مكة عاصمة الثقافة لعام 2005 تنادينا
* د. ليلى صالح زعزوع
|
شدتني دعوة الأستاذ الدكتور ناصر الصالح مدير جامعة أم القرى بأن الاحتفال بمكة عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2005 ليس خاصاً بمكة بل هي مناسبة خاصة بالمملكة ككل وعلى ذلك يشير الى أنه خاطب امارات المناطق والجامعات والجمعيات العلمية السعودية والجهات الثقافية والأدبية بالمملكة لاعداد برامج تنفذ في جميع مناطق المملكة العربية السعودية احتفالاً بهذه المناسبة الغالية. وقد أوضح ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة شكل هيئة عليا برئاسته لبرنامج لهذه المناسبة.
وقد كان احتفاء جميلاً تشكر عليه الندوة الجغرافية الثامنة لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة العربية السعودية التي عقدت في رحاب قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية تحت شعار (الجغرافيا وتحديات التنمية الشاملة) والذي يرأسه الأستاذ الدكتور صالح الشمراني بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ان أدرجت ضمن محاورها اختيار مكة عاصمة للثقافة الاسلامية.
لكن مكة المكرمة شرفها الله تنادينا جميعاً وليس أهل مكة فقط ومنطقتها لأنها عاصمة الثقافة الاسلامية 2005 لكل المسلمين ومطلوب منهم أن يشاركوا فيها من داخل مناطق المملكة العربية السعودية وخارجها. فهذا واجب على المسلمين.
وجميعنا نضم صوتنا لمدير جامعة أم القرى فمكة المكرمة شرفها الله عاصمة لكل العالم الاسلامي حيث البيت العتيق مهوى الأفئدة.
نحن في حاجة كأمة نعيش في عصر تكالبت علينا فيه الأمم ان نعرف معالم ديننا ومكانة مدينته الشريفة مكة المكرمة التي شرفها الله عز وجل للعالم، فنحن أمة فضلها الله والعالم يعيش في جاهلية معاصرة بخوائها الروحي نطالب فيها ان نسمع صوت الحق للعالم أجمع من مكة المكرمة خير البقاع وأشرفها الذي أقسم الله بها في سورة التين آية 3 {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} وقال تعالى {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} (1) سورة البلد.
يروي أحمد: 305:4 وغيره بسند صحيح عن عبدالله بن عدي بن الحمراء أنه سمع رسول الله عليه السلام وهو واقف على راحلته بالحزورة من مكة يقول: (والله انك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني خُرجت منك ما خرجت).
وقد سعت منظمة اليونسكو لكونها أحد أهم مراكز الثقافة والتعليم في العالم للتقارب بين الشعوب بالاهتمام بالتربية والعلوم والثقافة وذلك من خلال الاهتمام بالثقافات والحضارات والتراث الثقافي الانساني فكانت الدعوة الى المحافظة على هوية الثقافة الوطنية من خلال الاحتفاء بفكرة توظيف عواصم الثقافة العربية فانبثقت فكرة العواصم الثقافية منذ ثمانية عشر عاماً في المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية، الذي عقد في المكسيك عام 1982 ميلادي والذي تم فيه التأكيد على أن تكون هناك عاصمة ثقافية لكل مجموعة من المجموعات الاقليمية بالمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، كي تكون عاصمة ثقافية عربية لمدة عام للاسهام في التعريف بالثقافات والحضارات المختلفة حتى يساعد ذلك على تلاقي الثقافات وتمازجها بما يعمق شعور الإخاء والتعاون البشري لشعوب العالم لتحقيق الأبعاد الثقافية الاقليمية التالية الذي يتضمن:
* تنشيط المبادرات الثقافية الخلاقة، وتثمين الرصيد الثقافي والمخزون الحضاري من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية، يتم اختيارها من قبل المدن.
* إبراز القيمة الحضارية للعاصمة المختارة، ونشر شعاعها على الصعيدين الاقليمي والعالمي، وتثمين ما تزخر به من تراث متنوع، والاشادة بدورها الرئيس في دعم الابداع الثقافي والفني والفكري.
* الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والتعايش السلمي فيما بينهم، وتعميق الحوار الثقافي مع الاعتراف بالخصوصية الثقافية.
فكيف لا نحتفي بمكة المكرمة حرسها الله عاصمة للثقافة عام 2005 في أطهر وأقدس موضع اختاره الله بعنايته الإلهية لبيته العتيق حيث الأرض الطاهرة ومهد العروبة ومشرق الاسلام وضع للناس في الأرض لعبادته وهي أفضلية تمايز بها عن غيرها من الأماكن أو بيوت العبادات في الديانات الأخرى وكم نحن بحاجة في ظل الهجمة الشرسة على معقل الاسلام الى ذلك لنعرف عالمياً فهل نحن فاعلون.
* www.drlailazazoe.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
