الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th October,2006 العدد : 174

الأثنين 17 ,رمضان 1427

إسار الشعر وحرية الرواية
* المجلة الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
للأديب الدكتور غازي القصيبي حالته الخاصة مع الابداع، إذ يلمح القارئ ودون عناء فرادة الطرح المشبع دائما بالنقد المفضي إلى حقيقة البوح الذاتي، فحينما تحاصر الانسان المصاعب لا يمكن له أن يجاوزها إلا بمساعدة ذلك الأمل الذي قد تتركه لحظات التنوير الأخير للأحداث والشخوص في ثنايا أعماله المتنوعة من قصة ورواية وشعر.
فالقصيبي عرف منذ عقود بوصفه شاعراً فذاً، نسج من مخياله الشعري ضفائر، زاهية تكشف حجم ولعه بالمفردة الشعرية العذبة، بل نراه وقد أطرب في إلقائه وتجليه المنبري، فأصبح الشعر وغازي حالة إبداعية عذبة، وشعور وجداني آسر، لا ينفك واحد عن الآخر.
إلا أن القارئ المتصفح لنماذج القصيبي الشعرية يكتشف أنه أمام ترابط منهجي وثيق، يؤصل لفكرة ان القصيبي وقع في الأسر الشعري منذ وعيه الأول، فلم نعد نميز أيهما الشعر أو الشاعر، لأن هذا التلاحم بين شخصية الشاعر وعطائه ظل يحافظ على وهج العلاقة مع الانسان المتلقي.. ذلك المخلوق البسيط الذي يحرك قريحة الشعراء المترعين بالنبل، والصدق في المشاعر، والعبارات شعرا، أو خطاباً.
لم يكتشف أحد من النقاد أو القراء حالة القصيبي الابداعية إلا بعد أن خاض غمار تجربة العمل الروائي، إذ تمثلت هذه الحالة بأن شاعرنا الجميل يقع فعلا في أسر الشعر الذي لا يمنح عادة أهله حرية البوح بما يريدون، فالرواية هي التي أحيت هذا الاعتقاد وأنعشته كثيرا، فأصبحنا أمام فتح جديد تمثل في صدور الرواية تلو الأخرى، فيما أصبح الشعر ثانويا لدى مبدعنا الفذ، فلعله اكتشف الحقيقة التي تكمن في العمل الروائي كونه الفضاء الأرحب لأن يبوح المبدع بما يرد، على عكس الشعر الذي يأسر قائله أو يحدد إقامته في منازل الحدس والظن والتخمين. إذن شاعرنا وروائينا الفذ القصيبي تحرر من إسار الشعر، بعد أن خرج إلى فضاء الرواية لنراه وقد سجل حضوره الابداعي اللافت، ليصبح وبجدارة واقتدار مثالا حيا على انتصار الابداع في روح شاعر ظل أسيرا لشعرية لم تعد ممكنة في ظل هذا التماوج الحكائي الذي يجتاح إلى حكاء مفوه يفوق في قدراته أي شاعر صاهل في قوافي القصيد. فالقصيبي مبدع أيا كان لون إبداعه شعراً كان أم رواية هو في خانة التميز دائما.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
حوار
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved