Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
مداخلات
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 

أُنثى السنا
شعر/ عبدالله محمد باشراحيل

 

 

يا (ليلُ)

لو تدرينَ

عن شوقي

وعن حبِّي الدَّفينْ

أنا من رآكِ

كأنكِ الحلمُ الشَّهيُّ

بدوحةٍ خضراء، يا شقراءُ

في ثوب المساء

تستاف من نسم الهوى

من ردّ أنفاس الشَّذى

كالمهرة الجذلى على ظهر المدى

وأنا أحدِّق للندى

يسقي خدودكِ والجبين

يا ديمتي الأحلى على جبل السنين

سيفان في عينيك حين تجرّدين

فما علي، إذا خَرَجْتِ، وإن طَعنتِ

فقد وُجدت، تقتِّلين

ما زلت في شرخ الصبا

من نبتِ أزهارِ الرُّبى

وفتون كل الأولين

فلكِ الجمال، لك الدَّلال، لك الجلالْ

ولكِ الفتون لكِ الكمالْ

لكِ كلَّ ما خلق الإله

لكلّ ربَّاتِ الحجال

فلا شريككِ في الجمال

فأنتِ سحر القادمين

وأنتِ من نُطَفِ السَّماءِ

وما خُلقتِ من التُّراب

ولا الأديم، ولستِ طينْ

من أيِّ شيءِ قد خُلقتِ وأيِّ (جين)؟

بعضٌ يراكِ من المنى

والبعض ظنَّك من لُجَينْ

وانا أراك من السَّنا

من حور عين

يا (ليلُ) يا عمر الرَّبيع

إذا تركتِ لنا الشَّقاء

يقارع الصَّيفُ الشتَّاء

وتدور إنْ لم تعطْفي

حربٌ ضروس

حربُ الكواكب للشُموس

وتعود في بكرٍ وتغلبَ عُنوةً حربُ البسوس

كلّ يطالبُ بالعروس

حتى إذا دبَّ الفناءُ

ومات كلّ العاشقين

سترينَ أني لم أزل حيّاً

وسيفيَ في يدي وستعرفين..

بأنني وحدي أبدتُ قبائلاً، وعشائراً

أحرقتُ من خوفي عليك

ممالكاً، ومدائنا

قتلتُ من نظروا إليك بطرف عين

لترينَ أني من أحبكِ، وافتداكِ من الذين

هم من ضواري الوحش في الإنسان

يا من صرتِ بلقيس الزَّمان

مليكةٌ حكمت سبأ

والهدهد استرق النبأ

هذا المحبُّ يريدك السَّكنَ الأمين

أتقبلين به قرين؟

ردَّت على ملأِ النُّجومْ

إني المليكة

والمليكة مهرُها مهرٌ عظيم

مهري يكون البَدرُ في يديَ الشمال

والشَّمس في يديَ اليمين

قال ارتضيتُ

وسوف أهديك المنى

من قطف ضوء المستحيل

ليلاي إن شئت المزيد

أزيد عما تطلبين

قالت جميعُك ما أُريد

وأنتَ أقسمتَ اليمينْ

بجنةٍ تحوي الثَّمين

إني ابتليتُكَ كي أرى قدري المكين

بل أنتِ يا ليلى بقلبي تسكنين

ورضاك في نفسي

رضاء العالمين


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة