الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

في التشكيل اختلط الحابل بالنابل!

*محمد الخربوش:
لم يعد للوحة التقليدية المعروفة (الكلاسيكية) نتاج المدرسة الواقعية قبولاً لدى السواد الأعظم من الفنانين والفنانات، ومن هنا فقد جاءت معظم التعابير الفنية والمشاهدة والنصوص البصرية في الفترات الأخيرة بأساليب ومدارس ومذاهب فنية متعددة، بعضها قدم بوعي وبشكل مدروس وفق ثقافة فنية وتقنية جيدة، والبعض الآخر قدم من خلال أطروحات عشوائية تفتقد للهوية، وبالتالي فإن معظم الفنانين والفنانات التشكيليين اتجهوا للأساليب الحديثة مجاراة لبعضهم البعض أو العوم مع التيار كما يقال، والفنان عندما يقدم هذا العمل تجده يقدمه على أنه عمل ينتمي للمدرسة التجريدية الحديثة في الفن، هكذا يقول الفنان أو هكذا هو يقدم عمله لكن واقع الحال ومن خلال هذا الطرح نلاحظ أن الفنان أو الفنانة أيضاً قدما أعمالاً عبارة عن طلاسم ومضامين غامضة حتى على الفنان نفسه أو أن يعمد البعض منهم إلى إغراق المساحات بكمية من المعاجين المختلفة مع كميات هائلة من الألوان التي تفتقد إلى كل معطيات الجمال، وبالتالي فهو يقدم أعمالاً لا تشد المتلقي، بل إن بعضاً منها تمثل نشازاً مملاً يصيب المشاهد بالغثيان، ومن هنا أيضاً فإن هذا الفنان يكون كمن أضاع مشيته كما يقال لست معترضاً على تفاعل الفنان مع من حوله ومع هذا العالم الذي يشهد تحولات متسارعة ومتلاحقة بما في ذلك النص البصري الذي نحن بصدد الحديث عنه، ولست ممن يمارس دور التنظير للتنظير فقط أو أنني ممن يحاول أن يثبط الهمم ويقتل الحماس والطموح لكن الساحة التشكيلية وبكل أسف أصبحت مرتعاً لمن هب ودب، فجاءت أسماء جديدة فجأة بأعمال يقال إنها فن، وهي أبعد ما تكون عن الفن، وحصل هذا الارتباك، واختلط الحابل بالنابل، وتكاد الساحة التشكيلية أن تفقد توازنها لهذا الخلل المتنامي.
إنني ومن خلال هذا الطرح أدعو إلى الغربلة وإلى أن تبادر الجهة المسئولة إلى وضع الأمور في مسارها الصحيح من خلال التفاتة جادة لتعديل الوضع القائم، ومن خلال تدارس الأمر بصورة متأنية تحفظ للساحة جمالياتها ورونقها الفني الجميل.
خلاصة القول: إن وجود مثل هذه المناخات، وجود مثل هذا الارتباك، وهذا الخليط وعدم وضوح الرؤية أدى ذلك بكل أسف إلى أن تعج الساحة التشكيلية بأسماء قدموا أنفسهم لهذه الساحة من خلال هذه الأعمال التي أطلقوا عليها جزافاً أعمالاً تجريدية، وهي في واقع الحال أعمال عشوائية تفتقد لكل مقومات وعناصر الجمال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved