الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th January,2005 العدد : 91

الأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

رغم حالة الركود التشكيلي
جدة عاصمة الفنون الخليجية بلا منازع

* الثقافية محمد المنيف:
الملاحظ أن الفترة الماضية والتي تلت إعلان انضمام الثقافة إلى وزارة الثقافة والإعلام وبعد أن تم تفعيل هذا الحدث في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين لم نشاهد أي تحرك تشكيلي يمكن مقارنته بما كنا نراه سابقا من تواجد حيث كانت الساحة وفي مختلف مناطق المملكة تعيش حالة من النشاط والحركة مع ما نجده في المنطقة الغربية وتحديدا محافظة جدة السباقة في المنافسة وكثافة المناسبات التشكيلية تأتي بعدها الرياض ثم المنطقة الشرقية هذا الركود والتراجع يجعلنا نعيد النظر والبحث عن الأسباب فالرئاسة العامة التي اشتهرت بتعدد المعارض داخل المملكة ومشاركتها خارج المملكة لم تعد كما عهد منها وهذا بالطبع يعود للإجراءات الحالية التي يتم القيام بها لوضع الأطر الجديدة من قبل وزارة الثقافة والإعلام والتي أشار إليها سعادة الدكتور عبد الله الجاسر عند افتتاحه معرض الفنان الصقعبي الأسبوع قبل الماضي في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بقوله إن الوزارة تكثف اجتماعاتها لاختصار الوقت والمسافة للبدء في تفعيل هذا الجانب كما أكد على ما سيتحقق للثقافة من دعم واهتمام وعلى أسس مدروسة ومن بينها الفنون التشكيلية باعتبارها جزءاً من الإبداعات الإنسانية الهامة وأحد روافد الثقافة السعودية. أعود لواقع الفن التشكيلي حاليا حيث تبين وبشكل قاطع أن مدينة جدة تستحق ان تسمى بمدينة الثقافة والفنون فقد كان لي نصيب من الاطلاع على الكثير من الفعاليات عند زيارتي لها الأسبوع الماضي بدعوة كريمة من مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع لحضور افتتاح معرض الفنان ضياء عزيز ضياء، وتدشين كتابه بإعداد وتنظيم من المؤسسة تكريما للمبدع ضياء عزيز.
هذه الزيارة رغم ضيق الوقت إلا أنني عدت منها بحصيلة كبيرة من المعرفة للكثير عن واقع هذا الفن هناك سعدت خلالها بعدد ممن سمحت ظروفي وظروفهم أن نلتقي بهم وفي مقدمتهم الفنان عبد الحليم رضوي والفنان مهدي الجريبي الذي يعرف تماما كيف يقدم مدينة جدة لضيوفها على طبق من ذهب مؤطر بروح عالية وكرم حاتمي، والفنانين أحمد منشي وأيمن يسري وهاشم قنديل إلى آخر منظومة المبدعين، لقد تجلى الفن بكل صوره
في هذه المدينة الجميلة والمختلفة عن بقية المدن بما تزدان به من فعاليات إبداعية لأبنائها على مختلف عطاءاتهم الفكرية الأدبية والفنية أو فيما تتمتع به من تميز بأنماط التجميل في شوارعها وميادينها، أعود لواقع الفن التشكيلي الذي أخذ مساحة لا بأس بها بين بقية النشاطات الثقافية هناك إذ كان أبرزها الاحتفاء بالفنان ضياء من قبل مؤسسة المنصورية وما حظيت هذه المناسبة من حضور كبير شعر خلاله التشكيليون بالاعتزاز للمكانة التي أصبح عليها هذا الفن وما يجده من دعم على هذا المستوى الكبير إضافة إلى ما نشاهده من معارض في هذه الفترة والمقامة في اتيليه جدة في المركز السعودي للفنون التشكيلية وفي قاعة العالمية أو قاعة بيت التشكيليين
واشتمالها على معارض فردية وجماعية يمكن لنا استعراضها.
الرضوي بين شفافية اللون ورشاقة الخطوط
في أتيليه جدة كان للفنان الرائد والأب الروحي للتشكيليين في جدة تواجد وحضور فاعل رغم ظروفه الصحية التي لم يخرج من أزمتها الأخيرة إلا قبل أيام ورغم ذلك كان له مساهماته المتواصلة خصوصا في هذه الفترة التي نحن في حاجة ماسة للتحرك فيها لتحقيق مسافة من الاقتراب لمستقبل التشكيلي بعد انظمامه إلى وزارة الثقافة والإعلام في لإثبات ما يتمتع به هذا الفن من حيوية وتواجد وفعل ثقافي وحضاري، لهذا كان معرض الفنان الرضوي إضاءة ومساهمة تجد كل التقدير من المبدعين هناك، قدم الفنان في هذا المعرض مجموعة
كبير من أعماله تنوعت الخامة فيها بين الزيت والماء جميل أوجد فيها الرضوي توازنا وتمازجا أيضاً في الروح الشاملة رغم اختلاف الخامة واضعا الإحساس بشفافية اللون ورشاقة الخطوط قاسما مشتركا أظهر المعرض كقطعة نسيج واحدة مع ما أضفاه من عناصراختصرت واختزلت الكثير مما كنا نشاهده في أعماله السابقة، الفنان الرضوي فنان شهد له نقاد العالم بقدرته اللونية وأنه ملون من الطراز الأول إضافة إلى ما يراه الكثير من قدرة الفنان على التعامل مع بحث دائب في إخراج العمل بجمعه بين المحلية العالمية.
في نشاط مفعم بالحيوية لعبد الله حماس
يقولون في مصر ويتردد في الحجاز (امسك الخشب) عندما
نعجب بشيء ما يتسم بالميزة والجمال أو النشاط ونحن هنا نغبط الفنان عبد الله حماس على ما يتمتع به من نشاط كبير وقدرة على التواصل مع منتجه الإبداعي وبتألق كبير جعله حاضرا في ذاكرة التشكيل ووجدان المتلقي فهو فنان يمتلك البصر والبصيرة ويعرف كيف يوظف عناصره ويختزلها في مساحات يراها المتلقي بزوايا متعددة، ففي أعماله إيحاء جميل بين الكتلة والفراغ أحيانا نراها فقيرة في اللون ونراها أحيانا أخرى مفعمة به ومثقلة فالدائرة قد لا تكتمل في اللوحة ولكنها تبقى دائرة في عيوننا رموزه حادة أقرب للتصريح منها للتلميح، في أعماله جاذبية وكاريزما تجبرك على الحوار، سهلة ممتنعة تحمل روح الطفولة ونضج الشباب بخبرات تراكمية
بدأت مع الفنان حماس في اول معارضه عام 1974م مع ما أعرفه عنه من قدرة وتمكن من اقتناص الهدف الإبداعي لم يندفع تجاه الجديد الذي أصبح يلامس الساحة ويتواجد فيها بأضوائه الخاطفة.
أشاهد أعمال الفنان عبد الله حماس في مختلف المعارض الرسمية وأتابع نشاطه منذ أن عرفته كزميل دراسة إلى أن أوقفني معرضه الأخير في الرياض العام الماضي والذي كان مثار جدل وتساؤلات. هل هي نهاية لبداية جديدة وهل عرضه لهذا الكم من الأعمال وبمختلف المساحات تعريفا بقديمه دفعة واحدة واذا كان هذه هو الهدف فماذا سيقدم في الجديد؟. تلك التساؤلات وجدت إجاباتها عند زيارتي لمعرضه الذي اقامه الاسبوع الماضي في قاعة العالمية
بجدة حيث قدم مجموعة رائعة من الاعمال خرج من خلالها من قيد الايقاع والرمز إلى التلميح المباشر فعناصره المتعلقة بالجسد والانسان اكثر احتواء تحمل خصوصيته وشخصيته التي لا يمكن اغفالها فهي علامة مسجلة للفنان حماس اضافة إلى اتكائه على الخط وإقفال حدود العنصر والتكوين مما جعله اكثر صلابة وتماسكاً، هذا المعرض وتلك الاعمال مع انها لا تزال تخرج من عباءة ابداع الفنان حماس وعلى مدى فترة طويلة ومع ان فيها مخارج ومنافذ كثيرة للخروج نحو أفق آخر أعلم مدى قدرة الفنان على توظيفها مع ما يمكن من خلالها أن يوازن بين ما كان عليه واقع التشكيلي وما أصبح فيه اليوم من تسابق بين أجيال أو مراحل تعلقت بالواقع المباشر أو ما يشابهه من رموز تدور حول حمى التجديد دون أن تتعامل معه ففي أعمال الفنان حماس ما يؤكد بعد نظره وامكانياته التي نتوقع ان يظهر لنا منها بما يقلب طاولة التشكيلي في جدة.
بيت التشكيليين
والقدرة على المساهمة:
ضمن جولتنا التشكيلية في مواقع متعددة من مدينة جدة عاصمة الفنون الخليجية وبرفقة الفنان أحمد منشي الذي حرص على أن نزور المعرض الجماعي لنخبة من منسوبي بيت التشكيليين والمقام في صالة العرض بسوق الجمجوم كان لنا فرصة الالتقاء بالزميلين محمد باخشوين مسؤول الصالة والفنان نهار مرزوق وكان المعرض يشتمل على مجموعة لا باس بها في الكم
مع ما تميزت به في تنوع الطرح وتنوع الخامات شارك فيها أسماء معروفة وأخرى جديدة بعد الجولة شملنا الفنان أحمد منشي بكأس من القهوة أضفى عليه الحضور حلاوة النقاش وجمال الاستقبال، تداولنا من خلال اللقاء الذي يرى الجميع أنه أصبح مستهلكا لكثرة ما تطرق له عبر المقالات واللقاءات من قبل منسوبي البيت وكان سؤالنا حول حال البيت وما يتعرض له من انتقادات التي جعلت منها الصحافة قضية أزليه فكان تعليق الحضور وباختصار أن القضية تكمن في مشكلة الدعم المادي، أشار الزملاء وبإجماع الفنانين أن الأمر يتعلق بالفنانين التشكيليين فهم من يمكنهم حل المشكلة خصوصا الالتزام بدفع العضوية، و بعد هذا الموجز مما عرفناه وبشكل مفصل عن البيت نقف لنقول للتشكيليين في جدة إنكم مغبوطون بهذا البيت من قبل مختلف فناني المملكة والايام القادمة سيمر بها الفن التشكيلي على مرحلة تجديد وإعادة ترتيب الواقع التشكيلي وإذا لم يستعد الفنانون للأخذ بالبيت إلى مكانته الحقيقية بعيداً عن القضايا الجانبية ووضع الهدف الحقيقي نصب أعينهم فإن الأمر سيكون مختلفاً.
المركز السعودي يحتفل
بالمئة معرض
ضمن الجولة الجميلة للثقافية لينابيع الإبداع في جدة حطت بنا الرحال في المركز السعودي للفنون التشكيلية وكان برفقتنا الفنان مهدي الجريبي الذي أكد أن لديه موهبة المرشد السياحي فقد كان حريصا على ان نشاهد هذه المدينة في وقت قصير دون ان يغفل أي جزء منها كما رافقنا الفنان زمان جاسم الذي جاء إلى جدة بدعوة من مؤسسة المنصورية لحضور افتتاح معرض الفنان ضياء .
نعود لمركز الفنون التشكيلية الذي انتقل من موقعه السابق إلى موقع جديد حيث وجدنا ما يزيد عن 100عمل تشكيلي ما بين رسم ونحت أقام لهما المركز معرضا شاملا بمثابة إقامته أكثر من مائتي معرض منذ تأسيسه حيث تأسس المركز عام 1408هـ.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved