|
المجلات الثقافية الفردية في ذمة (كان)
|
* الثقافية/عبدالحفيظ الشمري:
المجلات الثقافية والأدبية الفردية لم تجد لها نصيراً هذه الأيام؛ حيث تتقاذفها رياح التغيير، لتبدأ رحلة الانقطاع في الصدور أو التوقف القسري، وهذا ما يهدد مجلات أخرى ستسير في هذا الاتجاه الذي يعدُّ عقوقاً وعدم اهتمام من المؤسسات الثقافية التي ترعى مجلات قد تكون أقل تأثيراً، بل إنها لا تقارن بما تطرحه مثل هذه المجلات التي أصبحت أكثر من الهم على القلب كما يقول المثل.
المجلات الفردية ذات واقع مأساوي أليم؛ إذ أُوقف الدعم عنها، وأُوقفت الاشتراكات التي كانت تعينها على التواصل مع القارئ الذي عادةً ما يكون من طلبة العلم والباحثين.
***
مجلة المنهل التي تأسست
1355هـ بجهد عظيم من الأديب الأستاذ عبد القدوس الأنصاري لا تزال تعاني من قلة الاهتمام بها لولا جهود أبناء (الأنصاري) ومحاولاتهم الحثيثة لإطالة أمر بقائها وصمودها في وجه هذه الهجمة العنيفة من التجاهل للثقافة والأدب؛ حيث ظلت هذه الجهود منذ عبد القدوس الأنصاري إلى نبيه ثمّ زهير الأنصاري عطاءً يتسم بالتضحية ومحاولات تقديم الثقافة والأدب والمقالة بشكل متميز يخدم طلاب العلم والباحثين، وها هي اليوم تعاني، بل وربما في طريقها إلى التوقف إن هي ظلت على هذه الحالة من التغييب وعدم الاهتمام.
***
مجلة (عالم الكتب) قد تكون
أكثر تأثراً في هذا السياق من مجلة المنهل؛ إذ هي الآن في حالة توقُّف بعد أن أُوقفت حالة الدعم عنها؛ فقد ظلَّ الأديب الأستاذ عبد الرحمن المعمر وفياً لشيخه الأديب الراحل عبد العزيز الرفاعي رحمه الله وهو يحاول جاهداً أن تتواصل في الصدور، إلا أن هذه المجلة جاءتها موجة التجاهل وعدم الاهتمام فأصبحت في حالة من التوقُّف لم تستطع جهوده مع جهود الأديب الدكتور يحيى بن جنيد وهو رئيس تحريرها وآخرين يقومون بمهام صدورها أن يقفوا في وجه هذا المارد العصي المسمى التوقُّف، فلم يعد هناك بدٌّ من ذلك ما دام الدعم المالي لها قد توقف كما يشير الأديب عبد الرحمن المعمر.
***
الأديب الأستاذ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري له تجربته المريرة أيضاً من خلال مجلته الثقافية المتخصصة (الدرعية)؛ حيث ظلت جهوده العلمية متواصلة رغبةً منه في مدِّ جسور التواصل مع القارئ، إلا أن هذه الجهود أصبحت قريبة من التوقف؛ لأن الدعم المالي توقَّف ولم يعد بالإمكان صدورها بشكل منتظم يكفل خروجها إلى القارئ.
الأمر الذي يبعث على التساؤل عن أسباب هذا العقوق لمثل هذه المجلات المتخصصة للثقافة والأدب والمقالة في بلادنا، علماً أن الدعم لا يزال يتواصل لمجلات ومطبوعات أقل قيمة وتأثيراً في ذهن القارئ، فإن لم يكن هناك توجُّه قوي نحو إعادة الحياة لمثل هذه المجلات فستكون في ذمة (كان)، وهذا ما يجعلنا في قلق دائماً على مآل كل ما له علاقة بالأدب والثقافة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
