الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 9th August,2004 العدد : 71

الأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

(قصة قصيرة)
النسبة

* محمد بن صالح القرعاوي
في ذلك اليوم الذي يعتبر بوابة الأمل بعد نهاية الامتحانات النهائية للثانوية العامة، رصد خالد في داخله أنواعاً عديدة من القلق..! تعرف عليها من خلال تردده على مبنى الجريدة... من بداية مساء ذلك اليوم.. فهو لم يثق بأخبار الإنترنت بعد.
حاول أن يرفع صوته في وجه حارس أمن مبنى الجريدة.. لكن.. نظر الى ساعته..! الوقت ما زال مبكراً.
رجع الى سيارته قلب تلك الملفات الخضراء.. دخل في دوامة تفحص الأوراق التي بداخلها.. بطاقة الأحوال،.. التعريف.. صور شمسية انها مقبولة نوعاً ما.. ليتها كانت بالغترة الحمراء.. لا يهم.. ولكن...!
أين تلك الوثيقة... مصدر القلق...!! تنفس بعمق...
من أين أبدأ رحلتي...؟ (بداية جميلة لقصيدة ما)...!! هل هذا ليس وقت الغناء؟
تزاحمت الأفكار في رأسه.. القى من على جسده تلك الكرة فوق المسندة التي تعلو مقعد السيارة.. آه.. كيف لي ان أطيق هذه الكرة التي احملها معي..؟ ليت لها صنبور أفرغ هذه الهموم التي تشغلني...!! فمن أقلها هذا السيارة التي ما برحت تلتهم ما حل في جيبي.. أو مسؤولية اولئك الأخوة الذين لا عائل لهم غيري.. أم تلك الأم الحنونة الصابرة على عللها وأمراضها.. أم.. فجأة...!! حارس الأمن يطرق عليه النافذة...!
بادره الحارس بسؤاله عن اسمه واسم مدرسته...! فحارس الأمن رأف بحاله.. حيث كان يتابعه بنظراته.. منذ وقوفه بسيارته قبل أربع ساعات.. تلفته على مبنى الجريدة.. خروجه من السيارة.. وقفته بجابنها.. والنظر الى ساعته.. عودته الى السيارة.. التململ الذي يجعله يرمي تلك الكرة على مسندة المقعد..
وما هي إلا لحظات وعبر هاتف البوابة.. غنت بلابل النجاح فوق رأسه.. أدار مفتاح تشغيل السيارة.. هم أن ينطلق بسرعة.. ولكن..!
المستقبل.. أين...؟ أعاد أغنيته القديمة..!!
كيف أعرف النسبة أو على الأقل التقدير.. رجع الى حارس الأمن وشكره وقال سوف أعود بعد قليل..
لبى دعوة نفسه على عشاءٍ فاخر... وقع في حيرة أن يذهب للعشاء،.. بعد نظرة خاطفة لتلك الملفات الخضراء.. وإلى جيبه شبه الخالي إلا من قلم عتيق.. ردد بعدها.. شاورما.. شاورما..!!
عبر ذلك الطريق الذي ضاعت معالمه في رأسه.. نسي العشاء الفاخر.. محلقاً في الفضاء المتناهي لناطحات السحاب.. وتلك السيارات المسرعة.. والأسواق المفتوحة بأنوارها اللامعة.. الزي الوطني معدوم هنا..!! كيف..؟ نظر الى صور للمستقبل.. وحين يستلم أول مرتب لوحة أمامه تنبه إلى الدوران الى الخلف.. رجع!!
وقف عند حارس الأمن لمبنى الجريدة.. فتح نافذة السيارة.. ليس بعد..!!
أومأ براسة..!!.. واشار حارس الأمن الى ساعته...!!
رمى بغترته الحمراء على تلك الملفات الخضراء.. تذكر فياض الصمان..
أوه.. أخضر.. أحمر.. أبيض...
هادى سيارته في محاذاة الرصيف.. وقف غير بعيد عن مبنى الجريدة..
كتب على صورة البطاقة (من أين أبدأ والظنون تقتلها الظنون) تسمرت عيناه على هذا المقطع.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم...!!
معرفة النسبة تحدد الواسطة.. ولكن..!! .. يا حسرة.
تصور اعلان القبول في الجامعة وتحديد النسب...
كان يقف بين تلك الجموع.. تحديد الرغبات.. ولكن..!!
نظر الى ذلك المقطع...!! من حيث لا يشعر قام يكتب..
في زماني حين تصطف المناكب..
فالتساوي.. ليس إلا صورة..
تتبدل حين تجتاح المكاتب..
فلحرف الواو سحر..
يتشكل.. حسبما تعلو المراتب..
ولحرف الواو عطف.. ابوي
نحو من كان على نسبته تعلو الشوائب.. توقف وعلى وجهة وجوم.. كيف.. كيف كتبت هذا؟ هل ستمر بي هذه المرحلة..؟
ربما..!!
فجأة سمع صوت صرير كفرات سيارة مرت بجانبه...!!
تسمرت عيناه على تلك السيارة الفارهة..!! وهي ترمي بقايا الوجبات السريعة..
رمى بتلك الكرة التي تعلو جسده على تلك الملفات الخضراء..
انتبه فجأة..! حين وقعت عليه ورقة المخالفة.. وقوف ممنوع...!!
* الرياض 1531425هـ
dalo46@yahoo.com
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved