أضحى التنميط الثقافي سمة
|
*عبد الحفيظ الشمري:
في سياق هذا التجاذب العنيف بين رؤية الآخر لما سواه، وفي ظل هذه الحركة الدائرة في أُفق العولمة.. تلك التي ترسم ملامح الواقع الثقافي المحتمل للعالم الذي يبشر به بعض مفكري جنوب الأرض وشمالها، مستشعرين أهمية قيام ثقافة عالمية موحَّدة حتى وإن جاءت على حساب يقينات راسخة في الوجدان.
إلا أن أخطر ما في الأمر هو تنميط الثقافة وجعلها سمة موحدة قد تلغي أقطاباً ثقافية أخرى، على نحو ما نرى في العديد من الدول المنتصرة في الحروب، والغزوات، إذ إن هذه القوى المتفوقة سرعان ما تغلب ثقافتها، وتسوق مشروعها الاجتماعي حتى وإن كان على حساب أهل الأرض الأصليين.
الجدل الثقافي حول هذه الفكرة لا يزال محتدماً، وضجيج خطابه يمتد على مدى عقود، إذ إن كل ملمح من هذه الملامح يُعد قضية بحد ذاتها.
فالجدل، والتحاور اللذان يُطالب بهما العديد من المفكرين من أمثال (مهاتير محمد) و(محمد الجابري) و(سعيد عقل) وآخرون لن يأتي بإجابات، أو أي حلول ممكنة لأن القضية لم تعد ثقافية أو معرفية يحرّكها الأديب والمثقف إنما أضحت - كما أسلفنا - في يد القوى المنتصرة في الحروب.
ربما أبرز ما يمكن ذكره الآن هو أن هذه القوى تحاول فرض ثقافة نمطية ينضوي تحت لوائها العديد من الأجناس، بل وتبيد ما تشاء من الثقافات التي تعترض أو تعارض مشروعها الاستحواذي على كل شيء حتى على الثقافة التي نحن في صددها الآن.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|