارب المسافات بينهما وتحكم الحواجز، والأمر قد ينتهي عند التصنيف اللغوي إلى أكثر مما أشار إليه المؤلف.
النص: (وأقول لكم: العيب ليس فيكم ولكنه في اللغة التي لم تشملها سنة التطور، وأستطيع انطلاقاً من هذا أن أبرئ ساحة ملايين العرب من ذنب عدم تملك ناصية لغة الضاد بكل تعقيداتها).
التعليق: الصحيح عكس هذا تماماً، فالعيب في هذا الجيل الذي ضعفت أدواته وقدراته اللغوية والعيب الأول في معلمي اللغة العربية الذين قصدوا إلى تنفير الجيل من اللغة سعياً إلى الكسب الخاص أو الإحالة إلى الدروس الخصوصية أو تحويل قواعد اللغة الواضحة إلى لوغاريتمات معقَّدة أو الإصرار على استعراض ما لا يستعمل من القواعد في الحياة المعاصرة، فالعيب إذن ليس في اللغة بل يجب أن نبرئ ساحتها من شبهة الاتهام، حيث كانت لغة الكندي والفارابي وابن رشد والفيروزابادي، وسيبويه والجاحظ والجرجاني والرازي والخوارزمي والإدريسي وغيرهم من أساطين الفكر وشوامخ الحضارة ممن تعلموا العربية وعلموها وكتبوا بها مؤلفاتها ثم ترجموها، ويكفيها شرفاً ما كان يصنعه أبو موسى الأسواري مثلاً حين كان يفسر الآية من القرآن الكريم والفرس عن يمينه والعرب عن يساره مرة بالفارسية وأخرى بالعربية فلا يدري بأي اللسانين هو أبين!.
فمن المؤكد أن صدق القول ينتهي إلى عدم تبرئة ساحة ملايين العرب من ذنب عدم تملك ناصية لغة الضاد لأنهم ربما لم يعودوا يقتربون من قراءة قرآنها وربما لأنهم لم يحاولوا تذوق شعرها أو استقراء نثرها وبلاغتها.. أما اللغة، فتوجيه الاتهام إليها يحمل ما يحمله من التجاوز والإسراف مع الخطأ في توجيه الأشياء لمجرد الخطأ في تكويننا أو في تشكيل أدواتنا قبل أي اعتبار آخر.
النص: (اللغة تحوَّلت إلى إسار يخنق أفكارنا ويلجمها، أصبحت سجناً يحبس العقل العربي بين جدرانه الحديدية بإرادته المستكينة).
التعليق: حملت اللغة هنا ظلماً وبهتاناً ذنب أبنائها بغير جريرة ارتكبتها حيث وجهت إليها الاتهامات في ذاتها، فهي لا تخنق الأفكار إن كان لنا أفكار أصلاً وهي لا تتحوَّل إلى سجن للعقل العربي إذا كان عقلاً ناضجاً متفتحاً حراً طليقاً فهو القادر آنذاك على التوظيف والتوصيف والتطوير، وإلا فماذا يمنعه من استخدام كل الوسائط المعاصرة في تطوير المناهج وترجمة العلوم؟ ألم يحن الوقت لتوظيف التكنولوجيا في خدمة لغتنا كما وظفها الآخرون في خدمة لغاتهم؟
النص: (أنا أعتبر أن اللغة هي إحدى عناصر التخلف في العالم العربي).
التعليق: ثمة فرق كبير بين الحديث عن اللغة وهي بريئة بالتأكيد من شبهة هذا الاتهام وبين أهلها بما قد يصيبهم من التخلف أو التكاسل أو ما يشبههما، والصحيح هنا لغوياً (أحد عناصر) وليس (إحدى عناصر) دون صعوبة في استخدام التذكير والتأنيث لمجرد التفرقة البسيطة بينهما.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved