الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th January,2005 العدد : 91

الأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

صدى لون
(سنة ألى فن!!)
محمد الخربوش
التجريدية هي إحدى المدارس أو الأساليب أو المذاهب أو الاتجاهات في الفن التشكيلي، وقد عرفت كمدرسة فنية مستقلة في بدايات القرن العشرين وهي كما نعلم مدرسة حديثة في الفن قياساً إلى المدارس الفنية المعروفة.
والأسلوب التجريدي يتطلب أولاً خبرة كبيرة ودراية تامة بالأدوات والوسائط الفنية اللازمة للإنتاج بما يُمكن الفنان أن يطرح أعمالاً وتجارب تجريدية بوعي تام ولديه أيضاً القدرة التكنيكية الفائقة والخبرة التي تمكنه من السيطرة على جزئيات العمل من مساحات وخطوط وألوان وأشكال وعناصر وملامس ومضامين وخلافه.
والمدرسة أو الأسلوب التجريدي في اعتقادي الشخصي أنه يمثل مرحلة متقدمة جداً يصل إليها الفنان عادة بعد مروره بشكل طبيعي بالمدرسة الواقعية التي تعتبر المدرسة الأم في مجال الفن التشكيلي وهي المحطة الأهم في تاريخ أي فنان لأنها ومن وجهة نظر شخصية هي المحك الأول لامتلاك الفنان للموهبة التي هي وقود الفنان وطريقة إلى العطاء والإبداع والتي من خلالها ينطلق من تجاربه ومحاولاته إلى عالم التشكيل الواسع بمدارسه واتجاهاته ومعطياته المتجددة.
والأسماء المعروفة على الساحة التشكيلية المحلية كانت نقطة البداية في عطائهم المدرسة الواقعية ثم انطلقوا في مدارسهم واتجاهاتهم المختلفة وظلوا يبحثون ويبحثون من خلال تجارب ومحاولات طويلة في هذا الجانب حتى تمكن منهم من وضع بصمة له تميزه عن الآخرين سواء في
الأداء أو اللون أو التقنية أو الأشكال وخلافه، لكن ما يلاحظ على عطاء بعض فناني هذه الأيام سواء الفنانون أو الفنانات هو مباشرة المدرسة التجريدية، كما يقولون وهرولتهم نحو هذا الأسلوب وبالتالي تقديم أعمال يطلقون عليها صفة التجريد وهي بعيدة كل البعد عن معطيات العمل التجريدي المعروفة.
صحيح أنهم قدموا أعمالاً غير مفهومة حتى من أنفسهم وأعمالاً مجردة من كل شيء فما في ذلك الإبداع نفسه وهو المطلب الأهم في المعادلة التشكيلية وبالتالي جاءت أعمالهم عبارة عن مساحات لونية عشوائية وخطوط هوجاء وأشكال لا توحي بأي مضامين فكرية أو جمالية أو تقنية أيضاً وأنا هنا لا أعمم لكن واقع الحال يفرض هذا الطرح. والملاحظ أيضاً أن بعض هؤلاء تنقصه الموهبة وهي كما أسلفت المحك الأهم وبالتالي حاول أن يقلد غيره أو حاول أن يمارس الهروب إلى هذا الأسلوب السهل الممتنع. وقد قرأت خبراً صغيراً في أحد المواقع أن فلانة من الناس وهي اسم غير معروف على الساحة التشكيلية إطلاقاً سوف تقيم معرضاً شخصياً لأعمالها التي تقارب المائة عمل وفق أسلوب تجريدي حديث انتهى الخبر وحتى لا أتجنى عليها سألت عن اسمها في منطقتها ووجدتها فنانة مغمورة ومبتدئة جداً في عالم التشكيل لكنها تمتلك المقدرة المادية أي أنها سنة أولى فن ومع ذلك سارعت إلى تنظيم معرض شخصي وبأسلوب تجريدي معاصر كما يقال. لا أطيل على القارئ الكريم ولكن أترك له الحكم!!!
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved