الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 9th August,2004 العدد : 71

الأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

قصيرة النفس والعمر والحضور
الظواهر الأدبية بالسعودية.. لماذا تغيب.. ولا تتجاور؟

أين جيل السبعينيات في القصة القصيرة بالسعودية اليوم؟ عشرات الأسماء اختفت، لم يبق من هذا الجيل الذي أسس فنيا للسرد الحديث بالمملكة سوى بعض الأسماء التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة؟ الأمر نفسه ينطبق على جيل شعراء القصيدة الحداثية الذي برز في مرحلة الثمانينيات من القرن العشرين، وعلى كتابات القصة القصيرة التي شهدت بزوغا كما ونوعا من منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات، وأيضاً على قصيدة النثر التي بزغت في مرحلة التسعينيات واختفت بشكل يكاد يكون كليا اليوم.
فما هي أسباب موت الظواهر الأدبية بالسعودية؟ ولماذا هي قصيرة النفس والعمر؟ ولماذا تختفي ولا تتجاور؟ لماذا تطمس الظاهرة الجديدة القديمة؟ إنها إشكالية فريدة من نوعها تنفرد بها المملكة بالقياس إلى البلاد العربية الأخرى التي قد تستمر فيها الظاهرة الأدبية متوهجة أكثر ما يقرب من نصف قرن كقصيدة النثر في لبنان، أو الرواية والقصة القصيرة في مصر، أو قصيدة التفعيلة في أقطار عربية متعددة كالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
لم يبق من ذكر لجيل السبعينيات القصصي سوى أسماء محمد علوان، وحسين علي حسين، وجار الله الحميد، ومحمد المنصور الشقحاء، وعبدالعزيز مشري، وعبدالله باخشوين، وهذا الحضور لهؤلاء القاصين على مراحل وغير متوهج دائماً.. وربما ترد بعض الأسماء الأخرى، لكن هذا الجيل ومن تبعه من جيل الثمانينيات كان يحوي أكثر من 200 قاص وقاصة.. حتى ان الأديب الساخر عبده خال يصف تلك الفترة المتوهجة بأنه كان هناك قاص لكل مواطن. ويعزو القاص والروائي أحمد الدويحي ذلك الغياب إلى قلة الاهتمام النقدي والقرائي بالقصة القصيرة، ووجود تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية وواقعية دفعت المبدعين إلى تركيز الانتباه على ما يصور المرحلة نفسها، فاليوم نحن في مرحلة كتابة الرواية، فترى أن هناك نوعا من الازدهار لهذا الفن في السعودية اليوم.. لكن أهم ما حدث في مرحلة السبعينيات في رأيي يتابع الدويحي هو وجود كم هائل من القاصات والقاصين، وعبرهم تغير فن القصة ولم يعد خطاباً وعظياً أو تنويرياً.. أصبح فناً سردياً له رحابته وخلق التعددية؛ لأن كُتَّاب القصة جاءوا من بيئات مختلفة ومتعددة فصنعوا نوعاً من التعددية والهموم الثقافية التي ربما لم تكن تتجاوز غربة المكان، والأهل، ومراقبة التحولات التي حدثت في المجتمع السعودي.
أما القاص محمد المنصور الشقحاء، أحد قصاصي السبعينيات البارزين، فيعلل انسحابه، وتواري هذا الجيل إلى حالة الإحباط التي صادفها ويقول: انتهيت من قراءة (حكاية الحداثة) للدكتور عبدالله الغذامي، وللأسف لم يتطرق للقصة القصيرة، تطرق فقط للجانب الشعري من الحداثة ولأسماء مثل محمد العلي، وعلي الدميني وعبدالله الصيخان، ولكنه لم يتطرق للتحولات الفنية عند كُتَّاب القصة مثل: حسين علي حسين، ومحمد علوان، ومحمد علي قدس، وفهد الخليوي وهو الجيل الذي تجاوز مرحلة (العقدة والحل)..
ويضيف الشقحاء: لقد قدم هذا الجيل (حداثة متجددة) ما تطرق لها الغذامي نهائياً.. ولا أدري ما المشكلة؟ هل لأن الشعر مرتقاه سهل؟ هل شعر هذا الجيل بإحباط، وهل صدم في الدراسات النقدية التي لم يتغلغل فيها النقاد داخل النص؟
ويبين الشقحاء سر تواري هذا الجيل بقوله: لقد اكتشفت ما بين السطور، صار لدينا شيء من الإحباط، لكن رغم ذلك نتمنى أن تتناول الدراسات النقدية جوانب مختلفة لدى هذا الجيل، منها على سبيل المثال الشعرية لدى حسين علي حسين، والمدينة عند الشقحاء، والقرية عند عبدالعزيز مشري.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved