صالح الحسن يصف (ليلة غرق الغالية) سرداً:
في الرواية وعي حاد لمآل الحال إلى ما هو أسوأ
عبدالحفيظ الشمري
|
إشارة:
* ليلة غرق
* صالح إبراهيم الحسن
* مكتبة العبيكان الرياض (ط1)1425هـ.
****
الأديب صالح إبراهيم الحسن عرف قارئاً للنص الإبداعي، ومشغولاً دائماً بصياغة خطابات نقدية متباينة بين حين وآخر، لكنه هذه المرة يخرج الجوهرة الخبيئة من معطف الإبداع على هيئة رواية جديدة يسمها بعنوان
(ليلة غرق الغالية).
يبدأ الحسن روايته في خطاب قلق تتأرجح مدركات القارئ فيه بين (عشيرة) وأخرى حيث ينسكب هذا النثار في القبيلة التي تراوح فعاليات الحكاية حولها حيث يبرع الكاتب هنا في استدراج اللغة الموحية، والأحداث المدهشة ليقول وبذكاء: إننا نعاني أي شيء، ونجأر في الشكوى من هموم ومنغصات كثيرة.
ينتصر الأستاذ الحسن للوعي، وينافح عن الجمال بل ويفترضه من خلال ما يقدمه من حلول عقلية قد تدفع القارئ إلى تحريك بوصلة اهتمامه إلى ما بين السطور؛ فالقبيلة التي تشغل الكاتب ليست تلك المشاهد البالية من تمثيل تلفزيوني بائس يعكس القبح أكثر من أن يستدرج البهاء.. فضلاً عن هذا وذاك فإن الرواية مقاربة حقيقية لما آلت إليه حال
الأمة العربية التي قد نُصورها بعد قراءاتنا المتعددة لهذا العمل على أنها رمز حقيقي، وإيماء لا يختلف في كنه ما يذهب إليه.
في الرواية حالة وعي حاد انبنت عليه مفاصل الحكاية حتى انشغل الراوي بشكل
واضح عن التقاط أدق التفاصيل كما ورد في (ص 37،36) حينما شرع في وصف شركة السفينة، إلا أن هذه الوصفيات الطويلة لا تحقق شيئاً مفيداً في لحظة التنوير في آخر الرواية إنما يبقى الأمر الأساس هو عقد الصفقة وتاريخها فقط.
الراوي (العليم) للأحداث والوقائع تواجد بشكل كبير وأسس للقضية بعدها العام.. بل إنه لم يلتفت إلى من حوله من شخوص لديهم بعض الهمم في التغيير والبعض الآخر لديه من المواقف الصريحة والمبطنة ما يجعلك تخرج في تعددية مناسبة في الآراء لكي تكتظ هذه الصور، وتنمو أزمة القبيلة بشكل مضطرد يخلق في النهاية تنويراً حقيقياً يعكس توقعات كثيرة للشخوص في هذا العمل.
شيء آخر يميز هذه الرواية أنها كتبت بلغة سردية وأدبية متزنة.. بل إن الأحداث تساوقت بشكل مدروس ومنظم إلا أن هذا التنظيم الصارم لم يمنح الشخوص الثانويين الفرصة المناسبة للبوح فيما لديهم فقد تكون المنعطفات مادة سردية فيها من الثراء والتنوع الشيء الكثير.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
