الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th October,2006 العدد : 174

الأثنين 17 ,رمضان 1427

الشنطي سيبقى في الذاكرة
محمد بن عبد الرزاق القشعمي

بدعوة كريمة من الأخ الأستاذ عبد السلام الحميد الذي يحتفي بأستاذنا الناقد محمد صالح الشنطي بمناسبة انتهاء عمله بالمملكة الذي استمر ثلاثة عقود من تبوك إلى حائل حيث استقر مؤخراً مدرساً في كلية المعلمين ناقداً متابعاً لكل ما يصدر في المملكة وبالذات ما يتعلق بالسرد من قصة أو رواية.. وقد ألف الكثير من الدراسات والبحوث التي استفاد منها الكثير من طلبة الدراسات العليا وغيرهم.
لم يبق الشنطي كغيره مكتفياً بما يكلف به من عمل أو يشغل فراغه كغيره للكسب المادي على الأقل كمدرس خصوصي لملاحقة الكسالى والمقصرين من الطلبة، بل اعتكف في منزله ومكتبه بالكلية ليدرس الإنتاج الأدبي المحلي قصة وشعراً ورواية، فقد درس هذه الأعمال دراسة جادة أخرجها لنا في كتب عدة ستبقى للأجيال القادمة.
إنه يذكرني بالأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر (1340 1417هـ) عندما قدم للممكلة مع بداية افتتاح جامعة الملك سعود بالرياض وعكف على هامش عمله الذي قدم من أجله على جمع ودراسة المطبوعات منذ عرفت الجزيرة العربية المطابع. نشر ما جمعه بمجلة (العرب) بتشجيع ومؤازرة من أستاذ الجيل حمد الجسار رحمهما الله تعالى وأخرج لنا هذا العمل بعد ذلك في مجلس بعنوان: (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) وأعاد نشرهما الشيخ حمد الجاسر بعد سنوات بأربعة مجلدات عام 1418هـ 1997م وبقيت مرجعاً مهماً لجميع المهتمين.
أعود للأستاذ الشنطي ولست مودعاً له فلن يبتعد عنا بل هو في قلوبنا وذاكرتنا التي لن تنساه فسواء عمل في الأردن أو أي قطر عربي سيكون متواصلاً مع الساحة الثقافية، وقد ترك إرثاً عظيماً ليس لهذا الجيل فقط بل للأجيال القادمة لرصده الحركة الأدبية في المملكة في مرحلة ازدهارها ثلاثين عاماً (1397 1427هـ).
لقد كان تواضعه وبساطته مما حببه للجميع، فقد كان يحرص على حضور المناسبات الثقافية ويشارك بفعالية وصدق في جميع أنحاء المملكة فقد قابلته لأول مرة بالباحة صيف عام 1420هـ 1999م في حفل إقامه فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة احتفاء وتكريماً للراحل عبد العزيز مشري حيث شارك الأستاذ الشنطي بالحفل بمداخلة خاصة بمشروع المشري الروائي.
وأذكر من بين الحضور الأساتذة: علي الدميني وصالح الصالح ومعجب الزهراني وقينان الغامدي ومعجب العدواني ومسفر الغامدي وغيرهم، وكان الأستاذ علي صالح السلوك عافاه الله وشفاه مرافقاً دائماً لا يكاد يفارقنا منذ وصلنا وحتى مغادرتنا للباحة وكان وقتها عضواً بارزاً في مجلس إدارة النادي الأدبي هناك فوجوده معنا كاحتجاج لموقف النادي في انتقاده لتكريم المشري.
على أي حال لقد تعرفت على أستاذنا الشنطي في هذه الزيارة وتعمقت العلاقة فيما بعد في مناسبات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالرياض.
فتحية تقدير وإجلال وعرفان للشنطي في حله وترحاله، وشكراً له على ما قدم للساحة الثقافية في بلادنا وغيرها.
وأخيراً فباسم كل مثقفي هذه البلاد سواء من قرأ لهم أو كتب عنهم وغيرهم نرجو من أستاذنا الشنطي أن يعمل ما عمل الراحل جبرا إبراهيم جبرا عندما قدم لبغداد بعد هزيمة العرب في حرب فلسطين 1948م وخرج مع من خرج ليستقر في العراق أستاذاً في معهد المعلمين وغيره وكتب الكثير عن هذه الذكريات بدءاً من (صيادون في شوارع ضيقة) ونهاية ب(شارع الأميرات) مروراً بالكثير من الأعمال ومنها اشتراكه مع الراحل عبد الرحمن منيف.. رحمهم الله في رواية (عالم بلا خرائط).
نريد من الأستاذ الشنطي أن يكتب سيرته أو مذكراته منذ وصل المملكة وحتى غادرها.. له من الجميع التحية والتقدير وإلى اللقاء معه في فلسطين إن شاء الله.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
حوار
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved