أداء الأمانة
|
*حسن أحمد الحسن:
قال لي أبي: هذه خمسمائة ريال، إنها أمانة تركها عندي أبوحمدان، فاذهب إليه وسلمها له وبلغه سلامي.
ركبت في الحافلة ومعي الأمانة وفي مؤخرة الحافلة استمعت إلى حوار حاد وتعالت الأصوات.
يجب أن تدفع ثمن التذكرة
ما معي إلا نصف الثمن.
أنا أعرف كيف أخرجك بالقوة.
فقلت: تعال يا أنت.
ماذا تريد؟
حسابه عليَّ، كم تريد؟
قال لي: مشكور وبارك الله في أموالك، كنت مضطراً للركوب فأمي مريضة، وهذا الشنيع رفض أن يكون المبلغ المتبقي ديناً عليَّ.
فقلت: شفانا الله أجمعين، أنت بارٌ بأمك وقد أمرنا الله بالإحسان إلى الوالدين قال تعالى:
{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}. وصلنا إلى قرية (......) وذهبت ثم أسرعت أبحث عن (أبي حمدان)
وإذا هو يبيع أعلاف الحيوانات (شعير، تبن، ذرة) فسلمت عليه وناولته الخمسمائة وحين مدَّ يده لأخذها دفعت الرياح ورقة النقد وطارت في الهواء فجريت نحوها وكان منحدر جبلي قد سقطت فيه الخمسمائة، فهبطت بين الصخور بحذر فأي زلة قدم قد تؤدي إلى رضوض ويصعب معها المشي، وكان الهواء يقلبها حتى وقعت بين أغصان شجرة طلح كبيرة وبصعوبة بالغة أمسكتها بيدي، فرجعت أدراجي وصعدت من المنحدر، وأمامه قلت له: هذه خمسمائة ريال، إنها الأمانة التي تركتها عند أبي فأخذها سعيداً وقال لي: بلغ سلامي لأبيك فقد كان من أهل الخير، وقل له يزرني.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|