عن رحيل رائد القصة العربية
|
بالأمس رحل الماغوط واليوم فارس آخر يترجل عن صهوة الكلمة، يغادر ضفاف الفرات التي عشقها طويلاً، بعد أن غرس روحه على شطآنها، روايات وحكايات وأشجار طرفاء وحور وصفصاف.
عبدالسلام العجيلي الذي غادرنا اليوم في لحظة مباغتة كان صوتاً متفرداً في ذاته، ومدرسة أدبية، وسيرة روائية أغنت المشهد الثقافي المحلي والعربي بكل تأكيد.
في تجربته نجد هذه الخصوصية البدوية التي جعلت من رواياته وقصصه ومغالاته مصدراً من مصادر المعرفة الواعية عن سيرة الأرض، وذاكرة الإنسان في تلك البقعة النائية الرقة، المدينة التي خرجت من غبار الغزوات وصراع العشائر، وتعب السنين والجوع والأمراض، المدينة التي أعطاها العجيلي شهرة فأصبح اسمها يقرن باسمه في الحاضر، مثلما كان اسمها يقرن باسم الرشيد في الزمن البعيد.
لقد عاش العجيلي حياته كما اختار واشتهى، وعاشر الكتابة طقساً صوفياً غنياً بالرؤى الذاتية والجمالية، لم يكن يلتفت إلى هذا التيار أو ذاك وإنما كان كالفرات قد شق طريقه ورسم مجراه بإرادته وعنفوان صخبه، وقوة أمواجه التي لا تعبأ بنواتئ الهضاب والصخور.
أحمد الحسين
باحث سوريأستاذ الجيل
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|