وميض
عبد الرحمن السليمان
الفن التشكيلي في مهرجان الجنادرية 22
|
سعى المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية إلى تواصل المعرض الجماعي الذي اعتيد على إقامته كل دورة.. لكن شكل التنظيم لهذا المعرض بدا على نحو من الاستعجال الذي يتم الاكتفاء فيه بإشغال هذه الفعالية، وبالتالي حضورها كنشاط معتاد. لم نعرف في أكثر الإعدادات التشكيلية للمهرجان أن اتصالات مبكرة قد تمت لهذا الغرض، ومن بين ذلك دورة العام 1419هـ التي اعتمدت على الاتصالات الشخصية لمعظم الفنانين التشكيليين الذين حفزت معظمهم الجوائز الكبيرة كما أسلفت الأسبوع الفائت المخصصة للفائزين الأوائل.
في الأعوام التالية لمهرجان 1419هـ أصبحت الجوائز مالية ومحدودة، ولا تحكم عملية التفويز الضوابط التي تحفز على التنافس وبالتالي المشاركة، ومع أن المشاركة تتم عن طريق بعض الاتصالات السريعة المحدودة إلا أن بعض المناطق تقدم مشاركات معقولة خاصة المنطقة الشرقية المتمثلة في فنانين من الأحساء والدمام والقطيف وغيرها مما يتم التنسيق له عن طريق مشاركة امارة المنطقة، وأحياناً لدى البعض من الفنانين أو الفنانات اتصالاتهم الخاصة المباشرة بالمنسق للجناح. العام الفائت حضرت مشاركة من جيزان وكانت مبشرة، مع العلم بوجود أسماء معروفة لم يكن لها حضور في المعرض، وشاركت المدينة المنورة ببعض أسمائها عن طريق المشاركة المعتادة للوفد المنظم لها. أعتقد أنه من الأهمية أن يتم الإعداد مبكراً بحيث يتم بعث مخاطبات للفنانين توضح معها الضوابط والشروط والمحفزات.. وأرى أيضاً انه من الأهمية أن تتخذ العروض منحى آخر بحيث تتم في مكان غير قاعة الفنون التشكيلية في الجنادرية، ويكون المعرض انتقائياً في إحدى قاعات الفندق الذي يقيم فيه ضيوف المهرجان.. وقد كان للفنون التشكيلية تجربة ناجحة العام قبل الماضي عندما أقيم معرض للنحت في أحد فنادق الرياض وكان الترتيب للمعرض جيداً تم معه طباعة كتيب، ولقي استجابة عدد من النحاتين والخزافين المعروفين.
من الإشكالات التي تواجه الفن التشكيلي في مهرجان الجنادرية انه لا يتم اصدار مطبوعة المعرض أو دليله إلا بعد انتهائه، آخرها العام الماضي عندما بعثت أدلة المعرض مع شهادات المشاركة للمناطق بعد انتهاء المهرجان، وهذا يضعف التجاوب والتواصل مع الجمهور ومع من يبحث عن وسيلة اتصال للمشاركة في الدورات المقبلة. كثيرون يسألون عن آلية المشاركة أثناء إقامة المعرض، بعضهم يسجل اسمه وعنوانه لغرض الاتصال به وقت إعداد المعرض القادم، لكن ذلك قد لا يتم إما لضيق الوقت أو لأسباب أخرى. أرى أنه يمكن التعامل مع وسائل الإعلام مبكراً للإعلان عن المعرض لتتنوع المشاركة وليكون للجنة الإعداد مجال للانتقاء والاختيار وبالتالي إثراء العرض، فكثير من الأعمال المعروضة لم تزل تمثل بدايات.. ومع أهمية أن نشجع وندعم إلا أنه يمكن أن يتم فرز الأعمال بالعرض في أكثر من موقع. الفنانون التشكيليون سواء الأقرب للجنادرية واعني فناني الرياض أو الأبعد لا يشكلون أي حضور شخصي في المعرض باستثناء من يتم اختيارهم من المناطق للمشاركة ضمن وفدها وهم قلة ولا يرتبط معظمهم بالمعرض. سعت بعض المناطق لإقامة عروض مستقلة في بيوتها أو أجنحتها الخاصة، وهي متفاوتة المستوى وتتجه لنمط المباشرة الذي يتماشى مع الصورة الشعبية.. إلا أن المعرض العام هو الأهم والذي ينقل الصورة الاشمل عن الفن التشكيلي في المملكة، وبالتالي تبقى العروض في المقرات الخاصة للمناطق أقل أهمية. غابت الندوات أو المحاضرات.. وقد حاول المشرف على المعرض عبد العزيز السواجي تنظيم برنامج منبري نجح في أن يعيد معه شيئاً من الحيوية، لكنه توقف بعد دورة كان المشاركون فيها من الرياض فقط. اعتقد أن الفن التشكيلي في الجنادرية بحاجة إلى آلية عمل جديدة مع قربه من عشرين عاماً كان فيها منبراً للحوار وللثقافة الوطنية في صورتها الأشمل والأجمل.
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
