الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th January,2005 العدد : 91

الأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

هذه ملاحظتي على مطالعات الشمري
ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه السطور. خاصة وأنا ممن يعتقدون، أنه ليس من الذكاء في شيء، أن يعلق الكاتب على ما قد يكتب عن عمله من نقد وتحليل، وخاصة أيضا وأن النقد بحد ذاته ينطوي، من بين أشياء أخرى، على تقديم للعمل وربما يساعد في الترويج له بطريقة أو بأخرى. وأنا، هنا، لا أعتبر هذه السطور ردا بأية طريقة على ما كتبه الأستاذ عبدالحفيظ الشمري من نقد ل(النساء قادمات) وبهذا الخصوص له مني كل شكر وتقدير. والشكر موصول، بطبيعة الحال، إلى جريدة الجزيرة والملحق الثقافي والقائمين عليهما.
ما أود لهذه السطور أن تحمله عني؛ ملاحظة لي على ما ورد في الفقرة الأخيرة من نقد الأستاذ الشمري؛ مقتبسا عباراته (... إلا أن هذا الفضاء لم يخلق مناخا رحبا تتوازن فيه عناصر الرواية وفنياتها الضرورية.. تلك التي تعتمد على الخيال الفني وعنصر التشويق والمفاجأة؛ فلو أخذنا، على سبيل المثال، حكاية المقهى، التي دارت بين رولا وسالمين، نظل أمام سر حمدي، الذي يخبيه الرجل؛ لكن هذا السر لا يمكن أن يكون مفاجأة يمكن أن يعول عليها، لتظل هذه الحكاية عالما آخر ينتهي دون ارتباط فني بما سواه؛ لتتشكل حكاية أخرى تمثلت في القبض على سالمين برفقة الفتاة رولا.. إلخ).
قبل أن أوضح موقفي مما قاله الأستاذ الشمري في الاقتباس أعلاه، أود، مغتنما الفرصة، أن أقدم للعمل. كما لو أني من مكاني متسمرا أمام الشاشة، كنت أهذي بلغة في غاية البساطة والعفوية، للقراء العاديين إن وجدوا بمشاهد (النساء قادمات)، التي تتناول، بطريقة ساخرة وربما مبتكرة، الصراع الخفي بين الانداديات؛ المرأة العربية الحديثة، وحزب الرجل الأوحد. حيزها المكاني مفتوح يشمل الوطن العربي كله؛ عملا بالتقنية الموغلة بالقدم: (حتى يتفرق دمه بين القبائل). أما حيزها الزماني فيتحدد في بقعة زمنية ضيقة جدا لا تتجاوز 36 ساعة. ليس هذا وحسب. (النساء قادمات)، رغم ضيق بقعتها الزمنية، تعج بكم كبير ومتلاحق ومتسارع من أحداث خطيرة؛ تنطوي، فيما تنطوي، على عمليات إرهابية ومحاولات محمومة لسرقة الملف الطبي لسالمين؛ الشاهد الوحيد على حريق مبنى حزب الرجل الأوحد، ومن ثم محاولة قتله والتخلص منه، حتى ليخيل للقارئ أن الشخصيات في لهاث متواصل للحاق بالأحداث، كما لو أنها في سباق مئة متر حواجز.
الآن ما هي ملاحظتي على الفقرة الأخيرة من نقد الأستاذ الشمري؟ ببساطة شديدة، الأستاذ الشمري يتكلم في هذه الفقرة عن حمدي وما يخبئه وعلاقته بالبناء التشويقي للرواية. في واقع الرواية، حمدي ليس له أية علاقة بأي بناء تشويقي إن وجد في النساء قادمات؛ لأن النساء قادمات، كما يوحي اسمها، تعتمد اعتمادا كليا على الشخصيات النسائية وهن تحديدا؛ وديعة وأبية؛ فهما إرهابيتان ويقدن الجناح العسكري السري لأنداد. هنا، يحق لي أن أقول إن الأمر قد يكون التبس على الأستاذ الشمري. هذا يقودني إلى ما هو أمر وأدهى؛ إذا كانت أحداث وشخصيات (النساء قادمات) من التعقيد والتشابك، بحيث تختلط على الأستاذ الشمري وهو بصدد نقد العمل وتحليله، فما بالك بالقارئ العادي. إذن (النساء قادمات) بحد ذواتهن كارثة علينا كلنا.


نايف الصحن

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved