الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

قبل وفاته..الماغوط:
فجعتُ بمن مددتُ لهم يد النجاح!
* الثقافية - عبد الكريم العفنان:
فقدت الأوساط الأدبية والثقافية العربية أحد أبرز أعلامها برحيل الأديب العربي الكبير محمد الماغوط الذي فارق الحياة بعد ظهر أمس الاثنين عن عمر يناهز 73 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
ولد الماغوط في عام 1934 في مدينة سلمية الصحراوية التابعة لمحافظة حماه السورية أو كما يسميها الماغوط (مدينة القرامطة). ويعد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، وزوجته هي الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) تعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة في كلية الفنون الجميلة في دمشق.
كتب الكوميديا السوداء بصور مختلفة؛ حتى أصبحت خيانة الوطن علنية برسم السخرية في أحاديثه وتهكماته الكثيرة مع أصدقائه ومريديه وكان ناقدا ناقما على الجميع حتى على نفسه. حين سألته عن السبب في استمراره في عزلته أجاب: (شو دخلك؟ أنا حر). وحين أعددنا ملفا حول تجربته الأدبية في المجلة الثقافية أخذت له الأعداد فأبدى سروره وملاحظاته على الملف وقال: (سألتني عن عزلتي ولم أجبك, أجيبك الآن أن فجيعتي بمن مددت لهم يد النجاح والشهرة كانوا وراء عزلتي؟)، ثم انتقل بنا الحديث إلى فضول آخر حول كتابه الأخير (شرق عدن) اختار دار المدى لطباعته، فسألته: هل ستجد توزيعا أكثر؟ فابتعد عن الجواب بسخرية مشاكسة: لو أرسلت أي مواطن إلى السفارة الأمريكية بدمشق ومعه ورقة بيضاء نظيفة لكن بتوقيع فخري كريم صاحب الدار لأخذت التأشيرة الأمريكية دون سؤال أو رسوم؟)
الماغوط نوه في تلك الليلة إلى أنه كان على اتصال بالشهيد الشيخ أحمد ياسين وهو ما كان مفاجئا بالنسبة لي، قلت: وكيف يتم التواصل بينكما؟ قال: من خلال بعض الأصدقاء القادمين من فلسطين، مؤكدا أنه كان يتبادل معه الرسائل بين الحين والآخر في إشارة منه إلى أن الشيخ ياسين يتذوق الشعر والأدب. وأضاف: (أكثر ما آلمني في حياتي دخول القوات العراقية إلى الكويت وسقوط بغداد رغم أنني كنت الوحيد الذي يجهر بحب صدام حسين لكن بعد حصول الفجيعة وسقوط بغداد تبدل الحب وتيقنت من حقيقة المؤامرة... حين تلقيت نبأ سقوط بغداد كسر الكأس بيدي من الصدمة وسال الدم من يدي وبكيت حينها).
وإدراكا مني لمزاجية أبي شام اضطررت لإنهاء زيارتي إليه لأن وضعه النفسي تبدل وقد طلب مني أن أحضر له في الزيارة القادمة شريط موسيقى تركية وليس سي دي، وشدد على أن يكون شريط كاسيت وقد وعدته بشريط ربابة قديم علما بأنه كان يتناوب الاستماع خلال وجودنا إلى فيروز حينا والقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حينا آخر..!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved