شرخ في ذاكرة الربيع شعر: محمد العطوي
|
(لا تدن من جزر الربيع) تقول لي
وهي الربيع!
ولست أدري أين يورق صوتها بالدفء؟
كيف أزيح عن أفقي الشتاء؟...
ذبلت سنابلها التي كانت حقولا من سناء
ذابت على شفتي الحروف تلهفا:
فشرعت ألتحف المدى
أمضي الى أطراف حزني كاظما
طيشي وتوق
موانئي لبوارق البوح التي
تغري شراع الحرف بالحلم/ اللقاء.
وتقول لي:
أصبحت مثل الثلج لا أروي.. ولا..
لا أغرق!
لو خضت بحر تألمي منذ اختضاب
شواطئي بهواك حيث عبرت
في حرفي هجاء
ونثرت ماءك في يباس
أناملي
وسنابلي العطشى إلى لثم
وليس إلى حصاد
لو قلت لي:
هيا نضمخ في بياض لقائنا الوهمي
شرفتنا بفيض مدادنا
لقفزت حيث هناك أسبق المداد
لو أننا لم نستبق أحلامنا
لتشكلت في راحتينا لغة أخرى
تعيد تدفق الأرياح
في أفقين من عطش وماء
ولشق صوت أنيننا صدر التوجس
خلف أضلعنا وما كنا ظنناه الحقيقة
وهو وهم في الحقيقة وامتداد
لذريعة الصمت الذي يرمي بسوأته النداء
لو يا غريبة قلت لي قلت لي:
يا أيها البدوي عد لرشاد قومك
لا يصح بزعمهم أن يستباح قلبك
أو يساد
لا يستطيع البرق خطف بزعمهم
أطراف أحلام ترف بمقلتيك
لو قلت ألف عبارة ممهورة بالرشد
لن تجدي جوابا غير أسئلتي التي
ركضت كموج البحر تلثم شاطئيك
تنساق طائعة إلى علياء مذبحها
الطبيعي
الذي شاءت وشاء
لو أننا لم نستعر سقفا زجاجيا لأسراب
الطيور
بغابتي أحلامنا
لتحولت صيغ البلاغة كلها فيما نخط
إلى مدار الالتقاء
ولكان كل تعرج بطريقنا يفضي إلى
خط استواء.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|