الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 10th May,2004 العدد : 58

الأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

الملاحق الثقافية في الصحافة المحلية
(الثقافية ) أنموذجاً «الحلقة الأولى»
متابعة: سعيد الدحية الزهراني
استأنف (منتدى الجزيرة) نشاطه المنبري لهذا الموسم بندوة عن المجلة (الثقافية) بمناسبة مرور عام على صدورها. شارك فيها كل من الدكتور عبدالله المعيقل والدكتور صالح زياد والاستاذ خالد اليوسف والدكتور عبدالرحمن السماعيل وأدارها الزميل الأستاذ عبدالحفيظ الشمري, حيث رحب نيابة عن أسرة تحرير القسم الثقافي بالجريدة بالمشاركين والحضور متمنياً لهم تفاعلهم واهتمامهم وتواصلهم. بادئاً بكلمة تناول فيها العلاقة بين العمل الأدبي والصحافة منتقلاً بعد ذلك إلى محاور الندوة والاعضاء المشاركين ليبدأ قائلاً
صالح زياد: أقدم شكري أولاً لمؤسسة (الجزيرة)
الصحفية وبالذات القسم الثقافي بها بشكل خاص على هذه الندوة التي أرجو أن تكون مداخلتي فيها ذات جدوى ومتعة، كنت أخاطب نفسي وأنا قادم لهذه الندوة حول أغراض هذه الندوة ولذا نرى أنه يمكن أن نتحدث عن أشياء كثيرة كما يمكن أن لا نتحدث عن شيء فالحديث عن المجلات الثقافية هو حديث يكتسب صفة عمومية من خلال معنى الثقافة نفسها ومن خلال هذا العنوان الذي تنضوي تحته المجلات بصفتها الثقافية وفق تصنيفات مختلفة من حيث السلاسة والمرونة والأصالة ومن حيث الاختصاص الثقافي أو عدم الاختصاص ومن حيث التوقيت الزمني سواء اكانت شهرية أو أسبوعية أو سنوية أو فصلية والحديث عن المجلات الثقافية في ضوء السلاسة والمرونة التي تمثلها المجلة الثقافية بجريدة (الجزيرة) يجرنا هذا إلى موقف الصحافة السيَّارة أكثر منه إلى موقف المجلات الأكاديمية الرسمية ذات الصفة المعمقة في تناولها للثقافة، فالمجلة الثقافية هنا مجلة ثقافية اخبارية إعلامية كما أنها مجلة ابداعات شعبية وقصص وهذه المناحي المختلفة تجعل من المجلة إن صح تسميتها بذلك ذات صفة سريعة من جهة وأيضاً ذات صفة تجميعية لا تتيح لها قدراً من التعمر من جهة، لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح هنا هو:
هل نحن حقاً نعني بالثقافة في المجلات الثقافية؟ ولتكن كما نوديت في هذه الندوة مجلة الجزيرة الثقافية نموذجاً، هل نحن نعنى بالثقافة بمفهومها العام، فنحن حين نطلق الثقافة نعني بها مخاطبة المعايير العامة للسلوك والعقل في مجتمع من المجتمعات وعلى ذلك يبدو جزءاً من الثقافة وليس كلاً لها فهي علاقة يطلق فيها الجزء على الكل ولكن هذا الجزء جوهري وأساسي في تكوين الثقافة، والمجلات الثقافية في معظمها مجلات أدبية بشكل محدد، لنتحدث إذن عن النواحي المهمة في المجلات الصحفية فهي أكثر تحديداً وأكثر التصاقاً وانطباقاً على صفة هذه المجلات أو المناحي الصحفية والحقيقة أن الدور التي أعدته الصحافة في المملكة تجاه الحركة الأدبية هو دور مهم وخطير ويمكن هنا أن نقول: إن الساحات الأدبية في أكثر أوقات الازدهار الأدبي كانت ساحة صحفية مؤثرة ولا نستطيع أن نجد لهذه الصفة الصحفية إلا هوامش لا يمكن أن تواصل ما أحدثته الصحافة من تفعيل للأدب ومن تحرير. فالصحافة الأدبية فقط هي الساحة وهي شملت الساحات الثقافية ومنابر الجامعات والجمعيات الأدبية والثقافية وهي كلها منابر ضئيلة الفاعلية بالمقارنة بما تقدمه الصحافة، فالصحافة هي ساحة وصرح الأدب وإذا شئنا أن نضيف نوعاً من التدقيق في هذه المقولة فيمكن أن نوازن هنا بين الصحافة الأدبية والساحة الأدبية في البلدان العربية مثل مصر وسوريا والأردن والمغرب وغيرها من الدول وهي بلدان كما نعلم لها دور فاعل في الثقافة العربية المعاصرة وفي الجانب الأدبي على وجه الخصوص، فالصحافة في مثل هذه البلدان من الناحية الأدبية هي إنعكاس أو صوت معبر عن الساحة الأدبية.
أما لدينا فإن الساحة الأدبية هي ما تصنعه هذه الصحافة فالصحافة لدينا تضع ساحتها الأدبية ولكنها في أماكن أخرى تعكس ما يجري على الساحة الأدبية وربما يبدو هذا القول منذ السبعينات حقيقة صارخة في صحافتنا تباين تلك الحقيقة التي تميزت بها الصحافة في المرحلة التي يطلق عليها تاريخياً مرحلة صحافة الأفراد وهي المرحلة التي ابتدأت من جريدة أم القرى وانتهت في عام 1383هـ _ 1963م فالصحافة التي اتصفت بهذه الصفة الفردية والصفة الفردية هنا تحيل إلى تعلق الصحافة أو الصحيفة بكاتب أو أديب أو رجل أعمال وهو الذي يتقدم بطلب امتياز تحرير هذه الصحيفة ويرخص له فيصدر هذه الصحيفة أو تلك.
ومرحلة صحافة الأفراد تختلف عن صحافة المؤسسات التي صدر لها نظام مختلف، وأنا أريد هنا أن أقول إن صحافة الأفراد كانت صحافة أدبية بمعنى أنها تعكس واقعاً أدبياً والذي يقوم على تحرير الصحافة وإدارتها وحتى الإشراف على توزيعها فرد من الأفراد.! وفي بعض الدراسات التي تناولت الصحافة لدينا في الخمسينيات والستينيات من العام الميلادي تذكر أن صحيفة صوت الحجاز كانت صفحتها الأولى خاصة بالمقالات الأدبية كمقال حمزة شحاتة مثلاً التي كانت تتصدر الصفحة الأولى وليست الأخبار أو القضايا الإعلامية ولا حتى رأي الجريدة، فالمقالات الأدبية كانت تتبوأ صفحتها الأولى.
ففي هذه المرحلة يمكننا أن نقول إن الأدب كان يصنع الصحافة ولم تكن الصحافة تصنع الأدب، أما المرحلة الحالية فالعكس هو الصحيح إذ أن الأدب أصبح صنيعة صحافتنا وابنها المدلل وأصبحت الصحافة هي ساحتنا الأدبية التي يميل إليها الأدباء والباحثون عن الأدب.
هل استطاعت ملاحقنا الأدبية وصحافتنا الحالية تصنع شيئاً لأدبنا وبأدبنا؟ أرجو أن نتمكن من الإجابة لمثل هذا السؤال في مرحلة قادمة بإذن الله.
الشمري: شكراً دكتور صالح.
فارس ندوتنا لهذه الليلة الآخر هو الدكتور عبدالله بن حامد المعيقل.. الحائز على البكالوريوس من جامعة الملك سعود والحائز أيضاً على الدكتوراه عام 1985م. وهو الآن أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك سعود وله العديد من المشاركات الدولية وهو حالياً عضو مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون وللدكتور عبدالله مواقف واضحة من الشعر الشعبي وللدكتور عبدالله معكم مدة عشر دقائق فليتفضل..
المعيقل: في الواقع أنا بدوري أشكر جريدة
(الجزيرة) وفي رأيي هي الجريدة الوحيدة التي لديها هذه الظاهرة وهي ظاهرة المحاضرات والندوات ثم ظاهرة النشر الثقافي وبتكامل واضح مقنع ولا بد أن نشكرها على ذلك، وكما قال الدكتور صالح فأنا اعتقد أن صحافة الأفراد بدأت (بصوت الحجاز) لأن صحيفة أم القرى تعتبر صحيفة رسمية.
سأبتدئ مما انتهى إليه الدكتور صالح وأنا أقول إن الصحافة فعلاً كانت تقوم على المادة الأدبية في المقام الأول ولم تكن هنالك أخبار رياضية ولا أخبار فنية ولم يكن هنالك انتشار للمطابع بمعنى لم تكن هنالك طباعة للكتب والدوريات إذ كانت الصحافة تقوم مقام الكتاب اليومي ومن يعود إلى صحيفة أم القرى وصوت الحجاز والمنهل في فترة زمنية محددة يجد أن المادة الأدبية بها غزيرة جداً وأن هذه المادة من ناحية تاريخية تشكل النصوص الأولى للأدب السعودي كما تشكل أيضاً التجارب الأولى للأدباء الذين أصبح لهم شأن في عالم الأدب فيما بعد كما أن ظهور بعض الأجناس الأدبية الجديدة كالقصة القصيرة مثلاً والرواية والشعر الحر غير المقفى كما يسمى أيضاً له ارتباط بمجلة المنهل التي أصدرت أعداداً خاصة عن هذه النوعية من الأدب وأيضاً ساهمت الصحف في تقديم هذه الإنجازات الأدبية.
إذن، الصحافة كانت تقوم كحقل تجارب للناشئين من الكتاب تساعدهم على تمرسهم في الكتابة ومن جهة أخرى ذات أهمية وخاصة في إشاعة أفكار هؤلاء الكتاب في المجتمع وتعرف القراء بهم وعليهم ومن ثم العون الكافي في نشر الفكر الأدبي. وهذا الدور الأساسي التي كانت تقوم به الصحافة وما زالت تقوم به حتى الآن وهذا الدور موجود الآن أن تقوم به الملاحق والصفحات الثقافية وهي التي تعرفنا بالأقلام الأدبية الجديدة وأيضاً تعرفنا بالجديد في عالم الإبداع وفي التنظير. إذن هذا الدور المهم ما زالت تقوم به الصحف وإن كان هنالك اختلاف من ناحية كثرة المادة الأدبية في الصحافة التي كانت في السابق ولم تكن الآن موجودة لأن هنالك موضوعات أخرى غطت الصفحات الصحافية، فالصحافة الثقافية تتوجه إلى القارئ العادي أولاً لأن هذا القارئ يعتمد عليها اعتماداُ شبه كلي في كل ما يتلقاها من ثقافة أو معرفة ولذا لا يخامره أي شك في مصداقية ما تنقله إليه هذه الصفحات أما القارئ المتخصص الذي لا يعتمد اعتماداً كبيراً على ما تنشره الصحف وإنما يعتمد أيضاً على مصادره الخاصة وعلى مطالعاته وعلى أبحاثه وهذا النوع من القارئ لا خطر عليه من اعتناق معلومة خاطئة مثلما هو حادث للقارئ العادي غير المتخصص.
من خلال ما أقول أحاول أن أوضح عيوب الثقافة الصحافية رغم محاسنها الكثيرة التي لا تعد وهي:
(1) الإثارة المبالغ فيها وذلك رغم أن الصحافة تتبع أسلوب الترويج المثير لإثارة القارئ ولكن هنالك أحياناً إثارة غير متزنة وغير مسؤولة وتنتج عنها أحياناً تكريس معلومة خاطئة أو مفهوم خاطئ في ذهن القارئ غير المتخصص عن شخص ما أو موضوع ما.
(2) الأسلوب الذي يتعمد فيه بعضنا الرد على الآخرين أو مناقشة مسألة طرحها شخص في العدد الماضي ونجد أحياناً هنالك الكثير من التجريح الشخصي، فلا بأس من الاختلاف في الرأي لأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولكن يتحول الحديث في كثير من الحالات إلى أمور كثيرة حتى الأمور الأخلاقية الشخصية وهذا لا ينطبق على الكل وإنما تنطبق على فئات ربما بسيطة ولكنها بكل أسف موجودة.
(3) من عيوب الصحافة أن بعض المحررين ليست لديهم ثقافة كافية قوية وأحياناً يكون بسبب التكاسل وعدم الحرص على ما يسمى ويعرف خدمة الخبر من خلال البحث.
هنا أعطيكم مثالاً.. كنا في نادي قبل أسبوعين وكان في البرنامج زميل موجود اسمه وعنوان محاضرته ولكنه لم يحضر لأنه كان خارج المملكة في نفس الوقت وإذا بنا نجد من اليوم الثاني أن فلاناً حضر وألقى المحاضرة وهذا يدل أن المحرر لم يكلف نفسه عناء الذهاب والسؤال والتعرف على الشخصيات الموجودة في البرنامج.
(4) هنالك عيوب أخرى وهي عيوب نابعة من الانتماءات الخاصة لبعض المحررين أو لبعض الشرفين على الصفحات الأدبية وهنالك مجاملات وهي مجاملات يتصف بها الوسط الثقافي على وجه العموم. وهذا ينطبق على ما ينشرونه هم أنفسهم عن الغير أو ما ينشرونه للغير وأحياناً يعطون لشخصية ما هو مبالغ فيها من المدح وشخصية أخرى ينزلون به إلى الأرض بقدر مبالغ فيها أيضاً.
الشمري: شكراً للدكتور عبدالله.
وفارسنا الثالث هو الأستاذ خالد بن أحمد اليوسف. وهو خريج مكتبات وموظف في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء وله العديد من الأعمال البيليوجرافية منها (كشاف المجلة العربية).
كما له أعمال إبداعية وفنية في مجال القصة القصيرة فقد صدرت له العديد من المطبوعات منها على سبيل المثال (مقاطع من حديث البنفسج) في عام 1404هـ (والصحافة السعودية) وهو كتاب متخصص ونود أن نطرح من خلال هذا الكتاب العديد من الأسئلة على الأستاذ خالد اليوسف و(الصحافة السعودية تاريخها وتطورها) ومجموعة قصصية أخرى مثل (أزمنة الحلم الزجاجي) و(الراصد) وهو كتاب بيليوجرافي وترأس نادي القصة السعودي منذ عام 1407هـ حتى 1424هـ وهو الآن عضو هيئة تحرير مجلة التوباد ومجلة الراوي بنادي جدة الأدبي فليتفضل الأستاذ خالد اليوسف ولنترك الأسئلة المتعلقة بكتاب الصحافة السعودية تاريخها وتطورها فيما بعد.
اليوسف: بداية أشكر أسرة صحيفة (الجزيرة) على هذه الندوة المتخصصة للجمهور وأشير إلى الصفحات الثقافية التي ملحق ثقافي ومجلة ثقافية طموحة ونتمنى أن تتحول إلى ملحق ثقافي ومجلة ثقافية طموحة ونتمنى أن تتحول إلى مجلة ثقافية منفصلة كل الانفصال وأرى أن صحيفة (الجزيرة) قادرة على عمل كل تلك التحولات.
لقد تحدث الإخوة كثيراً عن تاريخ تحولات الثقافة والأدب في ميادين الصحافة في المملكة وكانت بدايتنا صحافة الأفراد ثم ظهرت صحافة المؤسسات.
سآخذ النمو الحضاري في المحور الأول لهذه الحركة، طبعاً المملكة طفرت طفرة واسعة في مجالات كثيرة وأصبحت الصحافة هي المرآة الحقيقية لهذه التطورات في مختلف مجالات الحياة ونسبة لهذه التطورات أصبحت لدينا نمواً صحفياً واسعاً جداً من صحافة يومية وصحافة أسبوعية ونصف شهرية وشهرية وربما فصلية أو سنوية وهذا الإنجاز الكبير شمل كثيراً من القوائم والأدلة وهنالك عناوين كثيرة للمجلات والدوريات تتابع تطويرها واستمراريتها التي نطمع فيها وكل هذه الإصدارات إذا لم يؤسس تأسيس قوي ستتوقف ولذا نجد أن هنالك كثيراً من المجلات الثقافية توقفت وأصبح بدلاً عنها أكثر تخصصاً وخاصة نحن في عصر التخصصات الدقيقة وأصبحت لدينا مجلات متخصصة كثيرة. ونحن الآن في بداية 1425هـ ولذا نسأل عن مضامين هذه المجالات وإلى من توجه وإلى من توصل وبما أن لدينا المجلة الثقافية بصحيفة (الجزيرة) هل هنالك عجز في مجلاتنا الثقافية؟
وهنالك نشرات في بعض المؤسسات الحكومية تحولت إلى مجلات ثقافية وكلمة الثقافة عبارة عن مصطلح شامل ولدينا الآن مجلات جامعة شاملة وليس ثقافية مختصة في حدود الثقافة وتفتح للقارئ أو المتابع آفاقاً واسعة جداً ممكن أن تكون ثقافية واجتماعية وعلمية وهنالك مجلات في الساحة كانت مجلات ثقافية وتحولت وأصبحت مجلات جامعة وشاملة لجميع أنواع المعرفة لكسب أكبر عدد من القراء والقارئ دائماً هو الذي يفرض شروطه على المنتج مثل المجلة العربية بدأت كمجلة أدبية في عام 1395هـ ثم توسعت وأصبحت مجلة جامعة شاملة لكل شيء ولكل أنواع المعرفة البشرية كما أن هنالك مجلة الفيصل على سبيل المثال حافظت على مستواها الثقافي واستمرت على نفس المنوال طوال مدة اصدارها حتى الآن.
الأندية الأدبية متخصصة كأدبية ولكنها أيضاً تدخل في مختلف نواحي الأوجه الثقافية وتعمل للثقافة العامة مع الأدب وكذلك كثير من المجلات الثقافية للأندية الأدبية أصبحت شاملة وكثير من مؤسساتنا خدمت الثقافة وساندتها من خلال توجهاتها الخاصة مثل شركة أرامكو والحرس الوطني أصدرت مجلة خاصة بها وركزت على هذه النقطة وهنالك كثير من الشركات والمؤسسات أيضاً تساهم في نشر الثقافة.
الشمري: المتحدث الآخر هو الأستاذ الدكتور عبدالرحمن إسماعيل وهو معروف في مجال الأدب ولديه تخصص متميز وهو رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود وصدرت له بعض المؤلفات منها (المعارضات الشعرية) وهي دراسة تاريخية وكتاب عن (الدكتور الغذامي) باسم (قراءات في مشروع الغذامي النقدي) وأيضاً هنالك مشروع شعري وديوان تحت الطبع والآن نعطي الحديث للدكتور عبدالرحمن اسماعيل.
السماعيل: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر مؤسسة (الجزيرة) الصحفية على هذه المبادرة الطيبة التي عودتنا عليها وعودت المجتمع كما أشكر الأخ الأستاذ عبدالحفيظ الشمري الذي اتصل بي منذ أسبوع تقريباً وطلب مني الاشتراك في هذه الندوة فبادرت وأرسل إليَّ عن طريق الفاكس المجاور ولكنها اندفقت في مكتبي تحت الأوراق اليومية ولما نسيتها ولم يذكرني عنها إلا الدكتور عبدالله المعيقل عندما دخل عليّ بالمكتب وذكرني بهذا اللقاء ولذا أنا اعتبر نفسي أنني أخذت على حين غرة بهذا اللقاء وأنا أغادر البيت إلى المؤسسة كنت أحدث نفسي وعن ماذا سوف أتحدث حتى المحاور قد نسيتها في المكتب ولكن عندي صورة عامة عن الموضوع كما حدثني الأستاذ عبدالحفيظ وكنت أحدث نفسي وأنا قادم إلى مؤسسة (الجزيرة) الصحفية عن الموضوعات التي يمكن أن نتناولها في المجال الثقافي والصحافة الأدبية وهي موضوعات كثيرة وغزيرة وبها جدل كثير وعند ذلك رجوت من الأستاذ عبدالحفيظ أن يجعلني آخر المتكلمين لأنظر واستمع عن ماذا يقال ولكنهم تناولوا كلما كنت أريد أن أقول فيه والآن حقيقة ليس لدي إضافات لما قالوه ولكنني كنت أريد أن أتحدث عن علاقة الأدب والثقافة ولكن سبقني في ذلك الدكتور صالح والأشياء الأخرى تناولها الدكتور المعيقل ولكن مع كل هذا لا يخلو المجال من أشياء أخرى نستطيع أن نتحدث عنها ونحن المتخصصين في مجال الأدب واللغة العربية ومن هم متخصصون في مثل هذا المجال لا يعجزهم الكلام عن أي موضوع من الموضوعات القريبة أو التي تتعلق بمجالنا.
وبالنسبة للمجلة الثقافية فقد سعدت كثيراً عندما لمست التطورات الأخيرة في جريدة (الجزيرة) والوثبات التي انطلقت فيها وكنت أرى الأخ علي القحطاني، بل واسمع من الأخ إبراهيم التركي ومن الأخ عبدالحفيظ وسعدنا جميعاً كثيراً عندما خصصت جريدة (الجزيرة) مجلة خاصة بها للثقافة والأدب متخصصة في مجال الثقافة.
ولكن لم تأتِ هذه المجلة على مستوى طموح القارئ أو القارئ المتخصص على الأقل وكان طموحنا أكثر من ذلك بكثير ولن نستطيع أن ننفي الخدمة التي قدمتها في لمِّ شتات الثقافة ولكن رغم الإيجابية الجميلة التي قامت أو نهضت بها المجلة الثقافية إلا أنها بهذا الشكل المختصر عرضة للسرقة والاستيلاء عليها إذ في مرات كثيرة تأتيني (الجزيرة) بدون مجلة التي تحتوي على الصفحات الثقافية رغم اهتمامي البالغ بها لأنها في طريقها إليَّ تؤخذ من قبل المهتمين بالثقافة ويحبسونها لديهم وأحياناً يأخذها الزملاء ويقرؤونها ويخرجون بها ولا بد من معالجة هذا الوضع ولا استطيع أن أقول تعاد للصفحات العادية بجريدة (الجزيرة) لأنه من الصعب التراجع عن وثبة كبرى كما تسميها جريدة (الجزيرة) ونؤمن بها نحن والقراء معي ولكن لا بد من معالجة هذا الأمر باهتمام.
أما النقطة الثانية فهي الثقافة وعلاقتها بالأدب كما تفضل زميلي الدكتور صالح الغامدي لأن الأدب فعلاً جزء لا يتجزأ من الثقافة والثقافة تدخل فيها أشياء كثيرة. ثقافتنا الاجتماعية وثقافتنا التاريخية وكل أنواع التراث وما ورثناه من أجيالنا السابقة وخلفياتنا وتصرفاتنا كلها تأتي تحت هذه المظلة الكبرى وهي الثقافة والأدب العنصر الرئيسي في هذه المظلة الكبرى، بل هو العماد الرئيسي لهذه المظلة الكبرى وهي المظلة التي نسميها الثقافة وهنا تتكلم عن تسميتها بالثقافية وما تتناوله من موضوعات شتى.
والنقطة الثالثة كان طموحي وطموح المهتمين بالأدب والثقافة أكثر من هذا بكثير وأنا أرى أن الرياضة خصصت لها جرائد قائمة بذاتها ونجد أكثر من جريدة متخصصة في مجال الرياضة وهي يومية وتجد تسويقاً وتجد ارباحاً هائلة تدرها من التوزيع والإعلانات الرياضية، ولكن الأدب حتى الآن لم يخدم بهذه الطريقة ودعونا من قول ليس له سوق ولا نريد أن تصدر جريدة يومية خاصة بالأدب والثقافة ولكن على الأقل جريدة أسبوعية أدبية تلملم شتات الأدب وتستكتب وترتفع بمضامينها وترتفع برسالتها عن المهاترات الشخصية التي نراها في كثير من الصحافة الأدبية إذ نجد أن بعض الصفحات الأدبية نشرت بعض المقالات النقدية التي تتجاوز النقد الموضوعي إلى النقد الشخصي وتتناول بعض الجوانب الشخصية من ثقافة المنقود وإنتاج المنقود بشكل شخصي وهذا ربما يحدث ردود فعل وربما تتدخل الجريدة أو المجلة لايقاف هذه المهاترات. فالمهاترات الصحفية والمهاترات الأدبية تخدم الجرائد ولكنها لا تخدم الأدب ولا تخدم الثقافة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved