الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

إصدارات
انتهت الحفلة سراب النفط
النفط والحرب ومصير المجتمعات الصناعية
تأليف: ريتشارد هاينبرغ
ترجمة: انطوان عبدالله
بيروت: الدار العربية للعلوم، 2004م
***
(بدون النفط، ماذا نفعل؟ كيف سنسافر؟ كيف سنأكل؟ كيف ستبدو حياتنا جميعاً؟ أسئلة غريبة ومفاجئة، ولكن لا بد من الوقوف عندها، فالعالم على وشك أن يشهد تغيراً جذرياً نتيجة لنضوب النفط غير البعيد.. فخلال السنوات القليلة القادمة سيصل إنتاج العالم من النفط إلى ذروته ثم لن يلبث أن ينحدر إلى القاع. ولذلك، ورغم تحول المجتمعات الصناعية بشكل خاص، إلى مصادر بديلة للطاقة، إلا أن هذه البدائل لن تكفي لضمان البقاء. إننا على أعتاب مرحلة جديدة من التاريخ بعد أن ورثنا المرحلة السابقة منذ العصور الوسطى).
بهذه المقدمة السوداوية يأتي هذا الكتاب (سراب النفط) الذي يعالج موضوع اضمحلال النفط الرخيص الثمن. ويُظهر كيف أن البترول والحرب ما برحا مترافقين متلازمين منذ القرن الماضي، وكيف أن التنافس والسعي الحثيث للسيطرة على منابع النفط قد يقودا إلى حروب جديدة على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وأمريكا اللاتينية.
يصور الكاتب أيضاً سعي الولايات المتحدة للسيطرة على النفط ومصادر الطاقة في العالم مدّعية الحق في امتلاك أو استثمار هذه الثروات والاستئثار بها حتى ولو كانت خارج أراضيها.
وينتقد الكاتب السياسة الأمريكية واصفاً الولايات المتحدة بأنها من (الدول الرعناء)، فرغم أنها لا تشكل سوى 5% من تعداد السكان في العالم إلا أنها تمتلك ترسانة من الأسلحة تشكل حصة الأسد من التسلح العالمي، كما أنها تمارس سيطرة مباشرة أو غير مباشرة على موارد العالم. ورغم أنها تسعى لتجنب التلوث داخل حدودها إلا أنها تقوض الاتفاقات الدولية المتعلقة بالبيئة. وترفض المعاينة على أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها، بل حتى انها تهاجم دولاً أخرى فعلياً عامدة ومتعمدة، كما أنها تحبط المحاولات الهادفة إلى استقرار وتوازن التعداد السكاني في العالم. وعلى سبيل المثال، وخلال السنتين الأخيرتين، ألغت الولايات المتحدة معاهدة حظر الصواريخ البالستية والاتفاقيات المتعلقة بالأسلحة الخفيفة، ومعاهدة الأمم المتحدة ضد التعذيب، ومحكمة الجنايات الدولية، واتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية.
ويعتقد هاينبرغ أن حرب العراق حصلت لتأمين إمدادات النفط للولايات المتحدة ويعتبر أن ذلك مؤشراً مبكراً للحروب على موارد الطاقة في المستقبل إذا لم يحدث تطوير لمصادر بديلة، ويقول: إنه في غياب استثمارات ضخمة بمليارات وليس ملايين الدولارات، كما اقترح الرئيس جورج بوش في أحدث ميزانية فإن الاعتماد على أن ارتفاع الأسعار كمؤشر مبكر لمشكلات الإمداد سيكون بلا قيمة وذلك لأن أزمة الإمداد الكبيرة القادمة ستكون على الأرجح مؤشراً لبداية نهاية عصر النفط وبداية الفوضى في العالم النامي أولاً ثم في العالم الصناعي.
ويحذر المؤلف من إصابة كوكب الأرض بويلات الأمراض والمجاعات والحروب إذا استمر نهم العالم في استهلاك الطاقة.. (إن انتاج النفط العالمي سيبلغ الذروة خلال ثلاثة أعوام إلى 12 عاماً وإذا لم يحدث عندئذ تحول إلى مصادر بديلة للطاقة مثل الرياح والشمس وخلايا الوقود ستكون العواقب وخيمة.
ويشير إلى أنه ليس مستغرباً أن تتصدر قائمة المخالفين الولايات المتحدة التي تستهلك 25% من إجمالي استهلاك يومياً..).
ويؤكد من جهة أخرى على ارتفاع معدلات النمو في دول تتصاعد فيها معدلات استهلاك النفط مثل الصين والهند مما يزيد من احتمالات الكارثة باحتدام التنافس للحصول على الخام.
يقع الكتاب في 382 صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved