Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
الملف
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 

لماذا تأجل اللقاء؟
إبراهيم بن سعد الماجد

 

 

فجعت أيما فجيعة عندما بلغني نبأ رحيل الأخ الصديق علي آل عمر عسيري - رحمه الله - وهو في أوج عطائه الفكري والأدبي، دون أي مقدمات لهذا الرحيل المؤلم، رحل وأنا أنتظر لقائي به الأسبوع القادم في الرياض حيث اتفقنا (أنا وهو) على هذا الموعد قبل أسبوع من رحيله، لكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يرحل ويتأجل اللقاء ليكون بإذن الله في الفردوس الأعلى، رحل المواطن الصالح الذي يؤثر على نفسه من أجل الوطن وخير الوطن وبكل صمت، رحل الأديب الشاعر والمثقف الواعي ونحن في أمس الحاجة إلى مثله علماً وخلقاً وعطاءً، لقد كان مثالا في أخلاقه.. عفيف اللسان سليم الجنان.. إذا تكلم أوجز، وإذا أوجز أفاد، لا يمكن أن يقاطعك حتى ولو لم يرق له كلامك، هادئ في كلامه كما هو هادئ في أفكاره، قد يخالفك لكنه لا ينازعك. قبل شهرين كان في زيارة للرياض، وقد التقيته وتناولنا طعام الغداء معاً بحضور الصديق المشترك الدكتور عبد الله الطاير، وكان - رحمه الله - يحدثني عن طموحه ويرغب مني مشاركته هذا الطموح.. كان لا يطمح إلى ثروة يحققها بقدر ما كان يتمنى أن يخلف عملاً يذكر به بعد رحيله فيكون نوراً له في قبره.. بنبرة أدركتها اليوم قال لي: يا أبا عبد الله الدنيا ما تستحق منا أن نتعب أجسادنا وأفكارنا من أجلها سنعمل على ما يرضي الله دون مزيد من عناء وسيكون التوفيق حليفنا ما أخلصنا النيات، كان طموحه كبيرا في أن يحقق من خلال عمله الإعلامي الخاص إنجازات وطنية مفيدة للوطن والمواطن، وكنت أقول له إن مثاليتك هذه كبيرة لا يحتملها إلا أولو العزم من الرجال المخلصين الصابرين، وبتواضعه المعهود يقول معك يا... سيكون الإنجاز كبيراً وسنحقق ما نصبو إليه وما تتطلع إليه قيادتنا منا ويكرر: الإخلاص هو مفتاح أي نجاح.

ويرحل ولوعة فراقه تعصر القلب وسمو أخلاقه أمام ناظري في دروسه المنهجية التي رسخت في ذاكرتي ولا أعتقد أن الزمن سيمحوها مهما تقادم، رحل وكان حاضراً طوال نومي لليلة الأولى من رحيله في حضور عجيب يجعلني فرحا بأنه بإذن الله يتنعم في جنات النعيم. رحمك الله أيها الصديق الصادق الأمين وخلف علينا وعلى أهلك خيراً وجمعنا الله بك في الفردوس الأعلى.

Almajd858@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة