الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th October,2006 العدد : 174

الأثنين 17 ,رمضان 1427

الشنطي.. والحياد الفكري والنقدي!
خالد أحمد اليوسف

لم يخطر لي يوما أن أكتب شيئا عمن يكتب عنا! عمن يتابع نتاجنا وحركتنا الأدبية ثم الثقافية ثم التعليمية، عن أستاذ في الأدب والنقد والعلم والتعليم، عن نموذج إنساني وعملي في حديثه وكتابته وقراءته! ولن أتمادى للدخول في ردهات المدح والإطراء والثناء وهو يستحق أكثر من ذلك، لكن بما أن الواقع هو الحديث عن تجربة الدكتور محمد بن صالح الشنطي التي أثرت حياتنا الأدبية والثقافية، من خلال عشرات الكتب التي تشهد بذلك، وعشرات المحاضرات والندوات والمناقشات والمشاركات العلمية والجامعية الأكاديمية، ثم عن مغادرته وطنه الثاني ? الأجدر أن نقول وطنه الأول وقد عاش فيه قرابة الأربعين عاما، وقد هزني هذا الخبر شخصيا وسيبقى حبيبا إلى القلب حتى لو كان بعيدا، فإنني سأتحدث عما أعرفه عنه وهو جدير به.
للدكتور الشنطي محطات في حياتي وعلاقتي به متفرعة، قرأته مع بداية الثمانينيات الميلادية في صحافتنا المحلية: اليومية والأسبوعية، ثم امتدت لتصل إلى المنابر والأمسيات والندوات والمحاضرات التي أثراها بعلمه، وقدرته الفذة في تحليل ومتابعة الأدب السعودي عامة والنثري منه خاصة، وبرز هذا في كتبه التي صدرت وأصبحت مرجعا لمن بعده، وشاهد هذه المرحلة إعانتي له في مواد الدراسات: المجموعات القصصية والأعمال الروائية والدواوين الشعرية، وما زلت أذكر مروري بمطار حائل في أحد الأيام وتسليم أحد الركاب ملفا كاملا وقد امتلأ بمصورات شعرية سعودية لكي يسلمها له بعد نزوله ولقائه به.
المرحلة التالية بداية دخوله التأليف المنهجي الجامعي وقد وثق بي وعهد إلي بمخطوطة كتابه: فن التحرير العربي كي ابحث له عن ناشر يتولاه، ودون أن ادري تحولت إلى ناشر وموزع وإداري مالي، حيث إننى توليت كل هذا في الطبعة الأولى له، ثم توصلت إلى ناشر جيد في المرحلة الثانية، إلى أن فوض إصدار كل كتبه إلى دار الأندلس في حائل، حيث انهالت كتبه المنهجية وتتالت لتشمل كل الأدب العربي والأدب السعودي خاصة.
واستمرت علاقتي المرجعية والمصدرية في مده بكثير من نتاجنا الأدبي، وشارك معي في كثير من أعمال نادي القصة السعودي كالتحكيم والدراسات والفحص، ثم في أول حفل تكريم له عبر نادي القصة السعودي وهي من الأمسيات الناجحة رغم كيد الفاشلين، لأنني راهنت على ضرورة قيامها ودعوة كل النقاد والأدباء والمثقفين لها، ثم في تقديم تذكار يليق به وبتجربته، وحاول من حاول إفشال تلك الأمسية لكن فضل الله فوق الجميع، وقد فتحت له أمسيات تكريمية أخرى وهو يستحق اكثر من ذلك.
المراحل الأخرى الصداقة التي اعتز بأستاذيته لي فيها وفي طريقة التعامل الحضاري نقاء وصفاء، ورغم كل هذا لم أشعر في يوم ما انه قدم كاتبا على كاتب، أو فضل وحابى المقرب على البعيد، الكل لديه مبدع وفنان وفيصل ذلك نتاجه، وقد ضرب بهذا الأسلوب أروع مثال على الحياد والجدية، والابتعاد عن التحيز والمصلحة الخاصة ولمست هذا رغم قربي منه مع نتاجي القصصي، وقد تناوله كما يتعامل مع الإصدارات الأخرى.
أما بخصوص منهجه الكتابي والنقدي والتحليلي، فإن أي قارئ لكتاباته سيلمس بشكل واضح الحياد والاستفادة من كل المدارس والمناهج النقدية، ليس تقليدا أو ذوبانا وإنما تسخيرا واستفادة في مكانها، ووضع كل منهج في موضعه، وقد أفاد المبدعين برؤيته النقدية التي لا تعرف المجاملة، وكشف رؤى جمالية في كثير من النصوص النثرية والشعرية، إلى أن أنصف إبداعنا وقارنه بالإبداع العربي، ثم توصل إلى تقديم شهادات كثيرة من خلال كتبه عن النصوص المميزة التي تأتي في مصاف الكتابات العربية المتقدمة، وهو بهذا الموقف يكون شاهدا على نتاجنا وعطائنا ومراحل التحول والتطور الثقافي الماضية والقادمة.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
حوار
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved