ملح الأرض!!
|
*محمد بن أحمد الشدي:
الأطفال يلعبون في ساحة الدار بالكرة والطين، والقطط العمياء ومهند صقر صغير متناغم الأناقة والتحليق يفكر في كلام كبير ملغوم هذه فعلة المتعبين الذين يتراشقون بالكلمات كالشهب المحترقة، يقولون أشياء غامضة لا يدري أن كانت شتائم وقحة أو هذيان مجاذيب، وأمسك مهند بعبارة نحن يا جماعة ملح الأرض!!
ترك الأطفال في شؤونهم الصغيرة واتجه إلى حيث يجلس الرجال سلم وجلس ثم استأذن بالسؤال ما هو ملح الأرض؟
اتسعت العيون بالدهشة والوجوم - أحدهم قال:
- ملح الأرض يا وليدي سواد الناس والبسطاء والعاديون الذين يعبرون من المهد إلى اللحد بلا صوت ولا ذكرى ولا أثر، قال آخر: البائسون يا وليدي هم ملح الأرض يعيشون على هامش الحياة بلا طموح، يعملون في صمت وأنا أسميهم الدبا، أو الزعير.
- قال الثالث وهو يرى الحيرة تتقافز على حدقتي الطفل. هذا لا يكفي لماذا لا تكونون أكثر وضوحاً!! ملح الأرض يا وليدي هم الذين وجدوا في هذه الحياة للجوع والامتهان لا طموح لهم ولا فكر ولا حساب ولا أبعاد.
قال مهند.. أعوذ بالله - لن أكون منهم ان هذه الأرض شديدة الملوحة. أين سكر الأرض وزهر الأرض وسماوات الأرض المشرقة إذن؟!!
ترفق على هونك!
أخي الكريم (س) رسالتك وصلت!
حاول أن تتماسك!! وأن تعمل بكل موضوعية وأن تنظر ما تحت أقدامك ولا تنس أنك كنت تعمل معي الشركة المستثمرة التي ذكرت.. ربنا ينجحها وتأكد أن غيرك يحمل يراع الحق والشرف والمواطنة. ثم أنك لا تزال في بداية (لفات) الشارع والحياة طويلة فترفق بحالك..
عندما تسرح في صحراء النفود وحولك أدوات قنصك ومنها التي تعوي من حولك وتحت أقدامك.. احذر أن تعمي ناظريك عن الطريق!! السوي!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|