الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 9th June,2003 العدد : 15

الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

رويدك يا خال

لا أعرف لماذا يصر البعض على تهميش غيرهم وتصغير ما يقومون به، ولا يرون الا انفسهم في مرآة نرجسيتهم الادبية، وهذا لا يؤدي برأينا الى اضافة ذات قيمة في المشهد الادبي اللهم الا زيادة في تضخم انواتهم التي تؤدي الى الانكفاء، والتقوقع وتكرار لتعبيرات جاهزة في كل مناسبة للتعبير عن ذلك.
وبما ان العالم ليس قائما حسب رغباتنا فان هذا "البعض" يصر على تأكيد مفاهيمه والسعي على اقناع الغير بها، تقودهم رؤية مسترخية على فضاء من الشواش "الاسكلاني".
وبعد فقد صدمني ما قرأته على لسان الاستاذ عبده خال في حوار اجراه الاستاذ عبد الله السمطي في ملحق صحيفة الجزيرة الثقافي العدد 11 بتاريخ 11 ربيع الاول 1424هـ الموافق 12 مايو 2003م وجاء فيه ما يلي:
1 روايتنا مجرد اعمال توثيقية.
2 لا يجوز ان نطلق لقب روائي على الكل.
3 انا اؤمن ان الرواية تجربة تراكمية، ولا يليق ان نطلق لفظة روائي الا بعد اعمال عدة.
4 تأتي جملة اسماء شمرت عن سواعدها كعناوين لخلق رواية سعودية مثل:
عواض العصيمي ومحمد ابو حمراء وابراهيم شحبي.
5 ابراهيم ناصر الحميدان لم يحقق الشرط الفني للرواية واكتفى بالريادة.
ومع احترامي لتجارب الخال الروائية وما قيل عنها من نقد بعضه تصالحي على صفحات الصحف فانه لم يبتعد كثيرا عن مفهوم الرواية بشكلها التقليدي وحسب التعريف الذي اورده "فورستر" من ان "الرواية تروي حكاية، وهذا الوجه الاساسي الذي لولاه لما كان لها وجود".
وبرأينا ان الرواية هي عالم الشريحة من البشر داخل زمكانية لها خصوصيتها يختلط فيها الخيال والواقع، وتصطرع فيها الافكار والمواقف داخل الوجود العام والخاص لكل الشخوص فيها.
والرواية عند "ميلان كونديرا" في كتابه "فن الرواية" ص 134 "هي شكل نثري كبير يرتاد فيه المؤلف عن طريق الشخصيات بعض مواضيع الوجود".
والرواية عند نصر محمد ابراهيم عباس بأنها "فن انساني يعكس الواقع".
اذا الرواية مهما كانت كلاسيكية او حديثة لابد ان تحكي قصة بأسلوب ما، وبتقنية ما تعكس واقع المؤلف ومحيطه، وقد يستطيع المؤلف ان يخرج الرواية من طقوس الارتهان اليومي والعادي او يحافظ عليها.
واذا عدنا الى مبادىء النقد الادبي لابد ان يكون بناء، ويسعى الى الكشف عن قيمة العمل اذ حسب ما ذكر سيد قطب في كتابه "النقد الادبي اصوله ومفاهيمه" ص 133 من ان "النقد يسعى الى الكشف عن القيمة الادبية والتعرف على العوامل النفسية التي ساعدت عليها".
وتأسيسا على ما سبق فلابد ان نحترم تجارب الآخرين مهما كانت دون تهميش او تقليل، ولا نصف من كتب رواية بأنها توثيقية فقط.. فالنقاد يعرفون ان الرواية عالم من التوثيق والتاريخ وزمن الحياة الحاضرة والماضية.. فالرواية عالم متعدد الاصوات يعبر فيها المؤلف عن رؤيته.
وصحيح اننا لا نستطيع ان نطلق لقب روائي على الكل، لكن يمكن ان نطلقه على من كتب رواية، وتاريخ الادب يعج بذلك فمثلا لا حصرا "اميلي برونتي" وروايتها "مرتفعات وذبرنج"، والى حد ما "زينب" للدكتور هيكل و"الحزام" لاحمد ابو دهمان.. فلا شرط ان ينتج الكاتب اعمالا عدة.
ثم ان الكتابة ليست جمعية تعاونية لانتاج رواية سعودية.
وكنت اتمنى لو ان الاستاذ خال اوضح ذلك الشرط الفني الذي حرم الحميدان من شرف الانضمام الى قائمة الروائيين بمفهومه وانه اكتفى بالريادة.
اكرر هنا انه لا يجوز ان نرى انفسنا فقط في مرآتنا دون النظر في مرايا الآخرين فنراهم كما نرى انفسنا، والا نستسلم الى تضخيم الانا التي تقزم الغير.. لأن ذلك يبعدنا عن الرؤية الصائبة ويزيد من توحش الانا الذي يؤدي الى الانكفاء على الذات وتنصيبها على عرش الرواية.. وعلينا ان نبتعد عن تعارضات الوعي التي تمنع الانفتاح الروائي الذي نسعى اليه بمزيد من الثقة دون التركيز على العيوب والنواقص بتغيرات جاهزة ومكررة، لان المشهد الروائي السعودي لا يمكن عزله عن بعضه فهو يشكل وحدة تقوم على ملامسته الحياة، واستنباط عوالم خاصة جديرة بالاهتمام مهما كانت.

+++
ممدوح القديري

+++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved