الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

وفاء العمير (في حدة الأشواك) سرداً:
سرد يصف الأشياء بلغة هادئة وعفوية
*عبدالحفيظ الشمري:

إشارة:
* (في حدة الأشواك) (رواية).
* وفاء العمير.
* دار المفردات الرياض 1427هـ.
* تقع الرواية في نحو ( 140 صفحة ) من القطع المتوسط .

(في حدة الأشواك) عمل روائي جديد للأديبة وفاء العمير، يحمل في طياته هم الأنثى ويصور دون عناء واقع الحياة الاجتماعية التي تمزقها أحياناً الخلافات، وتباين وجهات النظر، لتصبح هذه الحالة الأسرية مادة غزيرة تنهل منها الكاتبة لتقدم لنا هذه الاضمامة من الأحداث ذات الايقاع السريع.
لغة الرواية هادئة، إذ وصفت الكاتبة عناصر الفعل في العمل بلغة متوازنة، فلم تقحم جملة السرد في رواق الكلمات الفخمة، إنما جاءت عفوية، تستخرج دلالات الأشياء من أطر هذه العلاقة بين ثالوث الهم الانثوي.. المرأة وبنتيها: (عهود) و(مريم).
رسمت الكاتبة شخصية (عهود) بشكل متوازن، فلم تكن ذات رؤية مؤثرة في العمل، إنما أخذت على عاتقها مهمة السرد، وايضاح العديد من الجوانب المهمة في حياة العائلة التي فرّقها التعدد، وباعد بينها ضعف الحب، إذ لم تعرف الأم - كما تقول عهود - أي عبارة تقود قلب الرجل، إنما حرصت على إطعامه وغسيل ملابسه، وكيّها.
أضف إلى هذا وذاك ظلت شخصية (عهود) عاجزة عن اتخاذ موقف مؤثر في سياق الأحداث التي تم رسم تفاصيلها من قِبل شخصية أخرى ممثلة في حالة (الأب) الذي ارتبط بأخرى غير أم (عهود) وأخويها في وقت بات من المهم أن تنتهج الفتاة الراوية للأحداث أسلوباً يعكس النتائج المترتبة على هذا القرار الأسري الذي أومأت الكاتبة وفاء مجرد إيماء إلى حالته العامة.
الأحداث قد لا تنتهي بمثل هذا العمل الذي قدمته الكاتبة وفاء العمير، لأن روايتها (في حدة الأشواك) جاءت فضاء مفتوحاً على احتمالات كثيرة، أدناها أن يكون العتب صادقاً من الأسرة للأب الذي شعر أن زيادة ماله تحتم عليه زيادة زوجاته، وأقصاها أن تثير كوامن الأنثى تلك البحيرة الراكدة من الود، ليخرج لمن حولهن هياج الرغبة في الانتقام من واقع لا يرحم أحداً طالما أنه بيد الرجل، يفعل به ما يشاء.
فضاء السرد في مجموعة(في حدة الأشواك) محملاً منذ بداياته الأولى على قضية التعدد الزوجي.. تلك الحالة التي عصفت بأسرة بسيطة لم تتعلم من الحياة أي دروس سوى ما تراه من ضرورة ملحة للتمسك بالواقع الاجتماعي الذي يحتم عدم مكاشفة الآخر (الذكر) في أي أمر لتصبح هذه الكوامن كما أشرنا مادة غزيرة يصعب على المرأة (عهود) أن تنصرف إلى التقاط التفاصيل الدقيقة، إنما عنيت في عرض الملامح العامة لهذا العناء اليومي الذي لحق بأسرتها.
قد يتبادر إلى ذهن القارىء أثناء تتبعه للخيط العام للسرد أن الكاتبة همشت قضايا كثيرة في قصة والدة عهود التي ظلت كياناً معطلاً، وصورة نمطية قاتمة للمرأة المسلوبة الإرادة أمام الرجل.
كما أن الكاتبة وفاء العمير أخذت على عاتقها السردي مهمة رسم الاطار العام للحكاية التي انتهت في محاولات (عهود) و(مريم) وكشف الأمر الذي لا يعدو كونه مصادفة أخيرة على ما تطوعت به خالتهما من محاولات لكشف خداع الرجل لأسرته، فلو لم يكن على خطأ لما ارتكب هذه المغامرة التي شعرنا بها مرتسمة بقلق، وألم على وجوه هذه الأسرة التي كانت تتوهم بأنها سعيدة في كنف معيل يخطط لهدم هذا العش الهانىء.
تغلب على هذه الرواية لغة العاطفة.. تلك التي حركت الشعور بأن هناك خطأ ما يجب علينا أن ننتبه إليه، ذاك المتمثل في هدم صرح كبير من العلاقات الانسانية، والتضحية، والصبر تمت بين أفراد هذه الأسرة إلا أن الأب محملاً بسلاح الفحولة ضرب عرض الحائظ بكل تلك الصور البسيطة ليرتكب هذه النزوة باحثاً - فيما يعتقد - عن دفء آخر، لكن هذه الروابط الجديدة جاءت على هيئة معاول حادة لهدم هذا البناء الذي وصفته راوية هذه الحكاية (عهود) بشكل مباشر مدفوعة بهذا الكم الهائل من المشاعر المعبرة.
 
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved